يستعد الاف الطلاب في الوسط العربي الى العودة الى مقاعد الدراسة عشية افتتاح السنة الدراسية الجديدة 2016\2017، الا ان السؤال الذي يراود الاهل والطالب في كل عام ما اذا كانت مدارسنا العربية جاهزة فعلا لاستقبال طلابها، ام انها ما زالت تعاني من نقص او إشكاليات يصطدم بها الطالب كالعادة .
في هذا السياق تحدث مراسلنا الى عددٍ من الشخصيات في الشارع العربي الذين اسهبوا في حديثهم عن ما تعيشه المدارس العربية مؤخرا وخاصة في ظل شح الميزانيات والتمييز اسوى بالمدارس اليهودية .
اشراك الأهالي
علاء عطا الحاج، عضو الاتحاد القطري للجان اولياء امور الطلاب العرب قال لـ "بكرا": جهوزية المدارس العربية في الكثير منها لم يكتمل بعد، بل وتفتقر الى اساسيات التعليم مثل نقص واضح ومستمر على مدار السنوات من غرف التدريس (نقص حوالي 6000 غرفة )، نقص في الساحات الآمنة والمناسبة لفعاليات طلابنا بما في ذلك الساحات المظللة والقاعات الرياضية والمختبرات وغرف الحاسوب بمعداتها واجهزة الحواسيب العصرية التي تلائم جيل الطلاب.
وقال الحاج: الفرق واضح بين جاهزية المدارس العربية واليهودية وهذا لعدة اسباب ومنها؛ الميزانيات المختلفة والمتفاوتة بين الطالب العربي والطالب اليهودي، انعدام الخطط والتحضيرات من قبل مدراء المدارس وأقسام المعارف في السلطات المحلية والنواقص ومتابعة اصلاحها، وايضا عدم مشاركة الاهالي ولجان الاولياء مشاركة فعالة وايجابية في العملية التربوية التعليمية، وعدم وجود خطط ومشاريع مهنية تشمل النواحي والنواقص في البنى التحتية والنواقص الحقيقية لطلابنا واولادنا من أجل مستقبل تعليمي أفضل . من هنا أناشد مدراء اقسام المعارف ومدراء المدارس ولجان الاولياء للعمل المشترك والحوار الايجابي واستكمال النواقص ومتابعة العمل لمستقبل افضل لأولادنا ومدارسنا العربية .
الفرق بين التعليم العربي واليهودي
بدوره قال عضو الحراك الشعبي الموحد "طنطور إلنا"، الأخصائي النفسي الدكتور رضى مبرشم من جديدة المكر: بالنسبة لجهوزية المدارس ألعربية لاستقبال الطلاب أعتقد أنه هناك تفاوت بين مدارس مختلفة ومناطق سكنية مختلفة، على ألرغم من أنه غالبية المدارس تعاني من ذات ألإشكاليات حيث تفتقر مدارسنا للغرف ألتدريسية ولذلك نجد أن عدد الغرف غير ملائم لعدد الطلاب، كذلك الغرف ذاتها لا تتوفر بها الشروط ألتي من شأنها أن تجذب ألطالب وتعزز انتمائه وتحفز قدراته التعليمية .
وقال مبرشم: لا شك أن المناخ ألمدرسي والبيئة لهم دور هام في عملية احتواء الطلاب، وأنا لمست فارق شاسع بين المدارس في الوسط اليهودي والوسط ألعربي، قضية ألأمن والأمان كذلك لا يمكن إهمالها ويجب متابعتها بشكل جدي لكي تتوفر الشروط ألأساسية لحماية طلابنا من أي ضرر ممكن أن يكون ناتج من أي خلل في البنى ألتحتية، ويمكن ألتطرق لموضوع النظافة فيما يتعلق بالمراحيض والتي في الكثير من الحالات طلابنا وأولادنا يمتنعوا من استعمالها نتيجة لردائه وضعها. أعتقد أن هنالك دورًا هاما لمدراء المدارس وللسلطة ألمحلية وعليهم أن لا يتساهلوا في تأدية دورهم على أكمل وجه .
على وزارة التعليم زيارة مدارسنا
الناشطة والأكاديمية غدير ابريق قالت بدورها: في بداية كل عام من عودة الطلاب الى مقاعد السنة الدراسية يقوم رؤوساء المجالس المحلية العربية بالتحدث الى وسائل الاعلام المختلفة انهم جاهزون لفتح السنة الدراسية وتم اكمال جميع التجهيزات والترميمات لبداية سنه دراسية موفقة. ولكن الواقع لا يمت للحقيقة بصلة ، فمن خلال عملي كمرشدة في عدة مدارس داخل قرى ومدن مختلفة، رأيت ان هناك نقص كبير في الغرف الدراسية . حيث في احد المدارس كان يتواجد ٢٥ طالبا في غرف صغيرة ولا يتمكن المعلم من الحركة، وكذلك في المدارس الثانوية ينقصها (مشع) מקרן ، ولا حتى يتواجد بها ( ستائر للشبابيك ) ومستوى النظافة فيها منخفض جدا. كما انه في الساحات العامة لا يتواجد اماكن للجلوس للطلاب. والكثير من الطلاب يقضون الوقت في الاستراحة بالوقوف على الاجرين او بالجلوس على الارض .
وقالت ابريق: بخصوص المنهاج التعليمي فانا ارى فرقا شاسعا بين المدارس العربية والمدارس اليهودية. فمثلا هناك حصص مخصصة للطالب في المدارس اليهودية حول كيفية قيام الطالب بعرض شريحة مجهزة على الحاسوب وتطوير نفسه بالإلقاء وتعليمه جميع الفنون والوسائل المتاحة لتمكنه من تعزيز ثقته بنفسه وكيفيه الالقاء امام الهيئة التدريسية وطلاب اخرين. ولكنني لم ارى ذلك او لم اسمع حتى الان ان مدرسة عربية يوجد لديها برامج مثل هذا.
وأضافت ابريق: اعتقد ان وزارة التربية والتعليم يجب ان تخصص ميزانيات ودعم اكثر من السابق. وايضا ان تقوم بزيارات متعددة الى المدارس خلال السنة الدراسية لفحص المدارس من جميع النواحي. ان كانت ماديه، ثقافية ، واجتماعية، وعلى مدراء المدارس العربية ان يسعوا ويجتهدوا في تقديم الافضل وان يجددوا ويتبنوا خطط عمل تحتوى على استراتيجيات مختلفة.
الإدارة الذاتية
المربي عبدالله ميعاري خلايلة قال بدروه: معظم المدارس دخلت ضمن الادارة الذاتية، هذا الشيء ساعد المدارس في النهوض قدما من اجل رفع المستوى من ناحية البنى التحتية والناحية التعليمية. هنالك بعض الاشياء البسيطة والتي يمكن التغلب عليها فبشكل عام مدارسنا جاهزة والعمل على قدم وساق من اجل استقبال الطلاب في اروع ما يكون.
وأضاف المربي عبدالله ميعاري: لا ننسى ان ادارات المدارس تعمل على مدار السنة من اجل تزويد وتأثيث النواقص، نحن في وقت به نهضة علمية كبيرة من خلال الاشخاص الذين يشغلون المهام المختلفة، فجدارة ومهنية الطواقم في البلاد المختلفة ساهمت في التحضير الجيد والرائع لاستقبال الطلاب.
مكتبات لم تتطور
بدوره، قال الشاب والناشط هادي الواكد لـ "بكرا": قبل ذكر نواقص وثغرات وأخطاء مدارس مدينتنا واداراتها علينا اولا التطرق لإنجازاتها وتفوق طلابها في شتى المجالات وخصوصا الطلاب الثانويين في مجال الكيمياء والفيزياء والرياضيات، والطلاب الاعداديين في المسابقات المتنوعة، والطلاب الابتدائيين في البحث العلمي وغيره، بهم نفخر، وهذا حال كثير من المدارس العربية أيضا، نحن على مشارف افتتاح السنة الدراسية وعلينا ان نقف على القمة والنظر الى ما قد يضر طلابنا ومعالجته ، هناك اكتظاظ طلابي هائل في المدارس الثانوية والاعدادية عامة، الامر الذي يتطلب بناء صفوف دراسية جديدة ، وهو السبب الرئيسي لخروج طلابنا المتفوقين لاستكمال دراستهم الثانوية والاعدادية في مدارس خارج البلد والتي لا تزيد عن مدارسنا لا جودة ولا انجازات ولا قدرات.
وقال واكد: انا كنموذج ، لقد درست في مدارس البلدة وانتهلت من علمها ومن عطاء معلميها لكن هناك امور تنقص غالبية المدارس مثل المكتبات التي لم تزداد كتابا واحدا جديدا منذ ان عرفتها وغيرها من الامور الضرورية من اجل التركيز على ثقافة الطالب بجانب التركيز على دراسته. هذه الامور شديدة الاهمية والبلدية لا تعطيها قدرها من الاهتمام فهي لم تزيد العدد الكافي من الصفوف الدراسية للمدارس الثانوية والاعدادية والامر سينعكس على نفسية الطالب الموجود في المدرسة وعلى الطلاب الجدد ايضا كما وانه سيؤثر على امكانية تمرير المعلم للمواد في ظل وجود اكتظاظ طلابي لا مفر منه ولا حل له.
[email protected]
أضف تعليق