رغم إسدال الستارة على رواية وتسلسل أحداث اختطاف الطفل كريم، ابن الست سنوات من أمام منزله في قرية قلنسوة، تبقى أسئلة كثيرة تطرح ذاتها حول تسلسل أحداث هذا المشهد المؤثر ودور الأطراف في الرواية، نتائجها وانعكاساتها، وما وراء عملية الخطف واستعمال الطفل وسيلة للضغط على أهله للحصول على أموال هائلة، ودور المجتمع والشرطة والصحافة.
إنّ موجة التذمر والاستياء من دور الصحافة والشرطة واتّهام بعض الجهات والأطراف بالتقصير وعدم قيامهم بواجبهم كما يجب كون الطفل عربيًّا، يثير السخرية ،الدهشة والاستغراب؛ فالقاصي والداني يعرف حق المعرفة ما بذلته أذرع الشرطة على اختلافها، والصحافة المكتوبة، المرئية، والمسموعة، وكم تابعت مواقع التواصل تطورات أحداث عملية الخطف منذ بدايتها وحتى نهايتها، وتحديدا الشرطة التي أجرت تحقيقا واسعا ومكثفا شملت عمليات استخبارية وتنشيطًا على مدار الساعة، بالإضافة إلى الاستعانة بطائرة مروحية حتى استطاعت تحديد موقع وجود الطفل المخطوف، وإلقاء القبض على عدد من المشتبهين لتورطهم في هذه القضية الحساسة والمقلقة، ومن ثمّ توجيه وساطة إلى المحتجزين الأمر الذي أدّى في نهاية المطاف إلى إطلاق سراحه، وهو في حالة جيدة، دون المس به، ليعود إلى أحضان عائلته ويعيد البسمة على مُحيّا أمه التي تنفست الصعداء، وهدأت خفقات قلبها بعد أن جافاها النوم، فلم تعرف له طعمًا طيلة أربعة أيّام!!
هذا الحادث بحدّ ذاته يعتبر محطة مركبة ومعادلة لها تداعياتها وأثرها، وعلينا أن نقف عندها مطولا ونطالب باستمرار التحقيق فيها بصورة جذرية، والمطالبة بتوقيع أقصى العقوبات على مرتكبيها، والشروع بإقامة دورات ودروس توعية في المدارس والمؤسسات التربوية والثقافية لوضع حدّ لمثل هذه المشاهد المقلقة والمخيفة ونبذ مظاهر العنف كافّةً، بكلّ أشكاله، واستنكار عارم لمثل هذه العملية.
[email protected]
أضف تعليق