بلفتة رائعة ومميّزة، قامت مدرسة افاق بتوزيع الطرود الغذائية على العائلات المستورة والمحتاجة في ام الفحم بمناسبة حلول الشهر الفضيل، التي شارك بها المعلمون والطلاب.
وفي حديثٍ مع المعلّمة في مدرسة افاق - ابتسام اغبارية، قالت:" الحملة عبارة عن توزيع 60 طرداً غذائياً للسنة الثانية على التوالي في هذا الشهر الفضيل على العائلات المستورة تحت عنوان "ما نقص مال عبد من صدقة" داخل مدينة ام الفحم ومن ضمنها عائلات لبعض الطلاب في المدرسة. وقد احتوى الطرد على المواد الغذائية الأساسية بالإضافة الى الخضار والفواكه، لا لإعداد الطعام وحسب، بل للتأكيد على مبدأ التكافل والتراحم وعلى تذويت قيمة وفضل العطاء والصدقات في دين الإسلام، القائم على هذا المشروع هو مجلس الطلاب في المدرسة بدعم وبمساعدة معلميها وادارتها".
وعن اذا كانت الحملة ستستمر، قالت بحديثها معنا:"باذن الله تعالى ما دام الخير في نفوس طلابنا ومعلمينا سوف نقوم على الاستمرارية في تكرار مثل هذه الحملة الإنسانية من اجل ترسيخ القيم وفضل الصدقات والعطاء بالإضافة الى روح الانتماء والشعور بالاخرين".
وعن نجاح الحملة، قالت:" لما لا، فالإسلام يأمرنا بالصدقة ويرغب فيها فليس هناك ما هو افضل منها عملا، وقد حثنا الله تعالى على الانفاق في وجوه الخير. وقال جل شأنه: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم)".
واشارت الى ان:" تقتصر الحملة على تبرع الطلاب بالمؤن والمواد الغذائية الأساسية وتبرع المعلمين بالمال اللازم لاقتناء المواد الغذائية الناقصة. كما ان هناك معلمة تقوم كل عام بتبرع الخضار والفواكه لاضافتها الى الطرود الغذائية".
رسالة انسانية
ووجّهت المعلّمة اغبارية رسالة للعائلات المحتاجة عبر "بُكرا"، قالت فيها:" الله جل وعلا تفضل على عباده بنعم لا تحصى، ثم فاوت بينهم في الرزق لحكم عظيمة، جهلها كثير ممن لم تتنور بصائرهم بنور الوحي فعلى المؤمن ان يرضى بما رزقه الله تعالى لعله يكون به الخير من حيث لا يحتسب والله يرزق عباده ما يختاره مما فيه من صلاحهم وهو اعلم بتقدير محكم لما اقتضت حكمته تعالى. فعلى العبد ان لا يخشى الفقر والله رازقه فقد رزق الطير والحوت في البحر فهناك اهل خير كثر وما زال الخير عند الكثير من الناس الذين لا يترددون في تقديم المساعدات والعون. وعلى كل فقد يبلغ الفقير منزلة عند ربه بصبره لا يبلغها الغني بغناه.ولا ننسى بأن الله تعالى جعل للفقير المعسر حقا في مال الغني الموسر فأوجب عليه اطعام الجائع وكسوة العاري ونحو ذلك".
وتابعت:" اما الرسالة للمقتدرين اقتصاديًا: العمل الخيري قيمة إنسانية كبرى تتمثل في العطاء والبذل بكل اشكاله، التي تنعم بمستويات متقدمة من الثقافة والوعي والمسؤولية، فهو يلعب دورا مهما وايجابيا في تطوير المجتمعات وتنميتها فمن خلال المشاريع والحملات الخيرية يتاح لكافة الافراد الفرصة للمساهمة في عمليات البناء الاجتماعي والاقتصادي اللازمة كما يساعد العمل الخيري على تنمية الإحساس بالمسؤولية لدى المقدم للخير ويشعره بقدرته على العطاء .فالعطاء هو أحد القيم المهمة في رمضان المبارك حيث يُعتبر شهر رمضان المبارك شهر العطاء والجود والسخاء والكرم وشهر الإحسان والمعروف وشهر الصدقات وشهر صلة الأرحام وشهر التكافل الاجتماعي الذي ينظر إليه الإسلام بتقدير كبير ويرى فيه أحد الأسس المهمة في بناء المجتمع. وفي هذا الشهر معظم الأغنياء يخرجون الزكاة، فالزكاة من حق الفقير، وكاد الفقر كفرا، وحينما ينشأ فارق كبير بين الدخل بالمجتمع، تنشأ الجرائم والفساد والاحتيال، فالله جعل المال قوام الحياة. لذلك الزكاة لم يؤمر بها المؤمن أن يدفعها، بل أمر منه ولي الأمر أن يأخذها منه عنوةً لأنها حق الفقير".
وانهت كلامها قائلة عن المنافسة بين المشاريع:" ان المسارعة في الخيرات صفة جامعة لفنون المحاسن المتعلقة بالنفس وبالغير. يقول تعالى: (فاستبقوا الخيرات) واستباق الخيرات يتضمن المبادرة اليها وفعلها على احسن الوجوه، فان في ذلك التجارة الرابحة، ولا ننسى ان هناك من هو المستفيد من تلك المنافسة وهو المحتاج نفسه لتلك الحملات والمشاريع فكل مشروع يعود بالمنفعة على المحتاج فهو محمود".
[email protected]
أضف تعليق