اختارت مدرسة الحرش في الناصرة ان تتبع منهجا معينا واسلوبا جديدا ومميزا في التعليم والتعامل مع طلابها حيث بدأت منذ أربعة سنوات بمشروع جديد اسمته "الفنارات" ينقسم المشروع الى مجالات وتخصصات مختلفة ويساهم في خلق أجواء رائعة وجميلة ومثيرة للطالب الذي يواجه صعوبات معينة ويساعده في تخطيها ويعمل على دمجه في الحياة التعليمية والاجتماعية بشكل اكبر كما انه يترك اثرا إيجابيا على الطالب، وقد بدأ المشروع باستقطاب الطلاب أصحاب الصعوبات الا انه توسع وشمل جميع طلاب المدرسة ابتداءا من الصفوف الأولى وحتى الرابعة..

المربية لطفية شهاب مديرة مدرسة الحرش حدثتنا عن المشروع قائلة: المشروع هو مشروع تجريبي حيث اننا مدرسة تجريبية منذ أربعة سنوات، بدأ التفكير والتخطيط للمشروع قبل خمسة سنوات، حيث جاءت الفكرة من احتياجات طلاب في المدرسة يعانون من صعوبات معينة في التعليم، لذلك قررنا ان نوجد إطارات خاصة لهؤلاء الأولاد ندعم من خلالها قدراتهم البارزة حسب نظريات تربوية تدعم هذه الفكرة منها نظرية جاردنر التي تتحدث عن الذكاءات المتعددة لدعم كل طالب وكيفية اعطاءه الفرصة بان يتميز بما يستطيع ان يصنعه.

المشروع يساهم في اكساب الطلاب حصانة نفسية..

وتابعت: المشروع تم تسميته بعد مشاركة الطلاب والطاقم حيث هدفه اكساب حصانة نفسية للطلاب، لكن الاسم نبع من المتسعات في مجالات مختلفة منها الفنون الحركة الموسيقى، الابداع ، الكتابة الإبداعية، اليوغا، والرقص الحديث، لذا قمنا باختصار فن روح ابداع في كلمة فنار واعطينا للطالب ان يختار المجال الذي يحبه ويتميز به، وبدأنا أيضا بدمج القدرات لدى الطلاب بأسس مختلفة مثل الفن الذي يجعله بالتعبير عن ذاته وعوطفه وان يبدع بامور جديدة وتعمل مربية الصف بدمج ما يتعلمه الطالب في الفنار في المواد التعليمية.

وأضافت قائلة: الطلاب الذين شاركوا في المشروع منذ أربعة سنوات اثر المشروع عليهم بشكل كبير وايجابي، الطلاب الذين انكشفوا للمشروع منذ جيل صغير اليوم يعتبرون طلاب منطلقين متحدثين لديهم ثقة بالنفس يعبرون عن ذاتهم ويتبعون خطوات معينة لايجاد حلول وان يحاور ويأخذ القرار الصحيح، هذه الأسس تساعد الطالب على استعمالها في المجتمع، كما انها انعكست على المواد التعليمية في الكتابة والابداع والتحليل والتركيب، وهو امر يتميز به الطلاب الذين شاركوا بالمشروع منذ بدايته.

اطمح ان تتبع مدارسنا نفس النهج الي نتبعه..

وعن الصعوبات التي واجهت المدرسة في المشروع قالت: البلدية دعمتنا بشكل كبير في المشروع، في البداية واجهنا صعوبة في تحقيق المشروع بسبب عدد الطلاب الكبير في المدرسة في حين ان البلدية دعمتنا وقامت بتوزيع الطلاب على مدارس مختلفة، واليوم نعمل على إعطاء المشروع لجميع الطلاب وليس لطلاب معينين فقط، حيث اكتشفنا ان هذا الامر يثري الطالب الذي يواجه صعوبة معينة مرتين، مرة خلال التعليم في الفنار ومرة في الطالب القوي والذي يتعلم معه في نفس المجال، حيث يستطيعون التعاون وكسب المهارات والمساعدة، كما واجهنا صعوبة في المكان ولكن مؤخرا فتحنا المبنى الجديد وسنعمل على دمج جميع الطلاب في المدرسة. وبالتالي فاننا نحرص سنويا على الحصول على جائزة مختلفة مثل تفوق في الفنون، وعدة مرات حصلنا على جائزة لوائية في اللغة العربية، والكتابة الإبداعية، الطلاب في مدرسة الحرش هم في الطليعة ولكننا نعمل على مساعدة الطلاب الذين يواجهون ضعفا معينا، ونعمل على تطويرهم، ونريدهم ان يتفوقوا في كل المجالات وان يتميزوا فيما يحبون.

واسهبت: الاهل شجعوا ودعموا المشروع منذ بدايته بشكل كبير، حيث يجتمع الاهل مع الطلاب يوميا في الشهر، في منطقة في سوق الناصرة، وبدعم من رئيس البلدية كما سنتبنى موقع في الناصرة وان يقوم الطلاب بترميمه والعمل عليه.

واختتمت شهاب قائلة: اطمح ان تقوم مدارسنا بما نقوم به، وان يستثمروا في الطالب ليس تعليميا فقط بل بمجالات أخرى واسعة، من نواحي أخرى، تصرفات، بناء شخصية، وامور أخرى، وانا اطمح ان تتبع مدارسنا نفس النهج الي نتبعه وأيضا اطمح الى توسيع المشروع ودمج الصفوف الإعدادية والثانوية أيضا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]