كشفت سيكوي، الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة في البلاد، هذا الأسبوع، عن تمييز صارخ يتعرض له الطلاب العرب المتقدمون للامتحانات النهائية "البجروت" باللغة الإنجليزية، إذ تبين أن وزارة المعارف ومنذ عدة سنوات تمنع الطلاب العرب من استخدام قواميس "عربي انجليزي" رغم أنها تسمح للطلاب اليهود باستخدام قواميس "عبري انجليزي"!
المحامية حنان مرجية، مركزة في "قسم المجتمع المشترك" في جمعية سيكوي، تطرقت إلى تفاصيل القضية موضحة: "تلقينا شكوى في "سيكوي" بشأن عدم السماح للطلاب العرب باستخدام القواميس من لغتهم الأم إلى اللغة الإنجليزية، وبدأنا بدراسة القضية، فتبين بعد فحص سريع بأن الشكوى صحيحة، وبأن الطلاب اليهود في المقابل يحظون بإمكانية استخدام القواميس من اللغة العبرية إلى الإنجليزية، مع تسهيلات خاصة بانتقاء القواميس للطلاب من الحريديم والمهاجرين الجدد، كما وتبين أيضا بأن الطلاب العرب في السابق كانوا يستخدمون قواميس "عربي انجليزي" والمنع سائر منذ حوالي عدة سنوات، وعندما توجهنا إلى وزارة المعارف مؤكدين أن هذا التمييز صارخ بحق الطلاب العرب، ردوا بأن الأمر قيد العلاج منذ سبع سنوات ولا يحمل أي شكل من أشكال التمييز وبأن كل ما في الأمر هو أن الوزارة لم تجد حتى الآن قواميس من اللغة العربية إلى الإنجليزية، تستوفي الشروط العلمية المطلوبة، لكنها أضافت إلى ردها جملة غريبة جدا، مفادها أن القواميس المتوفرة "لا تتلاءم مع قيم دولة إسرائيل"، وهو الأمر المرفوض جملة وتفصيلا إذ أن القواميس هي أداة مساعدة تقنية ولا يجب أن تخضع لامتحانات الولاء للدولة التي يحاول اليمين فرضها على كل ما يتعلق بالمواطنين العرب!"
من جهتها، أشارت المديرة المشاركة لقسم المجتمع المشترك في سيكوي، نسرين مرقس، إلى أن ألوف الطلاب العرب سيتقدمون إلى امتحان البجروت في اللغة الإنجليزية في الأسبوع القادم، دون أن توفر لهم الوزارة الفرص المتساوية بزملائهم اليهود، وحول هذا قالت مرقس: "الطلاب العرب يعانون هنا من إجحاف كبير، فاللغة الإنجليزية كما هو معروف هي بالنسبة للطالب العربي هي لغة ثالثة وليست لغة ثانية كما هو الحال عند الطالب اليهودي، والطالب العربي يدرس بشكل عام في مدارس مستضعفة وتعاني من صعوبات جمة، بما فيها وضع البرامج الحديثة والملائمة لتدريس اللغة الإنجليزية، وبدلا من أن تفكر الدولة بمنح الطلاب العرب تسهيلات تجعلهم يتغلبون على هذه العقبات، تقوم بنفسها باختلاق عقبة هي بالنسبة للكثيرين من الطلاب العرب قد تكون حاجزا أمام قبولهم للجامعة ومن هنا فإننا نطالب بأن تقوم الوزارة فورا بضمن حل عادل للطلاب الذين سيتقدمون للامتحان القريب بعد أيام قليلة.
وأكدت مرقس أن سيكوي، ترى برصد حالات التمييز العنصري المشابهة جزءا من عملها المركزي من أجل توفير الحق بالمساواة للجميع، بما فيها المساواة بالفرص، ودعت كل من يتعرض إلى التمييز القومي إلى التوجه إلى الجمعية عبر موقعها الالكتروني أو صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي مشددة على ضرورة رفض التسليم بالعنصرية والتمييز.
هذا وأثار الكشف عن القضية إلى حراك واسع في وسائل الاعلام ووزارة المعارف ولدى عدد من أعضاء الكنيست الذين بدأوا بعلاج القضية، كل من بأدواته.
[email protected]
أضف تعليق