قررت اسرائيل هذا العام اعتماد تسمية جديدة لمناورتها السنوية الأضخم التي تنطلق هذا الأحد وتستمر حتى الأربعاء المقبل. تشير التسمية الجديدة الى توجّه تل أبيب إلى التركيز على مخاطبة الوعي في الجبهة الداخلية، بعد أن أظهرت جميع المحاكات العسكرية خلال السنوات الماضية أهمية صمود الجبهة في أي حرب مقبلة لضمان نتيجتها.

المناورة المقررة مسبقاً وفق برنامج تدريبات الجيش الإسرائيلي، تستمر أربعة أيام كما جرت العادة سنويا وتشهد جملة إجراءات يجدر التوقف عندها:
- وفقًاً لتقديرات الجبهة الدّاخليّة الإسرائيليّة، فإنّ ما يعادل 95% من مجمل الصّواريخ التي قد تتساقط على المدن الاسرائيلية في أي حرب مقبلة، ستكون بمدى خمسة وأربعين 45 كيلومتراً.

بغض النظر عن دقة هذا التقدير، فإنه يعني أن الجيش الاسرائيلي سيكون مضطراً لخوض مواجهة برية واسعة عند الحدود الشمالية لوقف إطلاق الصواريخ القصيرة المدى التي يصعب على سلاح الجو التعامل معها لاعتبارات عملانية.
- تحاكي المناورة أيضاً سيناريو حرب شاملة وفتح عدة جبهات في آن، ما يعني أن التقديرات الاسرائيلية إزاء أي مواجهة مقبلة لا تقف كثيراًعند الانقسام السياسي في الشرق الأوسط ولا مجريات الحرب السورية، بل هي تفترض إمكانية شن حرب عليها انطلاقا من لبنان وسوريا وايران والداخل الفلسطيني في آن.

- المناورة، التي تبلغ ذروتها يوم الثلاثاء بإطلاق صافرات الإنذار على كامل الأراضي المحتلة، تنتقل من التدريب "ألأركاني" في مقرات أذرع الجيش إلى المستوى الميداني في عشرات المستوطنات والمجالس المحلية، حيث يتوجه المستوطنون إلى الملاجئ والأماكن المحصنة، علماً أن الجبهة الداخلية سعت هذه المرة إلى التقليل قدر الإمكان من عدد الإنذارات بهدف احتواء حالة الرعب التي قد تسود في أوساط الجمهور في حالات الطوارئ، وذلك عبر محاولة التحديد الدقيق لأماكن سقوط الصواريخ، وبالتالي تقليل عدد الإسرائيليين الذين يجب عليهم التوجه للملاجئ.

- إستعدادات الجبهة الداخلية للمناورة تكشف أيضاً أن قدرة استيعاب حركة النزوح من الشمال الى الوسط والجنوب ستكون محدودة، إذ يمكن للسلطات الإسرائيلية استيعاب خمسة وسبعين ألف مستوطن نازح هرباً من الصواريخ في المنطقة الشمالية؛ أي ما نسبته خمسة في المئة فقط من مجمل مستوطني الشمال البالغ عددهم نحو مليون وثلاثمئة الف.
عنصر آخر سيكون محل رصد ومتابعة في المناورة يتمثل في نظام استدعاء الإحتياط، فقد قرر الجيش اختبار إرسال رسائل نصية عبر الهواتف للجنود بغية إبلاغهم بنقاط الالتحاق.

وفي حين يفترض سيناريو المناورة أن ضرر الصواريخ سيتركز في حيفا وغوش دان، فإن إسرائيل لا تزال عاجزة عن الإجابة على أهم الأسئلة المتعلقة بالحرب المقبلة: هل سيكون بمقدور الجبهة الداخلية التعامل وحدها مع تبعات الحرب من دون الإستعانة بالجيش المشغول على الجبهات المشتعلة؟

المصدر: الميادين

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]