يجري الحديث عن مدرسة القسطل، التي تعمل منذ ثماني سنوات في برامج مختلفة، عدا عن التعليم، وهو جزءٌ أساسي تمنحه المدرسة ومديرة المدرسة ومعلميها، فمنذ سنوات بدأ التفكير الجدي مِن أجلِ مستقبلٍ أفضل عبر تعزيز الحياة المشتركة التي تجمع الطلاب اليهود والعرب.
عن أهمية المشاركة في هذا المشروع، تحدثنا إلى مديرة المدرسة السيّدة سيرين مجلي كنانة، مؤكدة بداية أن هناك اهتمام كبير في المدرسة بكل ما يتعلق بموضوع اللقاءات بين اليهود والعرب.
وأضافت: ما يميّز هذه اللقاءات أنها ليست لمرة واحدة، كما اعتدنا سابقًا، أنما تمتد لعدة لقاءات لتشمل لاحقًا المربين والأهل، فالمستوى التثقيفي يتعدى الطلاب انفسهم.
سيرين كنانة مجلي: "العلاقات المشتركة بين الطلاب عربًا ويهود يُثري القلب
وتابعت مديرة مدرسة القسطل مسهبة حول المشروع: المشروع الذي تشارك به مدرسة القسطل يدعى אפשר אחרת (هنالك بديل)، الذي تنظمه جمعية (هنالك بديل)، وهذه المرة الثانية التي نكون فيها شركاء مع مدرسة من مجدال هعيمق، وتسمى "موفيت" بإدارة ليلي موديل، وهي تؤمن بهذه المشاريع التي تعزز العلاقة بين العرب واليهود، على أساس مشترك.
وأضافت: المشروع يشمل فعاليات وحوار وتفاصيل مهمة ومشتركة، والتي تفتح المجال لتعزيز العلاقات بين المدرستين، علمًا أننا في السنة الماضية ابتدأنا مع صفوف الروابع من اليهود والعرب، وهذا العام ارتفع الطلاب إلى الصف الخامس، والمفروض أن ينتهي البرنامج بهذه المرحلة.
وتابعت المربية مجلي كنانة: من المهم الإشارة إلى أن بلدية الناصرة ساهمت بالدعم، فهي الراعي الأول والأكبر مع بلدية مجدال هعيمق لهذا المشروع، الذي يشمل لقاءات وجولات وفعاليات ثقافية متنوعة.
وأضافت: بوصلة هذه اللقاءات أنّ يكون هناك إيمانًا داخليًا وحقيقيًا من قبل المشاركين للأهمية، مع هذه الإنطلاقة تسهل بقية الأمور، منها تقبل الآخر وتفهم إحتياجاته.
مودل: التربية منذ الصغر مهمة جدًا
بدورها، تحدثت ليلي مودل لموقع "بكرا" قائلة: أنا مديرة مدرسة موفيت، وقد انضممت لهذا المشروع منذ ست سنوات، كنتُ في مدرسة أخرى، واليوم أنا في القسطل، وأرى أهمية كبيرة للمشروع، وأعتقد أن التربية تبدأ في جيل صغير مهمة جدًا، فعندما نبدأ بتغيير المصطلحات والاهتمامات واحترام الانسان كإنسان، بغض النظر عن ديانته، منذ الصغر، عندها ربما نصل إلى مكان أفضل، وعندما يكبر هؤلاء الطلاب سواء سنقطف ثمار ما زرعنا.
وردًا على سؤالنا عن التغيير لدى الطالب اليهودي قالت مودل: بالتأكيد لمست التغيير، الطلاب اليوم يتصرفون بصورة مختلفة، وأرى بأي حماس يأتون، ففي البداية كان هناك تخوف كبير، خاصةً أنّ الأهل يرفضون مصادقة العربي، لكن الشغف الذي يرافق اللقاءات اليوم يطغى على المخاوف ويؤكد أنّ هنالك رغبة بتعلم الآخر ومعرفته، من الطالب ومن الأهل.
زرع القيّم الكونية للمربين ايضًا
بدورها، قالت جائدة زعبي، وهي مديرة مشاريع في جمعية "هناك بديل"، المبادرة إلى المشروع بين المدرستين: تأسست الجمعية منذ نحو 16 عامًا وتهدف إلى تعزيز الحياة المشتركة بين القرى والبلدات العربية واليهودية، ولقاء الطلاب إحدى مشاريعنا الذي يخدم الهدف.
وأضافت زعبي: تسعى الجمعية لزرع القيم الكونيّة ليس فقط للطلاب وإنما للمعلمين أيضًا، إذ إنّ الهدف الآخر هو بناء علاقات بين معلمين يهودًا وعربًا، من خلال اللقاءات التي تجرى، وبالمقابل فإنّ العلاقات المشتركة بين جميع الفئات تصقل الشخصية وتقوي قنوات الاتصال، إذ يشعر المشاركون أنّ هناك الكثير من المشترك بين الطلاب والمعلمين.
واختتمت: يُشار أنّ المرشدين في مشروع الحياة المشتركة جاؤوا من عالم الدراما والمسرح، ولديهم القدرة الرائعة في نقل الرسائل الإنسانية والأخلاقية بأفضل الطرق، هكذا يتحول الاهتمام الجميع إلى قيمة الإنسان كإنسان.
[email protected]
أضف تعليق