تميزت المرأة العربية في البلاد في السنوات الاخيرة بخوضها شتى ومختلف المجالات وتواجدها في كافة المرافق، في محاولة لخلق روح جديدة لمجتمع متين وسليم، سندس صالح من المشهد، مبادرة، وعضو لجنة مركزية في العربية للتغيير، ورئيسة جمعية، معلمة، وسيدة هايتك، حدثت "بكرا" عن مسيرتها المليئة بالتحديات والامل من مطلق حرصها على دعم النساء العربيات لمجتمع افضل.
حدثينا عن نفسك أكثر، مهنتك، حياتك الاجتماعية والعائلية، كيف بدأت مسيرتك، وما هي الصعوبات التي واجهتيها في مسيرتك للوصول الى النجاح؟
انا سندس صالح من قرية المشهد، ام لثلاثة أطفال، درست اللقب الأول في موضوع البيولوجيا في معهد التخنيون وعلى وشك انهاء دراستي للقب الثاني في العلوم والتكنولوجيا أيضا في التخنيون، اعمل كمعلمة في مدرسة المطران الثانوية لموضوع البيولوجيا، ومدير لجمعية "مجتمعنا" الجمعية التي تبني مشاريع عديدة في المجتمع العربي وفي الفترة الأخيرة تقوم على متابعة الجرائم التي تحدث في ورشات البناء، مؤسسة ومديرة شركة "أي جولان" التي اقامت حضانة للأطفال في قرية المشهد، وتطمح لإقامة حضانات اكثر في قرى بدون حضانات حتى تساعد المرأة العربية ان تتعلم وتعمل دون عوائق. واحدة من المبادرات في قرتي لمجموعة "نحو مشهد أفضل". كما عملت في مجال الأبحاث الطبية ويهمني ان تطرق المرأة العربية أبواب العلم، وموضوع بحثي كيف ان المرأة العربية تكون متميزة في تعليمها الثانوي الا انها لا تتوجه في تعليمها الأكاديمي للعلوم الدقيقة والهايتك لأسباب مختلفة.
اعتقد ان مسيرتي بدأت عندما اخترت لنفسي نضالا اجتماعيا وسياسيا في اعقاب التحديات التي شهدتها في بيئتي ومجتمعي، وفي اللحظة التي بدأت أرى فروقات بين قرانا العربية وبلدان مجاورة يهودية بدأت بطرح الأسئلة، عملي السياسي والاجتماعي بدأ بعد ان انهيت دراستي الاكاديمية للقب الأول وبعد ان انجبت ابني الأكبر جولان، لأنه مع وجود الأولاد نظرتي اختلفت وأصبحت أفكر فيما اذا كانت هذه البيئة التي يريد ان يعيش بها اولادي، وما الذي يجب ان أقوم بها حتى نكون مجتمع افضل.
واجهتني صعوبات عديدة تواجه أي امرأة عربية أخرى، لا زلنا مجتمع غير داعم لخروج المرأة للعمل، هناك تحديات كبيرة في هذا الجانب، لكنني حظيت بعائلة داعمة، وكان المحور الأساسي في تربيتي ان العمل من اجل الغير وتحقيق الطموحات وعدم التنازل على الاحلام ومواصلتها، الدعم كان من اهلي وزوجي الذي يؤمن بالأمور التي أقوم بها اجتماعيا وسياسيا، وجزء من التحديات ان المرأة العربية تحاول ان تكون المرأة الخارقة حيث انني كنت اقم بأمور كثيرة سويا، اتطوع واتعلم واعمل واحافظ على المثل الاجتماعية، الدمج بين هذه الأمور لم يكن سهلا لأننا كنساء عربيات لا نحب ان نفشل في أي مجال خاصة في تربية الأطفال على حساب عملنا وحياتنا المهنية.
كيف تصفين مكانة المرأة العربية في مجتمعنا بشكل خاص وفي البلاد عموما، مقارنة باليهودية أيضا؟
نلاحظ اليوم ان هناك تقدم بمكانة المرأة العربية في المجتمع العربي وأيضا في الحيز العام علما انه غير كافي وغير منصف بحق المرأة العربية، نلاحظ ان هناك نسبة لا بأس بها من النساء يخرجن للعمل والمرأة اليوم هي شريجة اكثر في المظهر الاقتصادي العام للمجتمع العربي، وهناك ازدياد بنسبة الاكاديميات، وارتفاع في المناصب التي تبوأتها المرأة العربية وتتميز بها، عدد كبير من المحاميات والقاضيات والطبيبات والفنانات وحتى عضوات سلطات محلية، هناك تطور في المسيرة العلمية والمهنية للمرأة الا انه تطور غير كافي، هناك حاجة للعمل من قبل المؤسسات في المجتمع والنساء أيضا على تقدم المرأة اكثر، لان تطور المجتمع العربي متعلق بشكل مباشر بتطوير المرأة، حتى ننهض في مجتمعنا.
للأسف هناك فروق بين المرأة العربية واليهودية، واعتقد ان المرأة العربية في المجتمع الإسرائيلي تعاني من تمييز مضاعف، كونها امرأة وكونها عربية، وليس مفهوم ضمنا ان تستطيع امرأة عربية ان تحقق ذاتها في الوضع الموجود وبالتأكيد فأنها بذلت جهد ضعف المرأة اليهودية الموجودة في نفس المنصب، عدا عن ازمة التشغيل في الشمال حيث ان نسبة التشغيل اكثر في الجنوب بسبب انعدام أماكن العمل وافتقار بلداتنا العربية الى مناطق تشغيل، ويجب التطرق أيضا الى معاناة المرأة العربية في النقب الذي يفتقر الى بنية تحتية خصبة لتقدمها وتطورها.
كيف تشعرين بانك ساهمت من خلال مسيرتك المهنية ونجاحاتك بخدمة مجتمعك؟
اشعر انني ساهمت وما زلت أساهم في خدمة مجتمعي، انا قد بادرت الى مشاريع عديدة بهدف تغيير الواقع الموجود، المساهمة الفعلية هي من خلال بنائي لبرامج ومشاريع على مختلف المستويات واجتهد بان انقل صورة تختلف عن الصورة النمطية للمرأة العربية، ان المرأة العربية قوية جدا ولديها ثقة، وأنها تملك الكفاءات والقدرة والمهنية، ما يدعو للفخر انه لدينا قدرات ذاتية ونجاحات فردية تساهم في نمو المجتمع العربي بشكل كبير.
ما هي الجوانب التي تشعرين بان المرأة العربية في مجتمعنا ظلمت فيها؟ وأكثر الجوانب التي نجحت بها؟
المرأة العربية تميزت بمجالات عديدة وخاصة التعليمية، فضلا عن تميز الطالبات العربيات في المدارس، والنهضة في مجال التعليم في المجتمع العربي هو بفضل تميز النساء العربيات، في حين ان المرأة العربية ظلمت في جوانب عديدة مثل المشاركة في المناقصات وتبوأ مناصب رفيعة كما انه على المجالس المحلية تشجيع المرأة بالمشارك في المناقصات المختلفة، والتساهل في مواجهة العنف ضد النساء، العنف الاجتماعي والجسدي والاقتصادي، نحن كمجتمع لا نعمل كما يجب على معالجة الظاهرة. وأيضا عدم وجود مراكز تشغيل في الشمال كما في منطقة المركز ما يجعل المرأة العربية تتنازل عن العمل في الهايتك والعلوم بسبب البعد المسافي.
تمنياتك للمرأة ونصائح توجهينها لها في يوم المرأة وطموحاتك المستقبلية؟
اطلب من المرأة العربية في يوم المرأة ان تؤمن بنفسها وقدراتها وان تتميز في مجالاتها، وليس شرطا بالتعليم بل في مجالات أخرى، واحداث فرق وتغيير وان تكون لديها رسالة تساهم في بناء المجتمع وان تكون شريكة في النضال النسائي وليست عائق نسائي، كما أتمنى ان تعيش المرأة العربية في مجتمع خالي من العنف والقتل وان تحصل على حقوقها كاملة، على النساء ان يكن شريكات لبعضهن البعض وبناء نسيج قوي من اجل النضال النسوي العام، علينا ان نفكر في النساء بالنقب وغير المعترف بهن، نساء تحت خط الفقر، لا يتعلمن او يعملن، لذلك علينا كجمهور نسائي ان نساعد نساء اخريات في البلاد وندعمهن.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
ألف مبروك وكل عام و كل نساء العالم بألف خير