هل ستغلق المدارس الأهلية ابوابها من جديد؟‎

صادقت يوم أمس الثلاثاء، اللجنة المالية بالكنيست على ان يتم تحويل مبلغ قدره 50 مليون شاقل للمدارس الأهلية المسيحية وذلك بتأخير ما يقارب نصف سنة.

وكان من المفترض ان يتم تحويل هذه المبالغ منذ نصف سنة في أعقاب حدوث إضرابات وتشويشات في سير العملية التعليمية، مطلع العام الدراسي المنصرم.

ولا زالت هناك تخوّفات بعدم تحويل المبالغ بسبب المماطلة الى هذا الموعد، ما سيؤدي الى حداث إضرابات او ان يقوم اصحاب المدارس بالاعلان عن ان مدارسهم مغلقة!!

مراسلنا، أعد تقريرا صحفيا تحدّث فيه أعضاء في الأمانة العامة للمدارس الأهلية، أعضاء برابطة الأهالي، والنائب في الكنيست الذي واكب قضية المدارس منذ البداية، د.يوسف تيسير جبارين.

هنالك إجراءات، لن نعلن عنها حاليا

مدير عام المدرسة المعمدانية في الناصرة - الاستاذ بطرس منصور، قال بحديثه مع موقع بكرا:"التخوفات من عدم تحويل المبالغ في مكانها. لقد ماطلوا في تقدم الإجراءات لتحويل المبلغ ونحن اليوم على بعد 5 أشهر منذ الموعد المحدد للتحويل. بإمكاننا اتخاذ إجراءات عديدة ولن نعلن عنها حاليا".

وأشار الى ان:"لكن ما قد يحدث هو أنّ نضطر إلى أغلاقِ المدارس، نظراً للوضع المالي الخانق".

وانهى حديثه قائلا:"يتوجب سؤال الوزارة لماذا ماطلت. لا نعرف الأسباب ولكن النتيجة واضحة. وقعوا على اتفاق بشكل تعهد واخلوا به".

البيوقراطية، مماطلة 

عضو الأمانة العامة للمدارس الأهلية المسيحية - الأب الياس ضو، قال بحديثه مع موقع بكرا:"هناك تخوفات نعم، فكما لاحظنا من خلال فترة المفاوضات الطويلة ان الكلام اكثر من الافعال والعراقيل المختلفة التي توضع امام ايجاد حلول تدل على ان الطريق طويلة جدا. للأسف، التخفي وراء بيروقراطية ادارية او قانونية ما هي الا اسلوب للمماطلة".

وتابع:" تلقينا في الامس خبر مصادقة اللجنة المالية في الكنيست على تحويل مبلغ ال 50 مليون، فهل ستستلم المدارس الاهلية هذه المبالغ؟ هذا سؤال اخر. ان "קול קורא" الذي صدر لا يجيب على مطالب الأمانة العامة والأسباب التي من أجلها كان الاضراب السنة الفائتة".

واضاف:" ان اقامة لجنة شوشاني وما توصلت اليه من توصيات كانت تلك التوصيات احادية الجانب رغم ان مرسوم التعيين يشير على صدور توصيات بناء على العمل المشترك. كل هذه الأمور مجتمعة معا لا تبشر بالخير".

وعن الاضراب في حال عدم التحويل، يقول الأب ضو في حديثه لـ"بكرا":" الأمر موضوع على طاولة النقاش في الأمانة العامة، حيث التزمت المدارس الاهلية بجميع شروط الاتفاقية المبرمة مع المعارف لانهاء الاضراب السنة الفائتة لكن الوزارة لم تف ولم تحترم تلك الشروط الزمنية منها والجوهرية، ولم تتطرق الى جميع المشاكل التي تعاني منها مدارسنا بل اكتفت في موضوع صغير هو مبلغ قدم من اجل ادارة الأزمة الراهنة وليس من أجل حل الأزمة، وهناك فرق شاسع بين الهدفين".

وانهى حديثه قائلا:"كلنا أمل ان نجد الارادة الحسنة لدى الوزارة حفاظا على مصلحة طلابنا ومجتمعنا".

الصراع أعمق من 50 مليون 

مدير مدرسة مار يوسف في الناصرة - الاستاذ رياض كامل، قال بحديثه مع موقع بكرا:"بالامس صودق على تحويل الخمسين مليون للمدارس الاهلية. وهذا المبلغ كان يجب ان يحول منذ خمسة اشهر. اليوم يلتقي مندوبونا بمندوبين من وزارة المساواة الإجتماعية لدراسة كيف ومتى يحول المبلغ وبعدها سندرس الامر.اننا غير راضون عن التأخير . وهذا لا يليق بوزارات تتعهد وتوقع وتماطل".

وأشار الى ان: "بات الامر في عين الناس والاعلام وكأن القضية الرئيسية هي قضية خمسين مليون. هذه واحدة من القضايا. ولكن الصراع هو حول هوية مدارسنا الاهلية التاريخية ودورها. هذه المدارس تخدم مجتمعنا منذ مئات السنين ولا نريد لهذه المؤسسات ان تتوقف عن العمل، ونرفض رفضا قاطعا تغيير هويتها. لنا استقلاليتنا في الكثير من الامور التي خولتنا لان ننجح ونحصل على نتائج طيبة ومرضية".

وأكد ان:"اما الاضراب والاحتجاجات فهي ليست هدفنا انما هي وسيلة نلجأ اليها كما يلجأ اليها غيرنا. وهي حق لنا كما هي حق لغيرنا. انظر كيف ان البلديات والمجالس المحلية تهدد بالاضراب اذا لم تحصل على مطالبها. ولكل حادث حديث".

واستطرد حديثه قائلا:"نأمل ان تتجاوب الوزارات مع مطالبنا وان تفتتح السنة الدراسية وان تنتظم الدراسة عندنا اسوة بالباقين. هناك خطوات احتجاجية عديدة قيد الدراسة".

واختتم حديثه يقول:"نحن لم نفقد الامل ولسنا مستعدين للتنازل عن هويتنا ورسالتنا الانسانية التربوية والتعليمية. نجري الاتصالات مع العديد من الجهات لتحقيق مطالبنا".

النضال مستمر 

عضو لجنة المعارف البرلمانية في الكنيست - النائب د.يوسف تيسير جبارين، قال بحديثه مع موقع بكرا:" كنتُ قد استجوبت في الفترة الأخيرة وزير المعارف، نفتالي بينيت، حول مماطلة الوزارة وعدم تنفيذ الاتفاقية بموعدها بخصوص تحويل الخمسين مليون، وقد اعتذر الوزير في حينه من على منبر الكنيست عن هذا التأخير، إلا أن المماطلة استمرت. مصادقة لجنة المالية جاءت بتأخير حوالي خمسة أشهر، ولذلك قمت فورًا بالتوجه إلى وزيرة المساواة الاجتماعية جيلا جمليئيل مطالبًا تحويل المبلغ فعليًا إلى المدارس الأهلية دون أية تأخيرات أخرى التي من شأنها أن تزيد من الحالة المالية الصعبة للمدارس".

وتابع:"من الاهمية بمكان التأكيد أن تحويل مبلغ الخمسين مليون لا يعني انتهاء نضال المدارس الأهلية بل ان وزارة المعارف ما زالت ترفض مساواة هذه المدارس بالمدارس الرسمية، مما يحرم عشرات آلاف الطلاب في المدارس الأهلية من الكثير من الميزانيات الاساسية، علمًا أن الطالب العربي في المدارس الأهلية يحصل فقط على ما نسبته ثلث الميزانية التي يحصل عليها الطالب العربي في المدارس الرسمية".

وانهى حديثه قائلا:"ولا شك أن نضال المدارس الأهلية سيستمر إلى أن تتحقق مطالبنا بالمساواة التامة، خاصة وأن القانون يضمن التمويل الكامل للمدارس اليهودية الدينية دون أن يسري ذلك على المدارس الأهلية العربية التي تشابهها من ناحية المكانة القانونية، وهذا تمييز واضح ضد المدارس العربية".


من جهتها عقبت الرابطة القطرية للأهالي في المدارس الكنسية على قرار اللجنة المالية في الكنيست بتحويل مبلغ الخمسين مليون شاقل بالقول إن الرابطة تأمل أن يكون هذا القرار خاتمة مسلسل المماطلة والتأخير والتأجيل الذي تتبعه السلطات الحكومية منذ عشرة أشهر تقريبا من أجل الضغط على المدارس الكنسية في عملية التفاوض الدائرة حاليا.

عضو الرابطة - فادي سويدان عقب على الأمر بحديثه لموقع بكرا"للتذكير"، مبلغ الخمسين مليون طرح كاقتراح من قبل الوزارة لانهاء اضراب المدارس التي طالبت بأضعاف هذا المبلغ وقد تم تقييم اقتراح الوزارة هذا بأنه مهين، ورغم ذلك وافقت الأمانة العامة على الاقتراح مرفقا بعدد من الخطوات ووقعت على اتفاق أنهى الاضراب التاريخي. لا نفهم مماطلة الوزارة بتنفيذ اقتراحها، كما لا نفهم اعتبار مجرد قرار جديد من سلسلة قرارات بتحويل المبلغ المستحق على أنه انجاز. مع ذلك فإننا كأهالي نُثمّن جدا المجهود الذي بذله النواب العرب في الكنيست لتحريك الأمر والضغط لتحويل المبلغ".

أما فيما يتعلق بالخطوات المُستقبلية فقد أشارت د. سهى جبران – بلان، عضو رابطة الأهالي إلى أن التحديات التي تواجه المدارس الأهلية لن تنتهي مع تحويل مبلغ الـ 50 مليون شاقل وأضافت "يتوجب على المدارس في هذه المرحلة إعادة النظر في كل ما يتعلق بمنظومة تمويلها والضغط على الحكومة بشتى الوسائل من أجل الحصول على الميزانيات العادلة، وإعادة بناء العلاقة بين المدارس والأهالي، الذين هم شركاء مركزيون في العملية التربوية والتعليمية للأبناء والكف عن إقصائهم وذلك خلال إقامة لجان أولياء أمور منتخبة تعمل يدا بيد مع إدارات المدارس لتطوير وتعزيز هذه المؤسسات التربوية الكنسية العريقة."