قبال شاطئ البحر في مدينة يافا وفي البقعة التي تجمع بين حي العجمي والجبلية، تجمع العديد من أفراد المجتمع المحلي وعائلاتهم ليشاركوا في اللقاء القطري الأكبر للمجتمعات المحلية الذي تنظمه جمعية يدا بيد بشكل سنوي، وقد شارك في هذا اللقاء نحو 700 شخصا عربا ويهودا، قضوا نهاية أسبوعهم في كنف الفعاليات التي خصصها طاقم منظمي يدا بيد من أجل متعة الأطفال والأهالي.
إثر ذلك عجت باحة المركز العربي اليهودي بالفعاليات المتنوعة كالرسم، التلوين، الرقص، الفقاعات، الألعاب المنفوخة وغيرها..
بدأ اليوم بإستقبال العائلات التي وصلت إلى يافا من شتى أنحاء البلاد، الشركاء في درب الحياة المشتركة التي قامت حول مدارس يدا بيد المتمركزة في كل من كفر قرع، القدس، يافا، الجليل، حيفا وبيت بيرل. تلا إستقبال المنظمين من قبل الجمعية القاء كلمات الترحيب التي بدأها شولي دختر المدير العام للجمعية باللغتين العربية واليهودية. وقدمت عروضا للأهالي والطلاب من كافة مدارس يدًا بيد، ما خلق جوا من الألفة والتعايش بين جمهور المشاركين. وتأتي هذه اللقاءات ليس فقط من أجل التشبيك بل لتمرير رسالة تؤمن بها مؤسسة يدا بيد، وتضع جل طاقاتها ومواردها من أجل تطوير العيش والحياة المشتركة بين أبناء المجتمع العربي واليهودي.
وقد تقررعقد اللقاء السنوي لمجتمعات يدا بيد المحلية لهذا العام في يافا، مساندة ودعما لفئة المجتمع المحلي اليافي في النضال الذي بدأته في الشهور الأخيرة لكي تتم الموافقة على بناء مدرسة ثنائية اللغة في يافا، ومن أجل تحصيل حقوق تعليمية متساوية.
وبإستضافة المجتمع المحلي اليافاوي لهذا الحدث عجت المأكولات والتضييفات التي جاءت عقب تناول وجبة الغذاء التي قدمت للمشتركين، وبرزت روح المشاركة لدى العائلات من خلال مساهمتهم بجلب الحلويات، تعبيرا عن الفرحة بالمشاركة في هذا اللقاء الجماهيري الذي أختتم بالدبكة الشعبية ورقص لها الجميع. من الجدير بذكره أن التخطيط والأشراف على تنفيذ اليوم الجماهيري تم من قبل طاقم المنظمين في يدا بيد بالإضافة إلى مساعدة قسم من أعضاء مجتمع يافا المحلي.
أطر يدا بيد لا تكل ولا تمل من الفعاليات التي تقدمها للأهالي وللطلاب، فقامت مدرسة الجليل قبيل هذا الاحتفال المهيب، وفي نفس الأسبوع بتنظيم يوما كاملا لمسابقة الألعاب الأولمبية، استضافت على شرفه شعب الصفوف الخامسة والسادسة من مدارس يدا بيد في القدس وجسر على الوادي، وجرى تنظيم المسابقات على أستاد كفار سابا. تلخصت المسابقة بالكثير من ردود الفعل الإيجابية تجاه النجاح الذي حققه الطلاب، والذين بدورهم قاموا بالإشراف على تنظيم هذه المسابقة التي تعتبر وليدة المشروع التعليمي لدروس التاريخ في المدرسة. ويتم التعليم في مدرسة الجليل ثنائية اللغة بواسطة مشاريع تربوية يقوم الطلاب من خلالها بعرض ما قاموا بتعلمه خلال تقديم إنجازاتهم بشكل ملموس، هذه المسابقة جاءت في أعقاب دروس التاريخ التي تعلم بها الطلاب عن اليونان القديمة ونشأة الألعاب الأولومبية في تلك الحقبة التاريخية، وامعان النظر في مجريات عقد هذه الألعاب حديثا مع التطرق الى القيم التي تحملها المسابقة.
كما تم تقسيم المهام المختلفة بين جميع الطلاب من صفوف الخامس والسادس في مدرسة الجليل، بمرافقة ومساعدة الطاقم التدرسي في المدرسة، بالإضافة الى المساندة التي قدمها مدير المدرسة إيتاي دنر. فتشكل الطلاب الى مجموعات عمل، قسم للإعلام قام الطلاب من خلاله بدعوة المدارس المشتركة الى المسابقة التي اعدت لصفوف الخوامس والسوادس من جميع مدارس يدًا بيد. وتمت دعوة شخصيات قيادية اهتم الطلاب المنظمين بمشاركتهم كرئيس بلدية سخنين السيد مازن غنايم وجزء من الطاقم الإداري للجمعية، فتمت دعوتهم من خلال ارسالهم البرقيات الالكترونية والاتصال هاتفيا بمن تعنيهم مشاركتهم.
الى جانب هذا أنشأت مجموعة أخرى عملت على تحضير مراسم الإفتتاح التي بدأت مع تنظيم مسيرة استقبال لفرق الطلاب التي وصلت حاملة الأعلام، وتم بعدها رفع شعلة المسابقة التي ترمز لبدء الألعاب الأولمبية كما تجري العادة في يومنا هذا ايضا. وبالتالي تشكلت مجموعة أخرى من طلاب المدرسة، اختصت بتجهيز وتصميم شعار للألعاب الأولمبية يحمل روح المنافسة بين المشتركين في المباريات وشمل بداخله شعار مدارس يدًا بيد.
كما وشكلت مجموعة أخرى أشرفت على خلق دستور لبناء قاعدة قوانين تساهم في تنظيم الحدث الذي ضم نحو 150 طالبا وطالبة من مختلف المدارس. شارك جميع الطلاب بمختلف الفعاليات التي حضرتها لجنة الأولمبيادة من طلاب مدرسة الجليل، بدءاً من مسابقة العدو للمسافات القصيرة والطويلة، القفز العرضي وصد الكرات، وانتهاء بمباراة كرة قدم ودية ومنافسة لكرة الطائرة جرت قبل مراسم حفل توزيع الميداليات.
هذا وبرزت في نهاية الحفل الروح الرياضية التي رافقت الطلاب مع بداية اليوم حتى نهايته، بحيث تم إختتمام الألعاب الأولمبية بجو من الإثارة الممزوج بالفرح، والمجهود الذي تكلل بالسعادة والرضى لدى جميع من شارك.
وأخيرا قدم طواقم المدارس، الحكام والمشاركين الثناء لطلاب مدرسة الجليل الذين تميزوا بإبداعهم في التحضير لهذا الحدث الذي تميز بالنجاح، ليجنوا بذلك ثمرة شقائهم وتعبهم خلالل الفصل الدراسي.
[email protected]
أضف تعليق