اللقاء الصحفي الذي قامت به محطة فضائية مصرية مع جبريل الرجوب، بيِّن بوضوح أن هذا الرجل لا يعيش الواقع الفلسطيني ويحلق في أجواء بعيدة كل البعد عن الحقيقة المخزية التي وصلت اليها القضية الفلسطينية.
سخريته من الاخوة المسيحيين الذين صوتوا لحماس تدل على مستوى تفكيره الديكتاتوري وعدم تقبل الآخر، ولكن ليس هذا هو المهم وكرامة وموقع المسيحيين العرب لم تتزحزح ولم يلحقها أي أذى وإنما هو جبريل الرجوب من سقط بالهاوية واتخذ موقعاً بارزاً على وجه مزبلة التاريخ..
تصريحات الرجوب تدل على أن مواقع زمرة أوسلو ونفوذهم أهم من القضية الفلسطينية وثوابتها، وخير دليل على ذلك أنه مبعوث إلى مصر لاستعطاف محمد دحلان والحصول على صك غفران منه وإعادته إلى حضن سلطة أوسلو وبرعاية مصرية-اسرائيلية-خليجية، وشق الطريق أمامه لتولي رئاسة هذه السلطة مستبدلاً العجوز محمود عباس، ومواصلة تمرير الأهداف الإسرائيلية كما كان مخططاً لها منذ توقيع تفاق أوسلو..
ومخطئ من يظن أن الرجوب ودحلان يضعان قضية فلسطين على رأس سلم أولويات عملهم، فقد اثبتت أحداث الماضي أن إسرائيل حريصة على وجودهما أقوياء سيما وأنهما هم الذين وقفوا على مدار مدة طويلة على رأس جهاز الأمن الوقائي والذي أسس بالتعاون مع إسرائيل قبل عودة عرفات ورفاقه إلى الضفة الغربية وغزة، وليس سراً بأن هذا الجهاز كان وما زال العصا التي تتحكم فيها إسرائيل عن بعد لمنع أي تحرك فلسطيني يذكر ولو كان بوسعه تشكيل خطراً ولو صغيراً على مصالح إسرائيل الأمنية والاقتصادية..
عودة دحلان وبمباركة وتأييد مصري وتصريحات الرجوب بأنه لن يسمح بأسلمة المجتمع الفلسطيني وان حماس لن تنجح مجدداً بأي انتخابات، إنما يدل على وجود مخطط للقضاء على حماس في غزة بوسائل عسكرية عبر اجتياح مصري وسلطة أوسلو والاستعانة لخلق تمرد داخلي من قبل بقايا السلطة وحركة فتح في القطاع غزة، وحضور عسكري إسرائيلي مكثف أيضاً، ولذا ومن أجل تنفيذ هذا المخطط الذي طبخ في دهاليز الإمارات المعارضة لكل تحرك اسلامي، شُرع بالعمل على رأب الصدع بين القيادات الأمنية الموالية لإسرائيل والعمل على تجميعها حول هدف واحد رغم كراهية أحدهم للاخر، وليشكلوا القوة الرادعة لكبح واسكات كل صوت فلسطيني شريف في فتح وسائر المنظمات الفلسطينية، والتي ستتوج قريباً بانقلاب ابيض يُجبر فيه محمود عباس على التنحي وتسليم مقاليد السيطرة لمحمد دحلان ومؤازريه القديمين والجدد..
لك الله يا فلسطين..!
[email protected]
أضف تعليق