في حكاية نضالية غير مألوفة من اجل دعم قضايا شعبنا الفلسطيني في الداخل، بادرت مجموعة من المصورين بقيادة الشاب المصور والمدرب للتصوير المجتمعي محمد بدارنة من مدينة عرابة، الى تبني مشروع توثيق وتصوير حكايا وقضايا شعبنا فوتوغرافيا، حيث تبنّت مجموعة من الصورين بمبادرة مركز حملة بالتنسيق مع المصور محمد بدارنة مشروع نضالي جديد، وهو توثيق ونسج قصص عن واقع الحال الذي يعيشه الانسان في الفلسطيني في الداخل من ممارسات سياسية عنصرية واجتماعية داخل دولة الاحتلال، والتي بالتالي تهدف الى اخراج وإبراز جرائم سياسة الاحتلال الى العالم وعدم ابقائها محصورة فقط عبر شبكات التواصل الاجتماعي الخاص ، وانما نقلها الى العالم.

وفي حديث لمراسلنا مع محمد بدارنة من عرابة، مصور ومدرب في مجال التصوري المجتمعي قال: توجهنا الأخير كان الى قرية رمية المهددة بتهجير أهلها، والتي هي اخر الأصوات الباقية في كرمئيل، وهذه الأرض والبيوت الصامدة منذ عدة سنوات رغم التهجير والتهديد باقتلاع اصحاب الأرض من ارضهم.

وأضاف بدارنة: فيما يتعلق بمشروعنا التصويري في رمية فنحن نحاول من خلال المشروع انشاء مجموعة فوتوغرافية والتي تهتم في كل ما يتعلق بتوثيق حقوق الانسان الفلسطيني، وتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال .

تحويل الكاميرا إلى سلاح

وأوضح بدارنة: جولتنا لقرية رمية لأجل تحويل الكاميرا الى سلاح من خلاله نستطيع ان نوثق القصص التي بعيشها الناس المهمّشين، وقصص الناس الذين يعتبرون أي صوت إضافي هو دعم لها. ونحن من خلال مشروعنا نعمل بشكل جماعي كمصورين، وهذا بحد ذاته تحوّل كبير في كل ما يتعلق بالتصوري الفوتوغرافي الفلسطيني ، فنحن نحاول ان نخلق لغة فوتوغرافية مبنية على تجميع عدة أفكار لمصورين، والحديث بلغة واحدة مفادها ان هنالك صور ليست فقط جماعية وانما تحكي قضايا وهموم الانسان الفلسطيني .

وأختتم بدارنة قائلا: النضال من خلال الفنون في قضايا التوثيق هو نضال مهم جدا، بما معناه انه لم يكن هنالك الكثير في تاريخنا وارشيفنا توثيق لأهم الاحداث التي عاشها شعبنا الفلسطيني في السابق، وما نسع لفعله اليوم هو ان تكون لنا سيطرة على الصور التي نوثقها، وان يكون لدينا سيطرة على موروثنا البصري، ومن هذا المنطلق فنحن نعمل بحسب مقولة نؤمن بها وهي "الصورة تعكس تماما الواع المُعاش للفلسطيني، والصورة تستحق ليس فقط قسمتي كمصور، ولكن ان نحكي حكاية من هم الناس والأشخاص الذين لهم الصور" . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]