اليوم نعيش حاليا ”מערב פרוע" –الغرب المتوحش: كل يهودي صار مطالباَ بحمل السلاح فهو ”مسؤول عن تنفيذ ألقانون“ !! ... عمليات اعدام ميدانية تجري يوميا في الشوارع بدعم وتوكيل من رئيس الحكومة وقائد الشرطة ، وكل الوزراء والغالبية المذعورة فيما يسمى ”الرأي العام الإسرائيلي !!... الخطر صار شاملاً للجميع .. كل من يمكن يتحدث العربية بمكان عام صار هدفاً محتملاً لعمليات الاعدام خارج اطار القضاء التي صارت ”بطولية“ - والتي حتماً ستجد من يوثقها وينشرها في عصر ”السمارت فون وشبكات التواصل الاجتماعي“ (ضمن مجموعات وشبكات الرعب الشعبية التي صارت متوفرة للجميع) ... ويكفي للمشهد كي تكتمل عناصره ان يتواجد بالمكان "مجنون" واحد يصرخ "מחבל" – مخرب!!- لتتحدد النهاية !!!
الدولة كلها بمؤسساتها المدنية والأمنية מגויסת ! (مجندة): ولكل طرفٍ مكانه في المشهد. القاضي (العربي) يعتبر ”الدعوة لحمل البصل بالمظاهرة دليلا على التخطيط لاستعمال العنف والمساس بالأمن العام !!! ويبصم بجرة قلمه المملوء بحبر اسياده على طلب تمديد الاعتقال التعسفي للصبايا والشباب المعتقلين !! .. ويتلو القرار مطأطأ رأسه كي لا تتقاطع عيناه – حاشا وكلا - مع نظرات الحضور ووجوه الحاضرين في حضرة اجراءات القضاء العادل بكل مركباتها التي انتهكت.!
رئيس السلطة (الفلسطينية) مصر على انتهاك حرمة عقولنا بإصراره على – رفض القيام بما يجب القيام به – من باب ”رفض العنف“ (الذي يعني بمعجمه رفض القيام بشيء - اي شيء سوى الاستمرار بما هو عليه الآن ..) هي سياسته بل استراتيجيته الأبدية ان يجرد نفسه مسبقاُ من كل مقومات قوته المحتملة، حتى يصل المرحلة الحاسمة كما هو: مجرداً من كل امكانيات العمل والتأثير، إلا بما يضمن ”الستاتوس كوو- الوضع القائم – دون تحديات ”طائشة “ - بلسانه !!
بالمقابل لجنة المتابعة (القيادة المحلية ان كنتم لا تذكرونها !) لا زالت بسباتها الذي صار اشبه بالموت السريري المؤلم، ورؤساء المجالس والبلديات المحلية الذين صاروا قيادة - رغما عن بعضهم بعد غياب المتابعة !! ونزولا عند طموحات بعضهم الآخر – هم خائفون على ميزانياتهم ومدخولاتهم من الدولة "والسياحة أليهودية" لبلداتهم ،،، وفي الوقت ذاته قياداتنا وأحزابنا السياسية تعلن مظاهرات فئوية حزبية منفردة !!! لا تليق بحجم التحدي الواقع علينا مواجهته .. يعملون على صيغة "املأ الفراغ" ،، وقد تعلمنا أن لا فراغ بالسياسة ...
بالوقت ذاته صار قطاع كبير ومتنامٍ من الشباب لا يعيرون هذه الاحزاب والقيادات والمؤسسات اي اهمية !!! - مهما كان "رصيدها النضالي" السابق. فيخرجون للشارع بمقولة لا تتحدى الظلم الواقع علينا فحسب، بل بتعبير عن الرفض لهذه القوالب التي لم تعد عاجزة عن حمل همومهم والتعبير عنها فحسب، بل صارت عائقاُ وحاجزاً يحول دون نشوء مؤسسات وأطر اكثر كفاءة لتحمل المسؤوليه بطريقة مختلفة .
وبالطبع لم اتحدث عن "عالمنا العربي"، لا تقليلا من شأنه ولا مساً بأهميته ووزنه (الافتراضي)، بل كي لا ازيد الصورة ظلمة اكثر مما هي عليه ... نحن في ورطة جدية –على أقل تقدير، ورطة مرشحة للتوسع والازدياد حتماً ان لم نحسن الخروج من الوضع ألحالي .... وبالنهاية رغم كل ذلك شاركوا بكل الفعاليات مهما كانت مسمياتها...بادروا واعملوا ما استطعتم ... لان الصمت عار !!
محمد زيدان – مدير المؤسسة العربية لحقوق الإنسان (10/10/2015)
[email protected]
أضف تعليق