م' كان بسن 63 عاما عندما ذهب إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة بعد الشعور بانخفاض في السمع في كلا الأذنين. قام الطبيب بفحصه ووجد أنه يعاني من مرض وراثي الذي يسبب تدمير تدريجي لعظيمة السمع في الأذن. وأوصى الطبيب أن يخضع م' لعملية في الأذن اليمنى حيث كان فقدان السمع أشد. والغرض من هذه العملية هو إزالة عظيمة السمع واستبدالها ببديل اصطناعي. كانت هذه عملية حساسة جدا تتطلب مهارة جراحية عالية للجراح. إذا كان الجراح الذي يؤدي العملية ماهر وذا الخبرة, فإن فرص النجاح مرتفعة جدا (99٪).

خضع م' لعملية جراحية في مستشفى أساف هاروفي. وفي الوقت نفسه، كانت غرف العمليات تقع في مبنى العيادات الخارجية، على مسافة معينة من جناح المستشفى، وفي منطقة المستشفى نفذت بنفس الوقت أعمال لتجديد الشوارع.

تم إجراء عملية ل- م' في أذنه اليمنى وأتممت العملية الجراحية بنجاح. بعد العملية سمع همس في أذنه، وعندما نقل إلى غرفة التعافي, أخبر زوجته انه يسمع تغريد الطيور. بعد ذلك، تم نقل م' إلى القسم باستخدام "سيارة إسعاف مصغرة".

بعد حوالي شهر ونصف من الجراحة، أجري افحص سمعي ل- م' وتبين أن العملية فشلت وأن سمعه في الأذن اليمنى قد تفاقم. اتضح أن البديل الاصطناعي قد تحرك من مكانه.

بعد ثلاثة أشهر، حضر م' لإجراء فحص وقيل له أن البديل الاصطناعي قد سقط وهو موضوع بشكل غير صحيح وأنه يتوجب عليه أن يعيد العملية. خضع م' لعملية ثانية، ولكن بعد ذلك اتضح أنه لديه ثقب في طبلة الأذن، ولذلك لم يتم تنفيذ العملية المخطط له، وخضع إلى إعادة بناء طبلة الأذن. ولكن متاعب م' لم تنتهي. بعد عام تقريبا خضع لعملية ثالثة وادعى م' بعد العملية أنه يسمع. في نهاية العملية، تم إعادة م' بنفس الطريقة إلى القسم بواسطة "سيارة إسعاف مصغرة". وأظهرت اختبارات السمع التي أجريت بعد العملية الثالثة فقدان سمع شديد في الأذن اليمنى بعد هذه الجراحة، ثم مرة أخرى تم اكتشاف ثقب في طبلة الأذن هذه.

في الواقع، في نهاية المطاف، بعد أن خضع م' للعمليات الثلاث، أصبحت أذنه اليمنى "لا تعمل" و اتضح أنه يعاني من إصابة شديدة جدا في السمع التي لا يمكن إصلاحها جراحيا أو عن طريق جهاز السمع.

قدم م' دعوى قضائية ضد المستشفى وادعى أن سبب تحرك الطرف الاصطناعي هو الطريقة التي عولج بها بعد العملية. ادعى م' أن جميع الجراحين أكدوا على مسمعه قبل الجراحة انه ينبغي تجنب تحريك الرأس في ال- 24 ساعة بعد العملية الجراحية وأنه يوجد أهمية حاسمة لذلك من اجل نجاح العملية. لم يسمح له حتى في الذهاب إلى المرحاض. وعلى الرغم مما ذكر أعلاه، ادعى م' أنه نقل إلى القسم بعد العمليات بعملية نقل خشنة وسببت اهتزازه في سيارة غير مخصصة لنقل المرضى. هذا الاهتزاز هو إهمال صارخ للمستشفى وهو السبب في فشل العملية الأولى والثالثة والأضرار التي يعاني منها.

استمعت المحكمة إلى الشهود وفحصت الوثائق الطبية، وقررت أن م' نقل بالفعل إلى القسم بطريقة سببت اهتزازه بعد العملية، وأن هذا النقل أدى إلى تحرك البديل الاصطناعي من محله وألحق به أضرارا. بالإضافة إلى ذلك، قررت المحكمة بأنه ألحق ضرر لاستقلالية م' بسبب تجاهلهم لشكواه بعد العملية الأولى، وفي العملية الثالثة، نقلوه مرة أخرى بنفس الطريقة على الرغم من اعتراضه الصريح بهذا الشأن.

وحكمت المحكمة ل- م' بتعويض بمبلغ قدره 275,000 ش.ج., بالإضافة إلى أتعاب المحاماة وتكاليف المحكمة.

لمزيد من المعلومات والإستشارة يمكنكم التواصل مع كاتبة المقال المحامية درويت فيلو، المختصة في قضايا الإهمال الطبي، على صفحة موقعها: http://doritpilo.wixsite.com/dplaw او على هاتف رقم: 0542593561

لمقالات سابقة في مجال الإهمال الطبي للمحامية فيلو:

هل حصل ان اجري لكم فحصا طبيا مهما ومن ثم تضررتم؟
الإهمال في تحديد عمر الجنين ادى إلى شلل دماغي لجميلة
مسؤولية المستشفى لنجاح أي عملية
الأهمال الطبي، ولادة طبيعية تنتهي بكارثة و- 9 مليون شيكل!
التعويضات الطبيّة، كيف يتم حسابها؟!
عدم إخضاع "ريم" لفحص وراثي، إهمال طبيّ
اهمال بولادة يسرائيلا كلف المستشفى 2600000 شيكل
كيف يتم حساب التعويضات بدعوى تتعامل مع " الاهمال الطبي "؟
 اهمال في الولادة واستعمال الفاكوم أدى إلى تشوه ميرا
إلتواء الخصية – إهمال طبي
اوريت تكلف رمبام 600 الف شيكل بسبب الإهمال الطبي

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]