يحلم السوريون الذين يعيشون في ظروف صعبة نتيجة الحرب الدائرة في بلدهم منذ أكثر من 5 سنوات بأن يرتفع علمهم على منصات التتويج في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو.
ويتشارك رئيس الاتحاد الرياضي العام (أعلى سلطة رياضية وتوازي وزارة الشباب والرياضة) ورئيس اللجنة الأولمبية في سوريا اللواء موفق جمعة، مواطنيه في أن الانتصارات السورية قد تكون عبر الحديد والهواء..، وتحديدا في منافسات رفع الأثقال ومسابقة الوثب العالي ضمن ألعاب القوى.
"نطمح لرفع العلم السوري وعزف النشيد الوطني على منصات التتويج "
وقال جمعة في تصريح لوكالة فرانس برس: "نطمح لرفع العلم السوري وعزف النشيد الوطني ليس في حفل الافتتاح أو مقر إقامة البعثة وحسب، بل وعلى منصات التتويج أيضا".
وأضاف "حظوظنا محصورة بلاعب الوثب العالي مجد الدين غزال وبالرباع معن أسعد للمنافسة على إحدى الميداليات الثلاث.... في حين يشارك بقية الرياضيين لتحسين أرقامهم الشخصية فقط".
وعلى الرغم من صعوبة الوضع الأمني في العديد من المناطق السورية، إلا أن الاستعدادات للمشاركة في الألعاب الأولمبية استمرت بشكل متواصل بدعم حكومي "خالص" حسبما يؤكد جمعة الذي أشار إلى أن الرياضة السورية "بشكل عام، ظلت صامدة بفضل روح التحدي عند الرياضيين والرياضيات".
وتشارك سوريا ببعثة صغيرة قوامها 7 رياضيين 4 رجال و3 سيدات، تأهل 4 منهم بعد أن حققوا الأرقام المطلوبة وهم مجد غزال (الوثب العالي) والرباع معن أسعد (وزن فوق 105 كلغ) والسباحة بيان جمعة (50 م حرة) والسباح أزاد برازي (100 م صدرا).
الآمال محصورة فقط بمجد غزال
ويشارك الثلاثة الآخرون ببطاقات دعوة مقدمة من اللجنة الأولمبية الدولية وهم العداءة غفران محمد (400 م حواجز) ولاعب الجودو محمد قاسم (وزن دون 73 كلغ) ولاعبة كرة الطاولة هبة اللجي.
من جهته، يرى البطل العالمي السابق في السباحة الطويلة الأمين العام الحالي للجنة الأولمبية السورية فراس معلا أن المشاركة السورية في ريو 2016 "هي رسالة مهمة لكل العالم مفادها أن سوريا ورغم كل شي لا تزال قوية وحاضرة".
وعن الحظوظ في اعتلاء منصات التتويج قال معلا لفرانس برس: "الآمال محصورة فقط بمجد غزال الذي يملك القدرة على المنافسة بقوة"، مشيرا إلى أن "حظوظ بقية المشاركين تنحصر في تحسين أرقامهم ليس إلا".
بدوره، يؤكد مجد غزال المعقودة عليه حصرا آمال سورية كبيرة أن مشاركاته في اللقاءات الدولية التي تسبق الألعاب الأولمبية ستساهم بشكل كبير في أن يكون منافسا قويا.
حظوظ متواضعة
وكان غزال حقق في لقاء بكين الدولي في 18 مايو/أيار المركز الأول مسجلا رقم قياسيا شخصيا هو 2,36م، ونجح في 15 يوليو/تموز في لقاء موناكو الدولي المرحلة التاسعة من الدوري الماسي، في تسجيل 2,34م فاحتل المركز الثالث خلف الإيطالي جانماركو تامبيري (2,39 م) والأوكراني بوغدان بوندارنكو (2,37 م) وأمام القطري معتز عيسى برشم (2,31 م) والبريطاني روبرت غرابارز (2,31م أيضا).
وتبدو حظوظ الرباع معن أسعد ضعيفة في المنافسة علما بأن رقم مجموعته (الخطف والنتر) بلغ 418 كلغ.
وترى السباحة بيان جمعة أن مشاركة السيدات الثلاث في ألعاب 2016 "هي رسالة قوية على تواجد المرأة السورية وتحديها لكل الظروف"، معتبرة أن مشاركتها محصورة في تحطيم رقمها الشخصي في سباق 50 م حرة وهو 26,13 ثانية.
والأمر ذاته ينطبق على السباح أزاد برازي في سباق 100 م صدرا ورقمه الشخصي هو 1,11,15 دقيقة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى العداءة غفران محمد في سباق 400 م حواجز ورقمها الشخصي 1,02,50 دقيقة.
ولن يكون للاعب الجودو محمد قاسم وللاعبة كرة الطاولة هبة اللجي أي حظوظ.
3 ميداليات في 12 مشاركة
أحرزت سوريا خلال مشاركاتها السابقة في الألعاب الأولمبية 3 ميداليات فقط: ذهبية للعداءة غادة شعاع في مسابقة السباعي في دورة أتلانتا 1996، وفضية للمصارع جوزيف عطية في دورة لوس أنجليس 1984، وبرونزية للملاكم ناصر الشامي في أثينا 2004.
وتشارك سوريا في الألعاب الأولمبية للمرة الثالثة عشرة.. وهنا السجل:
أولمبياد لندن 1948: شاركت بلاعب واحد هو زهير الشربجي وحل سادسا في مسابقة الغطس.
المشاركة الثانية في أولمبياد مكسيكو 1968، والثالثة في أولمبياد ميونيخ 1972، والرابعة في أولمبياد موسكو 1980، ولم تحقق فيها أي نتيجة تذكر.
المشاركة الخامسة في لوس أنجليس 1984، أحرزت سوريا أول ميدالية أولمبية في تاريخها عبر المصارع جوزيف عطية الذي نال فضية وزن 100 كلغ في المصارعة الحرة.
المشاركة السادسة في سيول 1988، واكتفت باحتلال المصارع خالد فرج المركز الرابع في وزن دون 48 كلغ في المصارعة اليونانية-الرومانية.
المشاركة السابعة في برشلونة 1992، لم تحقق شيئا
المشاركة الثامنة في أتلانتا 1996، حققت سوريا أول ذهبية وثاني ميدالية أولمبية عبر غادة شعاع في المسابقة السباعية.
المشاركة التاسعة في سيدني 2000، لم تحقق شيئا.
المشاركة العاشرة في أثينا 2004، نالت برونزية عبر الملاكم ناصر الشامي في وزن دون 91 كلغ.
ولم تحقق أي نتيجة في المشاركتين الحادية عشرة والثانية عشرة في بكين 2008 ولندن 2012 على التوالي.
[email protected]
أضف تعليق