كما في كل حكاية لها بداية ونهاية، يقف الطالب العربي بعد انتهاء المرحلة التعليمية الثانوية امام مفترق طرق متعدد الاتجاهات، يعتريه الشعور بالمسؤولية تجاه ما ينتظره مستقبلا، والشعور بالخوف من المجهول المنتظر، والشعور بنوع من الفراغ بعد مفارقة من كان يجالسهم ويرافقهم في مراحل تعليمه الثانوي كأصدقاء وزملاء في المدرسة.

من جهة أخرى، ينضج الطالب العربي وينتقل من مرحلة "المساندة" من قبل الأهل إلى مرحلة "التجارب" والقرارات الشخصية وصولا إلى الهدف المنشود. 

في هذا السياق التقى مراسلنا بعدد من الخريجين الذين تحدثوا عن شعورهم ما بعد انهاء المرحلة الأولى من حياتهم وبداية المشوار الأكثر جدية.

الخريجة دعاء طربيه من مدينة سخنين قالت: مشاعر ممزوجة بالفرح والحزن في آن واحد. الفرح، لأني انهيت مرحلة كانت هي الأصعب في المدرسة الثانوية بسبب الضغوطات في الدراسة لامتحانات البجروت وعبء الدراسة الثقيل الذي يتطلب جهدا كبيرا في حفظ المعلومات من اجل تحصيل اعلى العلامات التي خولني بالالتحاق في التعليم العالي. وخوف، من المستقبل. 

وقالت: طموحي ان اتعلم الطب واتخصص في طب الاعصاب للأطفال في جامعات البلاد، رغم ادراكي بعصوبة الامر والعوائق التي تقف امامي، كطالبة عربية من شروط قبول ومقابلات، ليست بالهينة، ولكن انا اجد في نفسي القدرة على مواجهة الصعوبات من خلال العمل والمثابرة والكد والاجتهاد.

وأضافت دعاء : اختياري لموضوع طب أعصاب الأطفال له أسباب كثيرة واهمها الرسالة الإنسانية التي يحملها هذا المجال في العمل و وأيضا بسبب توفر فرص العمل الأكبر وسهولة إيجاد مكان عمل، وأيضا هذا العمل يوفر لي الفرص من اجل التطوع وخدمة اهلي ومجتمعي وخصوصا الصغار الذين لهم مكانة خاصة في حياتي .

اما الطالبة فاطمة جلال صفدي من قرية الرامة قالت: لا شك انه شعور غريب يضع الفرد في مكان تملأه الحيرة والخوف و فنحن الان ننطلق الى عالم اخر غير الذي اعتدنا عليه في مراحلنا التعليمية الثانوية والى حياة تضعنا امام مسؤولية كبيرة وتحدي كبير في اتخاذ القرارات المستقبلية لنا في حياتنا .

وقالت: على صعيد المستقبل واختيار التعليم، بداية سأخرج الى استراحة لمدة سنة، ولا اؤيد مباشرة التعليم العالي، وفي هذه الفترة سأعمل على طوير نفسي وشخصيتي لكي أكون اكثر استعدادا لمواجهة الضغوطات والصعوبات التعليمية العالية، وأيضا سأعمل على انتاج برامج خاصة لي تسهل الدرب امامي نحو التعليم الجامعي .

وقالت الطالبة ميرا وديع عواودة من كفر كنا: ان تفارق شخصا اعتدت على التواجد معه في غالبية الأوقات ليس بالامر السهل و وهذا هو الحال اليوم بعد ان جاء اليوم الذي فيه سنفترق كأصدقاء درب عن بعضنا وكل منا سيختار طريقه ويشق دربه لتحقيق طموحاته .

وأضافت: انه شعور مؤلم جدا، ولكن لا بد لكل بداية نهاية وهذا حال الدنيا، دائمة التجدد، ويجب ان نعتاد على كل شيء فيها، وان نكون قدر التحدي والإصرار من اجل بلوغ الطريق الصحيح نحو النجاح .

وقالت عواودة: في هذه اللحظة بالذات بدأت اشعر بالمسؤولية الكبيرة والكاملة تجاه ما ينتظرني مستقبلا والمسؤولية تجاح حياتي كفتاة عربية امام الثقة التي وضعها لي اهلي في بداية الطريق ودعمهم المستمر لي في كل خطواتي. واشعر الان جاء دوري كي احمل هذه الراية، راية المسؤولية وانطلق بها نحو العالم الاخر، ولا اظن انه هناك مستحيل ما دام التحقيق مباح .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]