كانون الثّاني 2017- "أّمّي، ابي، اقرأا لي!" صرخة يزداد تردّدها في البيوت العربيّة بتأثير مشروع مكتبة الفانوس- مشروع الكتاب القطري في روضات وبساتين الأطفال- والّذي يوزّع كتابه المليونَيْن هذا الشّهر.
في إطار المشروع الذي انطلق عام 2014، تُوَزّع 8 كتبٍ سنويّة على 97,000 طفل وطفلة بأعمار 3-5 سنوات، يرتادون روضات وبساتين أطفال. يتلقّى 100% من الأطفال الذي يرتادون أطرًا رسميّة هذه الكتب مجّانًا، مقابل دفع تكلفة في الأطر المعترف بها-غير الرّسميّة. تدير وزارة التّربية والتّعليم المشروع، بشراكة مع صندوق غرنسبون-إسرائيل- مؤسّس مشروع "مكتبة بيجاما" في الوسط اليهودي- ومع صندوق برايس الذي يدعم مراكز بدايات لتطوير الطفولة المبكرة.
في كلّ شهرٍ، تصل إلى الرّوضة والبستان رزمة كتبٍ مع مُرسَل خاصّ. يتلقّى كلّ طفلٍ نسخته الخاصّة من ذات الكتاب، وتغتني مكتبة الرّوضة والبستان بنسختين إضافيّتين. تقرأ المربّية الكتاب مع الأطفال عدّة مرّات، وتُجري معهم حواراتٍ حوله، وتبادر إلى إعداد أنشطة لعبٍ، وأنشطة فنّية معهم ومع أهلهم حول الكتاب. بعدها يأخذ الطّفل نسخته الخاصّة هديّة لمكتبة العائلة البيتيّة.
حين يصل الطّفل إلى الصّف الأوّل، يكون قد أسّس مكتبة بيتيّة خاصّة به، تضمّ 24 كتابًا. في العديد من البيوت، تكون هذه الكتبَ الوحيدةَ، أو شبه الوحيدة في البيت.
" يُساهم هذا المشروع في تعزيز ثقافة القراءة للأطفال ومعهم في البيت، وفي مساعدة الأهل في اختيار الكتاب الجيّد لطفلهم" تقول السّيدة فاطمة أبو أحمد قاسم- مركّزة التّفتيش في الرّوضات والبساتين العربيّة في وزارة التّربية والتّعليم. " لقد عمّق المشروع خبرة ومعرفة المربّيات باستخدام الكتاب في الرّوضة والبستان لِما له من أثرٍ في النّموّ الذّهني، والعاطفي، والاجتماعي للطفل، وفي تحسين تحصيله الأكاديمي في المدرسة لاحقًا،" تضيف السّيدة فاطمة.
تشمل كتب المشروع أعمالاً صدرت بالعربيّة لكتّاب أطفال معروفين، أمثال صفاء عمير، وفاضل جمال علي، والمرحومة جهاد عراقي؛ كذلك كتبًا مترجمة عن لغاتٍ مختلفة. تشير دراسة تقييميّة للمشروع إلى أنّ ما يزيد عن 90% من المربّيات والأهل يحبّون الكتب، ويعتبرونها كتبًا عالية الجودة.
كلّ كتاب مرفق باقتراحات لأنشطة حواريّة، لغويّة، وفنّية، يجدها الأهل في نهاية الكتاب. كذلك تتلقّى المربّيات نشرة إلكترونيّة شهريّة تضمّ اقتراحات لأنشطة في الرّوضة والبستان حول كتاب الشّهر. تشارك المرشدات التّربويات في ورشات عمل إثرائيّة بهدف مساندة المربّيات في تقديم الكتب إلى الأطفال، وفي العمل مع الأهل.
" ما يُدفئ قلوبنا أنّ العديد من المربّيات والأهل يرسلون لنا صورًا وأفلام فيديو قصيرة لأطفالهم وهم "يقرأون" الكتب الّتي عادةً ما يحفظونها غيبًا؛ ونحن بدورنا ننشر هذه المواد على صفحة الفيسبوك الخاصّة بالمشروع. تُفاجئنا دائمًا أعداد الأهل الّذين يتّصلون بنا معبّرين عن مدى سرورهم باستخدام أطفالهم كلماتٍ فصحى في حديثهم، يستقونها من كتب المشروع،" تقول السّيدة غالينا فرومن- مديرة المشروع، ومديرة صندوق غرنسبون إسرائيل.
وِفق دراسة تقييميّة للمشروع، أفادت أكثر من 90% من المربّيات بأنّهن اصبحن يقرأن عددًا أكبر من الكتب للأطفال بتأثير المشروع، في حين أفادت 72% منهنّ بأنّهن يُجرين حواراتٍ مع الأطفال حول مضامين الكتب بوتيرة أعلى من قبل. وقد عبّرت العديد من المربّيات بأنّ هذه الحوارات والأنشطة قد عمّقت معرفتهنّ بالأطفال. كذلك أفادت المربّيات بأنّ نشاط الأطفال قد ازداد في مكتبة الرّوضة/البستان، وأنّ الأطفال غالبًا ما يقصدونها لاختيار كتبٍ بأنفسهم.
للمزيد من المعلومات حول المشروع، يمكن التواصل مع:
غالينا فرومن- مديرة المشروع في صندوق غرنسبون [email protected]
فاطمة أبو أحمد قاسم- مركّزة التفتيش في التّعليم قبل الإبتدائي [email protected]
أو زيارة موقع المشروع www.al-fanoos.org
[email protected]
أضف تعليق