شهدت منصات التواصل الاجتماعي، مساء السبت، تجدد ما بات يُعرف بـ"حرب الكلمات" بين الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع التركية، في فصل جديد من التراشق الرمزي عبر الصور والعبارات، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المواجهة الإعلامية ستظل محصورة في الفضاء الرقمي أم أنها تعكس توترًا أعمق في العلاقات بين الجانبين.

ونشر حساب الجيش الإسرائيلي باللغة التركية على منصة "إكس" تدوينة جديدة ردًا على منشور سابق لوزارة الدفاع التركية، أرفقها بصورة لجنود من الطاقم الإسرائيلي الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ بجنوب تركيا عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في فبراير/شباط 2023.

وظهرت في الصورة عناصر بزي عسكري يحمل أحدهم علم إسرائيل، مع تعليق جاء فيه: "دون نسيان الماضي، نحو المستقبل"، إلى جانب عبارة: "الجيش الإسرائيلي وهو ينقذ أرواح الناس في تركيا"، في رسالة واضحة تهدف إلى تذكير أنقرة بالمساعدة التي قدمتها إسرائيل خلال كارثة الزلزال.

ويأتي هذا المنشور في سياق تفاعل متبادل بدأ في وقت سابق، حين نشرت وزارة الدفاع التركية صورة لدبابة تركية يقف عليها جندي، مرفقة بتعليق: "قوي، شجاع / مقدام، ولا يخاف".

ولم يتأخر رد الجيش الإسرائيلي، إذ نشر صورة لدبابة إسرائيلية يقف عليها جنديان يرفعان العلم الإسرائيلي، مع تعليق جاء فيه: "قوي، حاسم / مصمّم، ذو شرف".

وتصاعد التراشق الرمزي حين عادت وزارة الدفاع التركية ونشرت صورة مختلفة تمامًا، خالية من الدبابات والأسلحة، تعكس بعدًا إنسانيًا وفلسفيًا، وأرفقتها بعبارة: "القوة ليست بالسلاح.. القوة الحقيقية تكمن في الثقة التي يوليها لك الأبرياء".

ويرى مراقبون أن هذا التبادل يعكس مواجهة صامتة تحمل رسائل سياسية وعسكرية مبطنة، تعبّر عن تباين واضح في الخطاب والقيم التي يسعى كل طرف إلى إبرازها، في ظل علاقات تشهد توترات متكررة بين أنقرة وتل أبيب، لا سيما على خلفية الحرب في غزة والمواقف التركية الحادة من السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

ورغم أن هذه "المعركة" ما تزال محصورة في إطار السوشيال ميديا، إلا أن توقيتها ومضامينها تعكس استمرار حالة الشد والجذب بين البلدين، وتؤشر إلى أن الخلافات بينهما لم تعد تقتصر على التصريحات الدبلوماسية التقليدية، بل باتت تمتد إلى الفضاء الرقمي كأداة جديدة لتبادل الرسائل السياسية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]