ضمن النشاطات المدرسيّة التربويّة الرامية إلى تطوير طرق التفكير لدى الطالب وتنمية مهاراته الحياتيّة وتذويت القيم والمبادئ التي تقوم على اللغة العربيّة وتسعى بمجملها لتحقيق تعلّم ذي معنى، أحيت مدرسة الكرمة الابتدائيّة مؤخّرا يوم اللغة العربيّة والتراث العربيّ تحت شعار: " لغتي عالمي".

استهلّ طلاب الكرمة يومهم بكلمات معبّرة تبيّن فضل لغة الضاد وتميّزها عن سائر اللغات جاء فيها :" هي عالم من من الإبداع والذكاء والحسن والبهاء، هي السّعة والكمال والحسّ الراقي، هي الأمل والرجاء للعيش الكريم والبقاء، هي لغتنا الجميلة ، نحبّها، نعشقها ونعتزّ بها " !

وقد شارك في إحياء هذه المناسبة كوكبة من الأدباء وأساتذة اللغة وشخصيّات من عالم الإعلام وأدب الأطفال والسرد المسرحيّ وكذلك أخصّائيّون في مجال الطبّ البديل والطبّ المكمّل وعشّاق التراث العربيّ إلى جانب مجموعة من أولياء الأمور، دأبهم العطاء وتقديم الدعم لكلّ ما يتعلّق بسيرورة التعلّم والتعليم في  المدرسة، جمع بينهم حسّ الانتماء وعشقهم للغة العربيّة وإيمانهم بأنّها أمّ الفضائل ومهد العلوم وخزانة الحكمة ومنبع الجمال.

تضمّن هذا اليوم فعّاليّات وورشات ذات موضوعات ومضامين متنوّعة، حافلة بالمتعة والفائدة وتحفيز الطالب على التعلّم الفاعل والتفاعليّ وإتاحة الفرص للحوار والنقاش الحرّ والتعبير عن الرأي وتوجيه الأسئلة ، بناء الفرضيّات واستخلاص النتائج وتقديم المداخلات.

بعض هذه الفعّاليّات طرحت قضيّة ازدواجيّة اللغة والتداخل اللغويّ وتأثير ذلك على الوعي الجماعيّ والاجتماعيّ وطرق التعامل بين الناس، وتحضّ على استخدام اللغة العربيّة نطقا وكتابة من غير إدراج كلمات أو مصطلحات من لغات أخرى فيها . وأخرى تناولت جماليّات اللغة العربيّة وسحرها وثراءها الفكريّ وما حباها الله به من قدرة على الاشتقاق والاختزال والتصوير والإيحاء والحضور القويّ .

أمّا في الصفوف الدنيا فد تناولت ورشات عمل وتعلّم الكتابة الإبداعية وأهمية تشجيع الصغار على التعبير عن الذات من خلال آليّات وطرق متنوعة من ضمنها الألعاب لتطوير الوعي اللغويّ .

وكانت ورشة للألغاز والأحاجي اللغويّة تهدف إلى الإمتاع والحثّ على التفكير وإعمال الذهن. كذلك تناولت ورشات أخرى، من خلال الحكاية والسرد المسرحيّ، دور اللغة في تهذيب النفوس وتثقيف العقول وسلامة الذوق وتقليل نسبة العنف في المجتمع.

واستحضرت فعاليّة أخرى سير علماء ومفكّرين ومبدعين عرب ساهموا في بناء صرح الحضارة الإنسانيّة.

وكان للتراث حظّ وافر في نشاطات وفعّاليّات هذا اليوم ، إذ قام طاقم المدرسة بتمرير وحدة تعليميّة تحت عنوان " قصّة مثل " ، حيث تبنّت كلّ طبقة ( قصّة مثل ) من التراث العربيّ لها دلالات حكميّة وإنسانيّة ، تلتها مهمّات مختلفة مثل الكتابة الإبداعيّة والتمثيل والعرض وربطها بأمور حياتيّة من واقع التلميذ ومحيطه القريب.

كما أقيم معرض للتراث يهدف إلى تعريف وتذكير الطلاب بالتراث الشعبيّ الفلسطينيّ وتنمية الحسّ الابداعي والشعور بالانتماء ، حوى المعرض معلومات عن التراث الشعبيّ ورسوما للطلاب ، رافقه عرض فيديو لأبرز الشخصيّات الفلسطينيّة في الفنّ التشكيليّ.

ومن الورشات التي لاقت تجاوبا كبيرا وتهدف إلى مواكبة وتيرة تغيّر الواقع والتعامل مع متطلّبات هذا العصر، وتنبّه الطالب إلى المشكلات التي قد تصادفه في حياته اليوميّة وكيفيّة مواجهتها ورشة موضوعها " شبكات التواصل الاجتماعيّ والتنمّر الإلكترونيّ " وأثره على المستوى السلوكيّ والتعليميّ والاجتماعيّ عند الطالب مدعومة بصور ورسوم توضيحيّة ومقتطفات من أفلام وثائقيّة.

وكان للتغذية السّليمة والعناية بالصحّة النفسيّة والجسميّة والوقاية من الأمراض وخلق التوازن في حياتنا ورشات اتّسمت بالإثارة والتشويق.
أمّا مسك الختام فكان وصلة مميّزة مع الزجل الأصيل أثارت مشاعر الطلاب وبعثت في نفوسهم روح الغبطة والمرح ، شارك فيها الطلاب والمعلّمون وأولياء أمور ، تشيد بلغة الضاد لغة الأدب والعلم والحضارة ، التي كانت وستظلّ جامعة نأبى أن نتخلّى عنها.

وتظلّ الرسالة قائمة لكل واحد منّا أن أكثروا من القراءة أو" التنزّه في عقول الناس "، كما يقول المأمون.
بوركت جهودكم جميعا وإلى الأمام في مجال العمل البنّاء والإبداع !

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]