حادثة حرق الرضيع الفلسطيني، علي دراوشة، من قرية دوما وإصابة والده وشقيقه ابن ال 4 سنوات لا تزال تتصدّر عناوين الصُّحف ومواقع التواصل في البلاد والعالم وأثارت، وتثير موجة واسعة من السّخط والاستياء تتخللها المظاهرات والمسيرات الحاشدة. وقد اعتبرت عدد من الصحف والصحافيين ومواقع التواصل من خلال تقاريرهم حول الموضوع، أنّ الجريمة الأكبر هي صمت العرب حيث وصفوهم بالخونة والعملاء.
انه من المؤسف، أنّ مشهد القتل وإراقة الدّماء أصبح مألوفًا وروتينيًا، لا يلوح في الأفق آمال تبشر لإغلاق الستارة عليه.ربما لعجز أو لعدم إرادة المجتمع الدولي لوضع حد لهذه المشاهد التي لا شك انها تخدم مصالح البعض.
الرئيس الفلسطيني عبّاس، أكد انه سيتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية معتبرًا أن ما جرى حرب ضد الإنسانية منوهًا انه سيكون قريبًا للسلطة موقف عملي. مما يقلق ويُثير الدهشة ازدياد التطرف والعنصرية ووضع الديمقراطية الحرج، فيبدو أن المجتمع الإسرائيلي فَقد التمسك بالديمقراطية والقيم الأخلاقية والإحساس، والتجأ ليسلك مسلكًا خطيرًا له أبعاد ونتائج سلبية قد تضر بمكانته داخليًا وخارجيًا في الكثير من مجالات ومرافق وميادين الحياة.
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل يُعقل أن أقوال رئيس الدولة المعتدلة والهادفة في مثل هذه الظروف الحرجة تهدئة الأجواء تُلاقي ردود فعل من قبل مجموعة كبيرة من المتطرفين تتهمهم بالخيانة وتلبيسهُ الكوفية، وكتابة عبارات تعارض كلمته وموقفه، والتمني له بالمعاناة والآلام ووصفه بالمخرب ولا يعترفون به رئيسا للدولة ؟
للأسف الشديد، حتى الآن يبدو أنّنا تعاملنا مع ظاهرة الإرهاب اليهودي بتساهل . ربّما لم نذوّت أنّه تقف أمامنا مجموعة أيديولوجية، عازمة وخطيرة وضعت نصب أعينها هدفا وهو هدم الجسور الحساسة التي نبنيها بجهد كبير. أعتقد أنّنا كلّما أدركنا أنّنا نواجه خطرا حقيقيّا على دولة إسرائيل سنكون أكثر عزما على الوقوف ضدّها واقتلاعها من جذورها.
من أجل الوقوف ضدّ موجة الإرهاب التي تؤذي الأبرياء، تحتقر حياة الإنسان، تحتقر سلطة القانون، فإن دولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي ملزمان بمحاسبة النفس . محاسبة النفس التي ترتكز على الأفعال وليس على الكلمات فقط.
يجب على القيادة الإسرائيلية، من اليمين واليسار، أن تُعبّر بصوت واضح ليس فقط عن إدانة الإرهاب، وإنما عن التزامها الحقيقي تجاه مكافحة العنف، مكافحة العنصرية، الاعتراف بالتزامنا بالتمسّك بقيم القانون، وكرامة المحكمة، وقيم الديمقراطية، وكرامة الإنسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله.
في هذه اللحظات المؤلمة أتوجه إليكم مواطني إسرائيل العرب وإلى أبناء الشعب الفلسطيني، وأطلب منكم عدم الاستسلام لمشاعر الغيظ والغضب. إنّ نظام القانون والعدالة سيعثر على القتلة ويحاكمهم. علينا أن ندع النظام القانوني ينفّذ ما واجبه وأن نحذر من الانجرار إلى الأعمال المضرّة وغير الضرورية. يمثل تطبيق القانون بشكل ذاتي والاستسلام لأعمال العنف جائزة للإرهابيين.
على الرغم من الألم والأسف علينا أن نستمر وأن نؤمن بقدرتنا على بناء جسور التعايش، والحياة المشتركة.
يجب ألا نسمح للإرهاب بأن ينتصر ...
إنّ أقوال عضو الكنيست موتي يوغيف من حزب البيت اليهودي المقلقة، والتي قالت انه يجب اخذ جرّافة إلى محكمة العدل العليا وهدمها فهي دليل قاطع على تدهور الأوضاع وتجاوز كل الخطوط.
رماح، تؤكد أننا ما بحاجة اليه في ظل هذه الأوضاع المزرية، تحكيم العقل والضّمير، ضبط النفس، تقبل واحترام الغير،التعمق ،التروي واللجوء الى لغة الحوار .
[email protected]
أضف تعليق