عقد لجنة المعارف البرلمانية برئاسة النائب يعكوف ميرجي (شاس) جلستها الأسبوعية حول الطلب المستعجل الذي تقدم به النائب د. يوسف جبارين عن القائمة المشتركة والنائب زهافا جلئون، رئيسة حركة ميرتس، لبحث التغييرات الجديدة التي طرأت على مادة تدريس المدنيات في المدارس الثانوية. وقد شارك في الجلسة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، بالاضافة إلى نواب المشتركة: مسعود غنايم، جمال زحالقة، دوف حنين، حنين زعبي وأسامة السعدي، الذين عبروا عن رفضهم للتغييرات الجديدة في الكتاب، بالإضافة الى العديد من المهنيين والمعلمين. وقد شهدت الجلسة أجواءً مشحونة بعد مشاركة العديد من اعضاء الإئتلاف الحكومي الذين قاموا بالتحريض على النواب العرب ونواب ميرتس.

وخلال مداخلته في افتتاحية الجلسة قال النائب جبارين، عضو لجنة المعارف البرلمانية، ان "التغييرات الجديدة على مادة المدنيات تعزز من التوجه القومي-اليهودي للدولة على حساب التوجه المدني-الديمقراطي، مما يزيد من نقدي على الكتاب الإشكالي أصلًا، وبدلأ من إشراك أكاديميين عرب في صياغة المضامين الجديدة للكتاب وتعديل الصيغة القديمة للكتاب تم اقصاء الأكاديميين العرب واليهود الذين يعبرون عن مواقف مناقضة لموقف وزير المعارف، وهذا يدل بوضوح على أن هنالك دوافع سياسية وايدلوجية تخدم المبادرين لهذه التغييرات، وبإمكاني الإشارة بشكل مباشر إلى أن نفس الأشخاص الذين بادروا إلى صياغة وطرح قانون القومية اليهودية في "معهد الإستراتيجية الصهيونية" هم من يصيغون التغييرات الجديدة على كتاب المدنيات".

لا يوجد ضمان لقبول مادتك 

وأضاف جبارين: "بإمكاني الادلاء بشهادة شخصية حول قضية صياغة المضامين الجديدة للكتاب، فقد تم التوجه لي في فترة عملي كمحاضر وباحث جامعي بأن أشارك في تحضير المادة الجديدة للكتاب وعندها سألتُ عما اذا كانت لي الصلاحية لضمان قبول مادتي في الكتاب دون تغييرات وتحريفات فقيل لي انه لا يوجد ضمان لذلك، مما يدل على نوايا معدي الكتاب الذين يريدون مشاركة شكلية للأكاديميين العرب وليس مشاركة جوهرية".

كما وأكد جبارين إلى أنه بخلاف الكتاب السابق الذي تمحور حول تعريف إسرائيل على أنها "يهودية وديمقراطية"، وهو تعريف نرفضه، فان الكتاب الجديد يتمحور الآن حول تعريف الدولة كدولة يهودية وصهيونية لا غير، بل صهيونية-دينية، ويتم طرح التبريرات والمسوغات التي تدعم هذا التوجه الخطير. وقال جبارين بأن النسخة الجديدة للكتاب هي التعبير الأوضح عن المفاهيم العنصرية في قانون القومية اليهودية، مؤكدًا أن المجتمع العربي سيقاطع الكتاب الجديد اذا لم تتغير المضامين بشكل جوهري.
وفي نهاية الجلسة التي شارك فيها أكثر من عشرين عضو كنيست أكد رئيس اللجنة في تلخيصه ان هنالك نقد واسع للتغييرات الجديدة التي طرأت على موضوع المدنيات وان الوزارة لا تستطيع تجاهل هذا النقد، كما وناشد وزارة المعارف بطرح مسودة الكتاب الجديد على المهنيين واشراك الذين أبدوا ملاحظاتهم بالسابق قبل طباعته نهائيًا.

ويذكر ان وزارة المعارف سارعت بعد الجلسة الى اصدار بيان تعلن من خلاله انها أقرت الكتاب الجديد، وذلك كما يبدو استباقًا للضغط الجماهيري المتزايد ضد الكتاب، ضاربة بعرض الحائط توصيات لجنة التربية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]