تستحضرني قبل كتابة هذا المقال قصة تتحدث عن واقعنا يرويها باسلوبه المميز الفنان السوري ياسر العظمة ,وتقول ان احدهم قرر فتح مطعم مستوفيا كافة الشروط لذلك , وعندما بدأ يعمل، بدأ مسلسل النهج التقليدي المقيت الذي يقود في النهاية الى فقدان الانسان لابداعاته وعيشه الكريم مقابل الحفاظ على الشعار.
لجنة التفتيش على المطاعم دأبت على زيارته كل ليلة وتحرير المخالفات ومطالبته بالحصول على تراخيص لكل اقسام المطعم بما في ذلك انواع المأكولات والمشروبات , واخيرا ارغامه على شراء شعار تلك اللجنة ووضعه في مكان آمن , طبعا في كل لقاء يتناولون العشاء مجانا هذا بالاضافة الى اخذ المعلوم مقابل التحرك الفوري في حال حدوث اي مشكلة في المطعم والتدخل السريع لحمايته من العابثين.
في ليلة من اليالي حدثت مشادة بين شباب تحولت الى عراك واشتباك واسع حطم الاثاث والاواني , فلم يكن من صاحب المطم الا الاتصال بتلك الشعبة لتنجده , رد عليه كبيرهم طالبا ان يرسل له سيارة , ووصلو بعد ان انتهى كل شيء ومع ذلك تناولوا العشاء .
في الليلة التالية تجددت الاشتباكات بين الشباب , وتكرر نفس المشهد الا ان صاحب المطعم القى بالشعار وحطمه مبلغا الشعبة المذكورة بأن الشعار تحطم نتيجة العراك , وخلال دقائق وصلت قوة كبيرة من اللجنة وحاصرت المكان وهمها الوحيد اين الشعار ومن الذي حطم الشعار , عندها قرر صاحب المطعم اغلاق مطعمه والعودة لمزاولة عمل يقتات منه .
نعم انه الشعار الذي حفرناه في قلوبنا ووجداننا وعقولنا , والابتعاد عنه او تغييره او ادخال تعديلات عليه يعتبر جريمة ربما تصل الى الخيانة .
ينطبق ذلك على وضعنا وحالنا , فعلى الرغم من عزوف الكثير من جماهيرنا عن الشعار التقليدي والمطالبة بتجديده , تتمسك القيادة وتعض بالنواجد عليه .
آخر مثال على ذلك احياء يوم (دعم حقوق الفلسطينين في الداخل ) الذي جرى في مدينة طمرة , حيث تبين بشكل جلي لا يدعو للتحليل ان الجماهير قالت بشكل واضح لا لبس فيه (غيروا الشعار ), فالحضور غابت عنه الجماهير التي من اجلها جاء هذا اليوم , وحضرت القيادات التي رافقتها عائلاتهم واصدقائهم
كل من التقيناهم وتحدثنا اليهم كانوا يقولون باللهجه العاميه ( شو هاظ , وين الجماهير , بيني وبينك الناس زهقت ) نعم الناس زهقت وعندما تزهق الناس سيكون ردها مؤلم للقيادات التقليدية وهي التي تقرر اي برنامج سيقودها بشراكة ندية صادقة وحقيقية , ليس بالنظرة الفوقية الاستعلائية المبنية على (جاء الرئيس, رحبوا بالقائد).
بدأت الكلمات بنبرة لا جديد فيها تحدثت عن ضرورة الوحدة والتماسك والشراكة الحقيقية والتغاضد واللحمة في وجه المخططات العنصرية التي تستهدف وجودنا , ونادى المتحدثون بضرورة التماسك وعدم الاقصاء , قالوا نحن شعب متعدد الآراء والافكار والتوجهات وهذا امر صحي لا بد منه , وعليه سنكون كلنا تحت مظلة واحدة , ولفت انتباهنا قول رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل السيد محمد بركة الذي اكد على ضرورة اشراك الجميع في اللجنة .
هنا نود نحن في حركة كرامة ومساواة وذراعها السياسي حزب الاصلاح ان نوجه بعض الاسئلة للاخ بركة ونقول :
قلت لنا قبل نحو عام (ستكونون شركاء معنا بعد عقد مؤتمر او مؤتمرين), فعقدنا المؤتمر الاول في وادي عارة , وعقدنا المؤتمر الثاني في الطيرة ونستعد لعقد المؤتمر الثالث في الناصرة يوم السابع عشر من اذار القادم ولم نستلم أي دعوة للشراكة .
وجهنا لكم رسالة طلب رسمية ولم تحظى بالرد حتى اليوم رغم مرور ما يربو على الثلاثة اشهر .
اتصلنا بكم هاتفيا ولم يستجاب لمكالمتنا .
ارسلنا رسائل عبر الهاتف ولم نحظى بكلمة واحدة .
خاطبكم اعضاء في اللجنة المركزية وكان ردكم ( سنفحص الموضوع ) .
تحدث معكم اعضاء في لجنة المتابعة من غير الحزبيين ووصلنا منهم انكم ستناقشون الامر في الجلسة القريبة .
تحدثنا مع اعضاء في لجنة الوفاق حول القضية .
طرحنا الموضوع في وسائل الاعلام المختلفة .
واخيرا نتسائل من الاجدر بان يكون ممثلا في لجنة المتابعة ؟.
هل هو الحزب الفاقد للحضور بين جماهيرنا؟.
ما المطلوب منا حتى ترضى عنا لجنة المتابعة لنشارك في قراراتها بأسم الجماهير التي تؤيدنا ؟.
ام ان هذه الجماهير غير واردة في حساباتكم ؟.
ان سياسة الاقصاء تتجذر وتتعزز وفق المقولة التي عفا عليها الزمن وحطمها شعبنا وهي (من ليس معي فهو عدوي , من لم ينقاد خلفي في قطيع فهو خارج عن الاجماع ).
مع كل ذلك سنبقى نردد بأن هدفنا واحد وقضيتنا واحدة ومصيرنا واحد لكن بالتعددية وكل حسب برنامجه ايمانا منا بأن الجميع يتفق على المصير المشترك , نحن كنا نستقبل بالاحضان عندما نأينا بانفسنا عن التحرك الحزبي ودعمناكم بكل قوة , واليوم تستكثرون علينا السلام وتصافحوننا على مضض فقط لاننا قلنا رأينا وطرحنا برنامجنا .
نختم بالقول ان لجنة المتابعة ليست حكرا على حزب ، تماما كما قال الأخ محمد بركة ، انها حضن للجميع ، ونحن من الجميع
[email protected]
أضف تعليق