تنظم مدرسة ابن خلدون الثانوية في عرابة من خلال برنامجها اللامنهجي لعام 2016 مشروع " كي لا ننسى" ، الذي يجمع بين موضوعين لهما اثرا على الحضارة والحكاية الفلسطينية، وهما حكاية القائد ظاهر العمر الذي رسم تاريخا في فلسطين ، والموضوع الآخر هو " القرى المهجرة" ، حيث عملت المدرسة مؤخرا على تنظيم زيارات عدة لبعض القرى المهجرة من اجل تعريف الطلاب على تلك القرى واثرها علينا كشعب فلسطيني في الداخل المحتل .
زيارات الى بعض القرى الفلسطينية المهجرة
المشروع ضم على مدار أسابيع ، سلسلة من البرامج والفعاليات التي تعزز الحكاية الفلسطينية والتي تعيد لأذهان الطلاب قضايا ومعالم كانت قد غابت عنهم ، من خلال زيارات الى بعض القرى الفلسطينية المهجرة من أهلها الأصليين في نكبة الشعب الفلسطيني عام 48 ، كما وضم المشروع برنامج رسومات تحاكي الثقافة العربية التراثية وشخصيات تاريخية كان لها اثر بارز في أنشاء دولة فلسطين ، كأمثال القائد ظاهر العمر ، بالإضافة الى عرض سلسلة أفلام قصيرة عن فكرة المشروع التي عمل على انتاجها واخراجها وتصويرها طلاب فرع الاعلام في المدرسة.
وكان مدير مدرسة ابن خلدون الثانوية الشاملة في عرابة المربي عبد الكريم طه من بادر وابتكر فكرة المشروع التي جاءت من اجل صقل شخصية الطلاب وتعريفهم عن قضيتهم الفلسطينية التي كادت ان تغيب عن اذهانهم وتكاد تنسى يوما ما على حد تعبيره ، وأكد طه ن المشروع كان له صدىً واسعا وايجابيا لدى طلاب المدرسة الذين تعطشت مسامعهم لسماع الحكاية الفلسطينية ولمسها وزيارة معلمها والتعرف على الحضارة التي قد سلبت منهم يوما ما .
تدريب وتوثيق للرواية
وقال المربي طه: المشروع يحمل عدة اهداف ورسائل مهمة وجب أن تصل الى داخل الطالب ، وهي ليست اقل أهمية من المواد التعليمية ، لكي تبقى معه وينقلها لأجيال بعد أجيال ، وقد تضمن المشروع فعاليات تمثلت بالعمل مع الطلاب وتثقيفهم حول القصة الفلسطينية والحياة في فلسطين قبل العام 48 ، وتدريب الطلاب على تسجيل وتوثيق الرواية الشفوية ، والعلاقة بين المعرفة والحقيقة والتاريخ ، وأهمية أن نروي قصتنا وحقنا في ان نروي قصتنا.
وتابع المربي طه قائلا : يضم المشروع عدة أبواب مهمة للمعرفة وهي، باب الأحداث التاريخية المركزية التي شكلت بطريقه أو بأخرى محطات جوهريه في روايتنا التاريخية وذاكرتنا الجماعية من خلال إقامة محاضرات وورشات عمل داخل المدرسة على مدار فترة المشروع ، وأيضا باب المسارات التعليمية والذي يضم مجموعه من المسارات التعليمية إلى مختلف أنحاء البلاد بهدف التعرف على معالم الوطن وتاريخه وتنوعه الجغرافي والسكاني ، من خلال قيامنا بزيارات مختلفة الى عدد من القرى الفلسطينية المهجرة . ومن خلال هذه المسارات يتعرف الطالب على طبيعة الوطن وعلى مواقع القرى ومعيشتها وعلى تراث الآباء والأجداد.
طلاب المدرسة وفي حديث لمراسلنا معهم اجمعوا على أن المشروع كان له دورا واضحا وكبيرا في إعادة الذكرة الفلسطينية وترسيخها في نفوسهم وعقولهم ، بعد ان كانت في طيات النسيان ، وأكدوا كذلك ان المشروع ساعدهم في التعرف على شخصيات تاريخية قديمة كان لها بصمة في الحكاية الفلسطينية ، وأيضا أتاح لهم ان يعيشوا حكاية فلسطين من خلال الرسومات والزيارات وأيضا المحاضرات التي نوّرت اماهم دروب المعرفة لتعود بهم الى اصلهم الذي لن يتخلوا يوما عنه او ينسيهم إياه الزمان .
ويذكر ان كلّ من المربية سحر قراقرة مركزة التربية الاجتماعية في المدرسة ومركز الرحلات المربي سمير شلش كانا قد اشرفا على تنظيم المشروع كاملا على مدار فترة اقامته .
[email protected]
أضف تعليق