هل عائلة التميمي فلسطينية؟! قد يبدو هذا السؤال غبياً، أو ربما يدل على جهل كبير. لكن هذا السؤال متعمد يراد به خلط الأوراق على قاعدة "اكذب اكذب.. حتى يصدقك الآخرون".
في حكومة التطرف العنصري الإسرائيلية هناك من يحاول ليس التشكيك في وجود عائلة التميمي في قرية النبي صالح التي أنجبت مناضلين ومناضلات فحسب، وإنما يريد خلط الأوراق متعمداً الكذب لعلّه يجد من يصدقه في هذا العالم الغريب.
في الكنيست الإسرائيلي تم تشكيل لجنة للبحث في أصل وجود عائلة التميمي!! بعد أن أصبحت ابنة هذه العائلة المناضلة عهد أيقونة عالمية، بقبضتها وقوة إرادتها وثباتها وابتسامتها الهادئة وحتى مظهرها العام، الأمر الذي تسبب في ذعر كبير لأولئك العنصريين الذين ما زالوا يصرون على إبقاء العربي والفلسطيني في صورة نمطية فيها صفات الشر كلها، بدءاً بتصويره بشكل غير حضاري وثقافة بدائية، وهي صورة سادت لعقود طويلة، في العالم كله تقريباً. والفضل في ذلك يعود لأفلام "هوليوود" التي تسيطر عليها شركات تمويلها يهودي، عمدت بإصرار إلى إبقاء العربي بهذه الصورة البشعة.
لجنة الكنيست الخاصة بعائلة التميمي تفترض أن هذه العائلة غير موجودة بالأساس، وأن كل الذين يدعون أنهم أفراد من هذه العائلة هم مجرد مجموعة من الممثلين الذين يجلبهم الفلسطينيون من المؤيدين لهم في الخارج. هؤلاء الممثلون يقلدون الثقافة الغربية وخاصة الأميركية سواء في اللباس أو المظهر، وحتى في طريقة وضع القبعات على رؤوسهم رجالاً ونساء. والهدف من ذلك هو إحداث تأثير نفسي على الغرب وبشكل خاص على الأميركيين، مستشهدين بحالة عهد التي وجدت تضامناً كبيراً على مستوى العالم، وهذا لا يروق بالمطلق للعنصريين في دولة الاحتلال.
لا نعرف ما هي النتائج التي توصلت إليها هذه اللجنة، ونقاشاتها "الخطيرة" لأن الملف الخاص باجتماعاتها وتحقيقاتها جزء من أسرار دولة الاحتلال!
لجنة الكنيست واليمين العنصري بشكل عام يعرفون الحقيقة الساطعة وهي أن عهد وأخواتها وإخوتها في النبي صالح هم أبناء عائلة مناضلة. عائلة شهداء وأسرى. فيها مثقفون وحملة شهادات عليا، ولكن أيضاً هي عائلة عانت وما زالت تعاني من الاحتلال والاستيطان الذي سرق أرضها، وحاصرها من مختلف الجهات، فأصبح حالها كحال القرى والبلدات الفلسطينية التي تحولت سجوناً كبيرة أو أصعب من ذلك.
نضال عائلة التميمي ليس وليد اللحظة، وإنما من عمر الاحتلال والعدوان، فهي كانت في المقدمة وستظل كذلك.
لجنة الكنيست لم تسأل مثلاً وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي يصر على تحطيم هذه العائلة التي حطمت صورة الجندي الإسرائيلي عن أصل هذه العائلة. وإذا كانت ليست حقيقية، فلماذا هذا التهديد لهذه العائلة من أعلى المستويات السياسية في دولة الاحتلال وقواها وأحزابها .
هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها سلطات الاحتلال والعنصريون قلب الحقائق. سبقها مثلاً الطفل محمد الدرّة الذي انتشرت صورة استغاثته قبل استشهاده كالنار في الهشيم وخلقت تعاطفاً كبيراً مع الشعب الفلسطيني ونضاله، وأزاحت ورقة التوت عن عورة الاحتلال. بعد ذلك تجمع اليمين الصهيوني في العالم كله لخلق رواية بديلة بل أكثر من ذلك حاولت عصابات صهيونية تصويره على أنه طفل إسرائيلي قتله فلسطينيون.
ومن الملاحظ أنه عندما تفشل آلة الإعلام الإسرائيلية بكل قوتها أمام مظهر فلسطين حضاري نضالي فإنها تحاول صرف الأنظار بكل الوسائل الممكنة، بالكذب والتهديد والإشاعة.. لا يهم ما دام الأمر لا يحقق الانتصار للفلسطينيين.
لجنة الكنيست وهلوسات الاحتلال لم تزد عائلة التميمي إلاّ إصراراً على مواصلة النضال المشروع من أجل انتزاع الحقوق وحتى يتمكن أطفال عائلة التميمي من العيش مستقبلاً ولأجيال قادمة في سلام على أرض آبائهم وأجدادهم.

نقلا عن الايام 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]