تشهد البلاد مؤخرا حالة من الجدل في أعقاب التحقيق مع طالبة عربية تدرس في أكاديمية بتسلئيل للفنون بالقدس، على اثر كاريكاتير يبيّن رئيس حكومة اسرائيل، بنيامين نتنياهو مع حبل المشنقة.
وعلم ان الطالبة قامت بذلك بناء على مهمّة وُكّلت لهم، وهي اختارت هذا الموضوع وقدّمتها مطلع هذا الاسبوع.
وورد ان طالب من الوسط اليهودي قام بتبليغ الشرطة عن الموضوع التي بدورها حضرت الى الأكاديمية واعتقلت الطالبة لبضعة الساعات وحقّقت معها ومن ثم أطلقت سراحها.
تجدر الإشارة الى ان الطالبة العربية التي تم التحقيق معها، ترفض كليًّا الحديث للصحافة في المرحلة الراهنة حول الموضوع.
الترهيب والردع
مراسل "بـُكرا" سلّط الضوء على الخطوة الاحتجاجية التضامنية مع الطالبة، الذي قام بها زملاؤها في الأكاديمية وعلى ردود فعل مختصّي الفن.
الطالب في اكاديميّة بتسلئيل للفنون - عمر عبد القادر، قال في حديثه مع موقع بكرا:"أعتقد أنّ الموضوع ليس الطالبة العربية، بل ما تمثله في هذه الحالة، الطالب الذي يأتي من خلفية قمع الى مؤسسة التعليم الإسرائيلية يواجه محاولات لكم الأفواه في مختلف المجالات، هذه الحالة فقط تجسد ما كُنّا، وما زلنا، نتكلم عنه، وما يحدث كل يوم، التحقيق مع الطالبة كان تعسفي، وهدفه الوحيد كان الترهيب والردع، بعد التحقيق، ولسخرية القدر، إمتلأت الأكاديمية بأعمال طلّاب يحتجّون على هذه المحاولة السخيفة".
وعن ردّة فعل الأكاديمية، يقول الطالب عمر بحديثه لـبكرا:" ردة فعل الأكاديمية كانت غامضة، كما أصبحنا نتوقع من أي مؤسسة إسرائيلية. بينما قامت أكاديمية بتسلئيل بدعم الطالبة بشكل علني، قام رئيس الأكاديمية بالتصريح ان "أكاديمية بتسلئيل تأسست نتاج المشروع الصهيوني".
وبالنسبة لردّة فعل الطلّاب، يقول:"لم تكن هناك ردة فعل جديرة بالذكر حتى تظاهرنا أنا وطالب اخر، عمر جبارين، حيث وضعنا شريط لاصق على أفواهنا ووقفنا خلال إستراحة الطلاب في مركز الكافيتيريا. قاموا بالإنضمام إلينا 50 طالبًا. أعتقد أنها كانت رسالة قوية".
ووجّه الطالب عمر رسالة للطالبة عبر "بكرا" قال فيها:"الطالبة بخير وليست بحاجة لدعم نفسي. أعتقد أنه الأهم من توجيه رسالة لها هو توجيه رسالة للمؤسسة ولبقية الطلاب. نحن، طلاب في مختلف مجالات الميديا، واجبنا أن نواجه مواضيع سياسية وإجتماعية من خلال عملنا، ومن ضمن هذه المواضيع أن نمتحن حدود حرية التعبير، تحديدًا في ظل الهيمنة الإسرائيلية. إرباك المؤسسة، كما فعلت الطالبة العربية، صحي لتطوير أنماط عمل وفكر جديدة. لإحداث تغيير حقيقي في هذا الخطاب، نحن بحاجة للمزيد من الطلاب (عرب تحديدًا) المتحديين للخطاب السائد في الأكاديمية".
لا يعقل
الطالب الفحماوي في أكاديمية بتسلئيل - عمر جبارين، قال بدوره في حديث لموقع بكرا:"كطالب سنة أولى في الأكاديمية كنت أعتقد أنه متاح لي المجال لأعبر عن نفسي بشكل مطلق. لا يعقل أنه وجب علي التفكير مرتين قبل أن أقوم بعمل لأنه من الممكن أن تقوم الشرطة بالتحقيق معي على خلفية هذا العمل. هذا تحديدًا السبب لتظاهرنا، وسنستمر بالعمل".
المؤسسسة تحاول أن تثبت للجميع أنها جزء من الإجماع الصهيوني
الفنان والكاتب في مجالات الفن والثقافة، ومدرس في قسم التصوير في أكاديمية بتسلئيل للفنون والتصميم - محمد جبالي، قال بحديثه مع موقع بكرا:"من الغريب والمستهجن، بل من السوريالي أن تنشغل دولة إسرائيل وأمنها بفحوى وظيفة بيتية لطالبة فنون سنة أولى. والأغرب أن نرى ردود فعل المؤسسة الأكاديمية من قبيل،"بيتسالئيل ليست مؤسسة يسارية"، أو، "الوظائف البيتية الفنية لا تشكل دعوة للقيام بعمل ما". كان على المؤسسة أن تواجه إدعاءات الدولة بحزم وصرامة وألّا تفتح الباب أمام العبث بالطلاب بحجج أمنية بدون أي هدف سوى إرضاء جهات سياسية معينة".
وزاد:"المؤسسسة، بمحاولتها أن تثبت للجميع أنها جزء من الإجماع الصهيوني، تترك الطلاب العرب عمليًا بلا أي حماية في مواقفهم الخارجة عن الإجماع الصهيوني بطبيعة إنتمائهم".
واضاف:"ما يجعل الحالة هذه أكثر سوريالية برأيي هو أن مسببها هو كونها عمل فني ناقد داخل الخطاب الإسرائيلي وليس إدعاء ضد الصهيونية من خارجها. فأنا أكاد بيني وبين نفسي أتفاكه بأن ميري ريجب ثارت حفيظتها لأنها ظنت أن العمل هو لطالبة يهودية أشكينازية من هود هاشارون، قامت بعمل يذكر في دور نتانياهو في التحريض الذي أدى إلى اغتيال اسحاق رابين. ولهذا ظنت أنها وجدت فريستها من المعسكر الذي تراه عدوها الأساسي".
واختتم كلامه قائلا:" هذه الأجواء التحريضية التي تعوم إسرائيل بجو من فقدان السيطرة ما هي إلا أجواء عامة في الدولة ولا تتعلق فقط بالوضع داخل الأكاديمية. ما علينا الا ان نتذكر التحريض على العرب مشعلي الحرائق قبل أقل من شهر".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
كل الاحترام اولاً للطلاب العرب الذين لم يصمتوا عن اعمال الترهيب والقمع التي تمارسها الحكومة، وان هذه الوسائل والاحتجاجات افضل ما يمكن فعلها بالطرق السلمية لتوصيل الرسالة الى الاعلام والجمهور، وكل الاحترام ثانياً للصحفي الذي ركّز على الاحتجاجية، وهذا ما نريده اكثر من الاعلام العربي من دعم.