وكان قد أثارَ موضوع النقاش حول المدرسة التكنولوجية العديد من وجهات النظر الرافضة لتهميش المعلمين والموظفين والطلاب في المدرسة، إذ يجري الحديث عن مدرسة أقيمت منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وخرّجت عددًا كبيرًا من الطلاب، وساهمت بتطويرهم وتحسين مستواهم التعليمي، وبما أنّ الحديث عن مدرسة تكنولوجية، فقد خرّجت أيضًا عددًا من الهندسيين الذين نجحوا في الحصول على وظائف ملائمة لهم في المناطق الصناعية وغيرها.
من جهة أخرى برز مؤخرًا النقاش الحاد في بلدية شفاعمرو حول قرارها بمنح المدرسة التكنولوجية لصاحب كلية سخنين، ولاحقًا تراجع رئيس بلدية شفاعمرو السيد أمين عنبتاوي بعد الاحتجاجات الشديدة التي تقدّم بها المعلمون والمربون وأولياء الأمور، الذين رفضوا هذه الصفقة، التي انتقلت إلى المحكمة العليا، ومن المفروض أن يُبث في الأمر في أقرب وقت – كما أشار الأهالي والمعلمون والمعلمات.
وعلم موقع "بكرا" أن الاحتجاجات والإضراب في الموضوع الغي حيث تقرّر انتظام الدراسة في المدرسة بدءً من الغد مع وعودات بحل المشكلة.
في الحقيقة لا زلنا نسمع مجرد كلام ووعودات
وفي حديث مع المربية سارة دعقة من المدرسة التكنولوجية -شفاعمرو، صرّحت لموقع بكرا قائلة: "منذ السادس من شهر أيلول، حصلت المدرسة (التكنولوجية) على موافقة خطية لتفعيل المدرسة، بعد أن قررت المحكمة العليا إعادة الطلاب والمعلمين إلى المدرسة، مع التشديد على ضرورة حصول المعلمين على معاشاتهم دون تأخير".
تضيف دعقة: نحنُ حتى اليوم لم نتلقَ أجورنا وهي متراكمة منذ ثلاثة أشهر، كما وحُرم طلابنا من الحصول على سفريات، علمًا أنّ مدير المدرسة شارك في الجلسة الأولى، وأخذ على عاتقه إعادة السفريات للطلاب، خاصةً أنّ هؤلاء الطلاب يستحقون هذه السفريات ومن المفترض أن تكون على حساب البلدية، لكن لغاية يوم الأربعاء الماضي، وبعد هذا التاريخ تمّ إيقاف السفريات بسبب انعدام الميزانية في المدرسة، ولم تدفع البلدية للسفريات وللمعلمين وللطلبة الذين تعطلوا فترة الثلاثة أشهر.
وتابعت دعقة: "في الحقيقة لا زلنا نسمع مجرد كلام ووعودات، ونحنُ نخسر طلابنا، فأغلب الطلاب يصلون المدرسة من خلال السفريات، علمًا أنّ المدرسة فارغة من معلميها وموظفيها وطلابها، ونحنُ كمعلمون كيف ستكون نفسيتنا؟ّ!
وأريد أن أقول أننا لا نعمل مع طلاب عاديين، نحنُ نعمل مع طلاب يُحتمل أن يرسبوا من المدرسة، ونحنُ نختارهم من جميع مدارس شفاعمرو، وهناك طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن هؤلاء الطلاب يبرز الكثير من الإنجازات، ويكفي أنّ 13 طالبًا، تخصص بموضوع "الهندسيين" في المدرسة التكنولوجية، أي أننا لا نتحدث عن طبقة بسيطة، فالطلاب لدينا، حتى لو كانوا ضعفاء فإنهم يأتون إلى المدرسة وتتعزز ثقة هؤلاء الطلاب بشكلٍ كبير، وإذا بقي هؤلاء الطلاب في البيوت، بعيدًا عن المدرسة، فكيف ستكون نهايتهم؟
لا يعقل أن يُحرم المعلم من معاشه على مدار شهرين وثلاثة
وتحدث دياب حجيرات - أحد أولياء الأمور قائلاً: ابني يتعلم في المدرسة التكنولوجية، وأنا تابعت الموضوع منذ بداية العام، إذ كان هناك خلاف بين البلدية وكلية سخنين، بواسطة مديرة قسم المعارف، على أن تعود المدرسة لإدارة بلدية شفاعمرو، وكان القرار بعودة المدرسة لبلدية شفاعمرو، ولغاية اليوم لم يحصل المعلمون على أجورهم.
وتابع حجيرات: لا يعقل أن يُحرم المعلم من معاشه على مدار شهرين وثلاثة، وستُضطر الإدارة التوجه للبنوك للحصول على معاشاتهم، وهذا أمرٌ مؤلم، وها نحنُ نحتج ونتظاهر بينما يُحرم أبناؤنا من التعليم، وهو أمرٌ غاية في الظلم، وعلى الجميع أن يتضامنوا مع المدرسة التكنولوجية.
لعبة سياسية قذرة
وعقّبت بديعة خنيفس – مسؤولة المجلس النسائي البلدي قائلة: بصفتي مستشارة لتطوير مكانة المرأة في بلدية شفاعمرو، آسف للوضع الذي وصلنا إليه، وأرى عدد كبير من المعلمات والعاملات في مدرسة التكنولوجية، وآسف أنه خلال ثلاثة أشهر لم يحصلوا على معاشات، كل ذلك يأتي نتيجة لعبة سياسية قذرة، والقرار كان من المجلس المحلي بالأكثرية خاطئ جدًا وغير مدروس، وفي هذا الحال طبعًا الموجود في شفاعمرو، أنّ الأكثرية من المعارضة كان لديها لعبة سياسية، وهم لا يعرفون كم يحتمل الأشخاص في ظل المعاناة بسبب عدم وجود دخل شهري، ونحنُ كموظفي بلدية، يجب أن نحصل على حقوقنا بما يتعلق بالأجور، وكم بالحري امتداد التأخير بعد ثلاثة أشهر كاملة لم يحصل خلالها المعلمون والموظفون في المدرسة التكنولوجية. وأنا أقول: يكفي اللعب بالشفاعمريين في ظل غطاء وزج السياسة في موضوع المدرسة التكنولوجية.
[email protected]
أضف تعليق