يعود تاريخ التطريز الفلسطيني إلى عهد الكنعانيين منذ آلاف السنين، وهو جزء من ثقافة الشعب الفلسطيني وتراثه.
يتخذ التطريز تصاميم تختلف من منطقة إلى أخرى تتكون من أشكال هندسية ورسومات تعكس الطبيعة المحيطة بالمرأة الفلسطينية، ترمز هذه النقوش إلى الصحة، الأمل، النجاح، الأمان. يختلف التطريز من منطقة إلى أخرى، فتتنوع النقوش بين شجرة السرو، وعناقيد العنب، وشجرة التفاح، والقرنبيط، وطائر الديك، وطائر الحمام، وقوس قزح، والورود، وطيور الجنة والزهريات. أمّا تطريز الأشكال الهندسية، فيتباين بين نقش القمر الغريب، عين البقرة، عجلة الطاحونة، سرطان البحر، القمر ذات الريش ، أسنان الرجل العجوز، زوجة الخباز وغيرها من النقوش المختلفة والتي تحمل أحيانًا أسماء مضحكة.
طرّزت المرأة الفلسطينية من خلال البيئة التي كانت موجودة فيها.. فأصبح ثوبها هويّتها، مثلا اشتهرت يافا ببيارات البرتقال.. فنرى زهر البرتقال مطرّزاعلى ثوب يافا ومحاطًا بشجر السرو.. ثوب بئر السبع كان أحمر ولكن إذا توفي الزوج يتغير لونه إلى الأزرق.. وهكذا كانت المرأة تُعرف من أي قرية وأي مدينة حسب ثوبها.
أحببنا في المدرسة الإيطالية في حيفا أن ننوّع هذه السنة في فعاليات آذار الثقافة لهذه السنة ، فاُخترنا أن نقوم بورشة تطريز فلسطيني لطالبات الصف التاسع والعاشر .
ففي جوّ ساده البسمة وحبّ الاستطلاع .. حبّ التجربة والتعلّم بمرافقة أغانٍ فيروزية وأغانٍ تراثية ، إلتقت السيدة "أميرة فرح " ، يوم الاثنين 27 آذار 2017 بطالبات الصف التاسع حيث شرحت للطالبات أساس غرزة الصليب " الفلّاحي" وكيف نطرّزها ، بعدها قامت الفتيات بالتدرّب على التطريز ، ومن ثم اختارت كل فتاة شكلا وبدأت بتطريزه ، فيما أشرفت المدرّبة أميرة على التنقّل بين الفتيات ومساعدتهنّ وفحص أعمالهنّ إلى أن تمّ آخر المطاف إعداد خاتم لكل فتاة.
أما طالبات العاشر فقد كانت ورشتهنّ يوم الخميس 30 آذار 2017 ، حيث تلقّوا بعض الايضاحات في بداية الورشة عن التطريز الفلسطيني وكيفية تطريز الغرزة على قماش " الايتامين" ، وبعد التدرّب على إعداد الغرزة قامت كل فتاة بتطريز الشكل الذي اختارته من أجل إعداد غطاء للمرآة .
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
فكرة رائعة