في شريط حدودي رقيق يقع بين طاجيكستان وباكستان، هناك قرية لم تصل إليها الحرب أو حركة طالبان، والتي تعرف باسم ممر واخان، والتي يعيش بها حوالي 12 ألفًا من القرويين على ارتفاع 4500 متر، في التضاريس القاسية المقفرة.

وتتبعت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، في تقرير لها، (الشعب الواخي) والذي يعيش حياة بسيطة ومريحة، مع ماشيتهم وبعض الأشياء الأخرى، مشيرة إلى أن هناك بعض العائلات التي تجهل وصول تنظيم طالبان للسلطة في الأساس، أو أن الجيش الأمريكي قام بغزو الدولة.

واهتمت الحكومة الأفغانية بجذب السياح من العالم الغربي إلى هذه المنطقة بحثًا عن المغامرة، حيث يجب على المرء لزيارة هذه القرى، السفر عن طريق الجو الأفغاني المتوتر، والمرور بمراقبة الحدود، ثم قيادة السيارة عبر طريق بدائي بُني منذ نصف قرن من الزمان.

وزار المصور الفرنسي “آريك لافورجي” هذه الأراضي المجهولة في أغسطس 2016 لفهم تحركاتهم في مجال السياحة ومقابلة الأفغان الذين نسيهم الزمن.

وقال لافورجي: “أولًا أنا سافرت إلى خندود، المشهورة بملابس نسائها الملونة، حيث قامت النساء بمساعدة من مؤسسة الآغا خان بفتح متجر لبيع الهدايا التذكارية للسياح مثل: الجوارب، والسترات والمطرزات”.

وتعتبر أكبر عوامل الجذب السياحي هي المنازل المعروفة باسم “تشد”، المبنية من الحجر والجص، ويحتفظ كل منها بميزات معينة ترمز للجوانب الروحية والتقليدية.

وقال السيد لافورجي: ‘في البداية تبدو المنازل بسيطة، ولكنها تكشف عن الرموز والمعتقدات عندما تسأل أصحابها”.

في كل غرفة، خمسة أعمدة خشبية، ترمز إلى أركان الإسلام الخمسة تدعم دعامة السقف التي تدعى تشورخونا.

وواصل المصور السفر إلى أعماق ممر واخان، حتى قابل أخيرًا بدو واخي في جبال بامير الكبرى.

وقال: “إن باميري ودود هو المسؤول عن المنظمة، ويمتلك وكالة سفر صغيرة في إشكاشيم ولديه آمال كبيرة للمستقبل. وقال باميري إنه يجب أن يكتفي بالموارد المحدودة، فلا توجد شبكة إنترنت في المنطقة، ويتناوب المرشدون المحليون على القرى ليقتسموا إيرادات السياحة بشكل عادل”.
وتعتبر هذه القرية معزولة تمامًا عن العالم الخارجي، ويقال: إن أهلها يعيشون في الجبال منذ 2000 سنة.

وقال المصور: “عوامل التسلية نادرة للأطفال هنا، فلا أحد يعرف ميسي أو رونالدو”.

ووفقًا “للديلي ميل” ينتظر الأهالي السياح بفارغ الصبر؛ لأنهم يوفرون بعض الإثارة في هذا الوجود القاسي.

وعلى الرغم من تشجيع الزوار للمجيء إلى المنطقة، إلا أن السيد لافورجي كان السائح الأول في هذا العام، ثم انتهى الموسم بعد فترة وجيزة بسبب تغطية الثلوج للجبال لمدة ستة أشهر.

وقال لافورجي: “قالت لي زوجة رئيس الواخي، إن السلام عاد في السهل وعاد السياح مرة أخرى إلى أفغانستان، وآمل أن يأتي العديد منهم لزيارتنا لاكتشاف ثقافتنا”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]