تطمحين أن يصبح طفلك في المستقبل عضواً صالحاً وفاعلاً في المجتمع، ويتمتّع بالصفات الجيدة؟ لسنا بحاجة لإخباركِ عن أهمية التحضير منذ سنين طفولته الأولى، وذلك من خلال تربيته بشكل سليم، وزرع هذه الصفات فيما لا يزال تحت رعايتكِ المباشرة.
لتسهيل المهمّة عليكِ، وإجابتكِ على بعض التساؤلات في هذا الخصوص، جئناكِ بلائحة من الأمور التي يجب التركيز عليها لطفل مهذب ويتمتّع بسلوك جيّد، وذلك حسب ما توصّل إليه علماء النفس في جامعة هارفارد الأميركية الرائدة:
أظهري له الحب والإحترام، وأقضي معه المزيد من الوقت: لا تتوقعي أن يتعلم طفلكِ هاتين الصفتين المهمتين، إن لم تطبيقهما في تعاملكِ معه. لذلك، لا تتردّدي في إظهار حبكِ له بشتى الطرق، واعتادي على احترامه كفرد له هويته الخاصّة، مهما كان صغيراً في السن. كذلك، خصّصي له شريحة مهمّة من وقتكِ للإستماع له ومشاركته بالنشاطات التي تهمّه، وحتّى الأحاديث التي تهدف إلى لفت انتباهه إلى العالم من حوله، خارج دائرته الصغيرة.
كوني له المثال الأعلى والمرشد: حتّى وإن شعرتِ أنّه غير مهتمّ، إجمالاً ما يتنبّه طفلكِ لأدق التفاصيل في الطريقة التي تتعاملين بها مع الآخرين من حولكِ، ومع المواقف التي تواجهينها. لذلك، تصرّفي أمامه بأسلوب راقٍ ومهذب، وإحترمي الآخرين، لتجدي أن تصرفاتكِ الإجابية هذه ستنعكس على سلوكه!
شدّدي على أهمية الإهتمام بالآخرين: عوّدي طفلكِ على أن يجعل من الإهتمام بالآخرين أحد أولوياته في الحياة، من خلال القيام بالمثل، ومساعدة من هم بحاجة للدعم والمساندة. فعلى طفلكِ أن يفهم منذ صغره أهمية "التصرف الجيّد" حتّى ولو كان هذا التصرف على حساب سعادته المؤقتة أو وقته.
علّميه كيف يحلّ مشاكلها وليس كيف يهرب منها: مواجهة المشاكل أمرٌ ضروري لتفادي تراكمها، وللحدّ النهائي من تأثيرها على حياتنا! لذلك، ركّزي على تعليمه هذه النقطة، ولو بالطريقة الصعبة، في كلّ مرّة يواجه فيها عقبة تزعجه أو موقف يقلق راحته.
عوّديه على المساعدة ومبدأ العرفان بالجميل: كي يعتاد طفلكِ على تقدير جهود الآخرين وشكرهم، إفعلي الأمر نفسه من خلال تخصيص بعض المهام البسيطة التي يستطيع مساعدتكِ بها في المنزل، وركّزي على شكره ومدحه كلّما أتاحت كِ الفرصة. إذ أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يعتادون على إظهار إمتنانهم يكونون إجمالاً أكثر تعاطفاً مع الآخرين، وأكثر كرماً وحبّاً للمساعدة.
أرشديه للتعامل مع مشاعره السلبية بإيجابية: مهما حرصت على حمايته، سيتعرّض طفلكِ في مرحلة ما لعوامل خارجية قد تسبيب له الحزن، الغضب، القلق وغيرها من المشاعر السلبية. الحلّ في هذا السياق لا يكمن فقط في محاول الحدّ من مصادر هذه المشاعر، بل في تعليمه كيفية التعامل معها وفهمها. تكلّمي معه مثلاً بعد أن يهدأ من نوبة الغضب، وساعديه للتوصل إلى طريقة يعبّر فيها عن مشاعره، وبالأخص من خلال الحوار.
[email protected]
أضف تعليق