ايمن عودة يتجاهل المجتمع العربي ويسترضي الاعلام العبري

منذ انتخابات الكنيست الـ 20 ، وحصول القائمة المشتركة على 13 عضو كنيست، والتي يرأسها عضو الكنيست ايمن عودة ، اختار فيها عودة نهجا جديدا في التعامل الإعلامي، وقرر منذ البداية - على ما يبدو - في كافة القضايا الهامة للإعلام والجمهور، التوجه من خلال الاعلام العبري ، لا بل زاد عليها بإصدار البيانات باللغة العبرية وفي مجموعة للصحفيين في وسائل الاعلام العبرية قبل اللغة العربية، وللإعلام العربي بعد 30 دقيقة على الأقل. وبعد تكرار ظاهرة اصدار البيانات بالعبرية اولا توجهت مرارا لأيمن عودة الذي وعد ووعد بإصلاح هذا "الخلل" كما وصفه.

قضايا ملحة يتجاهل فيها ايمن عودة الرد للجمهور العربي

بطبيعة الاحوال فان جمهور القائمة المشتركة بأغلبيته المطلقة هو جمهور عربي ، والذي اقترع للقائمة المشتركة بنسبة 95% ، بإجماع ليس له نظير في الحياة السياسية للجمهور العربي ، واذا كان جمهور القائمة المشتركة هو الجمهور العربي فمن واجب عودة احترام هذا الجمهور واصدار البيانات بالعربية اولا ، والتوجه للجمهور العربي اولا من خلال وسائل اعلامه المعروفة ، ومع الاسف رغم التوجهات العديدة لي شخصيا لأيمن عودة لتقديم موقفه وموقف القائمة المشتركة في كل ما يتعلق بالحياة السياسية سواء للمجتمع العربي او في المجتمع الاسرائيلي بشكل عام كثيرا ما يختار تجاهل الرد بالمطلق ، والتعذر بذلك اما من خلال عدم الرد مطلقا على هاتفه النقال ، او من خلال تحويل المكالمات لمساعدته البرلمانية الثانية كاملة طيون التي تعتذر بتهذيب وادب وتحاول تبرير الموقف .

أليس من حق الجمهور العربي معرفة موقف ايمن عودة من قضية غطاس؟ فلماذا توجهت لجمهورك بالعبرية من خلال القناة الثانية؟!

منذ النشر حول قضية النائب د. باسل غطاس والجمهور العربي يتساءل عن موقف النائب ايمن عودة ، ومنذ اليوم الاول تكررت اتصالاتي لأيمن عودة لتسجيل موقف من القضية بنزاهة تامة وكان الرد في اليوم الاول على لسان مساعدته كاملة طيون انه يعتذر كون القضية في بداياتها ولم يطلع بعد على التفاصيل الكاملة ، وكان جوابي أن لا بأس في هذه المرحلة اتفهم ذلك ، غير ان القضية سرعان ما اتخذت مناحي سياسية خطيرة ، ولم تقتصر على المسألة القانونية ، وكان اجتماع مرتقب للجنة الكنيست بهدف نزع الحصانة البرلمانية عن باسل غطاس ، وترقب نزع الحصانة في الكنيست ، عندها جددت المحاولات لمحادثة ايمن عودة ولكن ايضا دون حتى تكليف نفسه الاجابة على هاتفه .

وبدلا من الخروج للجمهور العربي بموقف واضح وصريح دون ضغوط اعلامية ، قرر عودة منح القناة الاسرائيلية الثانية مقابلة موسعة ، ظهر فيها وفقا لمحللين في اسوء مقابلة صحفية له منذ توليه رئاسة القائمة المشتركة. ورغم تداعيات المقابلة واصل ايمن عودة النهج ذاته ورغم الردود السياسية الحادة على موقفه من التجمع الوطني الديمقراطي التي عبر عنها الامين العام للتجمع الوطني الديموقراطي د. مطانس شحادة وعضو الكنيست د. جمال زحالقة الا ان عودة واصل عادته بتجاهل الاتصالات .

ليست القضية الاولى التي يتجاهل فيها عودة ابداء موقف لجمهور ناخبيه

تجدر الاشارة الى ان قضية غطاس لم تكن الاولى التي تجاهل فيها ايمن عودة تقديم موقفه للجمهور العربي عبر وسائل الاعلام العربية ، وتكرر هذا النهج مرارا اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : موقف القائمة المشتركة من جنازة بيرس والتحريض الذي تبعها ، تصريحاته حول خطأ فائض الاصوات ، تولي ليبرمان وزارة الامن الاسرائيلية ، انتقاد الشيخ كمال خطيب ، الخطة الاقتصادية للجمهور العربي وشروط نتنياهو ، طلب ايمن عودة المشاركة في احياء ذكرى يتسحاك رابين ورفض هرتسوغ مشاركة عودة ، قضية اراضي حطين ، وغيرها ...

نهج غير معتاد لا في الجبهة ولا في التجمع والإسلامية

اذكر ايام رئاسة رئيس لجنة المتابعة محمد بركة قائمة الجبهة في الكنيست ، ولا اذكر قضية واحدة تعني الجمهور العربي توجهت فيها لبركة بالسؤال سواء في ساعات صباحية مبكرة او حتى في ساعات متأخرة من الليل الا وكنت دائما اتلقى جوابا ، كما لا ينقطع التواصل مع النائب مسعود غنايم وقيادات الاسلامية والتجمع الوطني الديمقراطي ايضا ، وحتى في قائمة الجبهة ذاتها هذا النهج يعتبر غريبا عنها ، وعلى سبيل المثال يلمع نجم النائب بروفيسور يوسف جبارين ، ورغم تجاهل ايمن للاتصالات رغم انه الجهة المخولة بالرد، الا ان جبارين يتجاوب ويعطي ردوده كعضو كنيست سواء قدم عودة ردا ام لم يقدم .

الحوار الشخصي مع عودة وتعهده بالتغيير

كما تجدر الاشارة هنا الى انني سبق وقلت للنائب عودة شخصيا انني سأكتب مقالا اشرح فيه نهجك في استمرار تجاهل الاعلام العربي ، وتجاهل الصحفيين العرب وتوجهك للإعلام العبري ، غير انه ومن خلال لقاءاتنا الميدانية كان يعد بأن الامور ستتغير ، بل زاد عليه انني اتخذ موقفا شخصيا منه ، واعربت له ان لا موقف شخصي منه على الاطلاق وانما الموقف العام، وان وحق الجمهور العربي بالمعرفة ليس اقل من حق الجمهور اليهودي الاسرائيلي بالمعرفة .