لماذا اتيت الى شرفتي كي تنتحر ، كي تموت ؟ هل قيل لك انه عند عتبتي تنتحر الاحلام ، و تقف الامال عن التحليق؟ لماذا تموت بجانبي، وانا اريد ان استقبل الحياة معك ؟هل تبشرني بموت الاحلام المحلقة في سماء المستحيل؟. انا من انتظرت تغريدك، تابعتك و انت تتعلم أولى خطواتك، قفزاتك و محاولاتك للطيران. انا من رافقك في مسيرتك للبحث عن حرية الاختيار ، التحليق بعيدا ، أينما أردت.
ماذا تهديني ؟ موتا هادئا ام جثة جميلة كي افتخر بها؟ اريها للأهل و الأحباب ؟ . هل تبعث لي رسالة حب عن طريق جثتك الهامدة ، صمتك المفاجئ و حظورك الصامت؟
أردت ان اسئلك الف سؤال و لكنك لا تستطيع الإجابة ، كيف مت، لماذا و كيف و لماذا الان و لماذا تريد ان توارى الثرى بجانبي على شرفتي ؟
كيف مت و من ساعدك على الانتحار و لماذا، هل قررت تركي وحدي ، لا يهمك مصيري و ماذا عني بعد غيابك؟
تعرف اني لا اقدر على الحياة بدونك.
انتظرتك كثيرا و لكني الان أجدك جثة هامدة، امامي فجأة لا اعرف كي حصل ذلك و لماذا، كما العادة تريد ان تتركني تائهة بين ظنوني و شكوكي.
احبك كما لم يحب احدا غيري، لم اقدر يوما على فراقك، لم تتركني يوما اقبل قدماك و لا يداك. لم ترد للحب ان يكون وجها من وجوه العبودية، لذلك و لألف سبب اخر أحببتك و لا زلت احبك حتى بعد الفراق لان الحب لا يتلاشى لا يضيع لا يذبل لا يغيب.
قبل الانتحار لم ترد ان تقبلني ، لا ادري لماذا و انت تتوق شوقا لأنفاسي ، هل تريد ان تتغدى بدموعي فقط لارضاء غرورك. اذهب بعيدا نم نوما هادئا أبديا سرمديا، انا اعرف انك لم تعرف كيف تقدر حبي و تفاني في هواك.
لم تعلم أبدا بولهي و لا بتضحياتي، لم تقدر ان ترى حبي و لكنك حين أردت انت تنتحر اخترت حضني كي يكون اخر مثواك و ضريح خلودك.
اراك جثة هامدة و لا ارى حياة بعدك. تركتني حائرة يتيمة. بغيابك غاب الأمل و تاهت الكلمات ، و لم أعد استحمل الذكريات و لا المستقبل اما الحاضر اصبح في حكم كان.
ارى جثتك البهية و انت امامي ، كانك تريد ان ان تقول لي لقد انتحرت و ها انا بين يديك، ليس لي سواك من اهديه روحي و جسدي غيرك ، من اريد ان يقبلني اخر قبلة كما صار و كان اول لقاء.
تنتظر كيف سوف اثور ، كيف تدمع عيناي ، أكيد لم ترد ان تتركني وحدي ، و لكن ماذا افعل بجثتك؟
أواريها التراب ام احنطها نكاية في الزمن و في الأعداء ؟ كي أقول للجميع انك كنت معي ، انت الان معي و ستظل معي.
هل بإمكاني ان أعيش بدونك ؟ لقد تركت جثتك ثلاث ليال باكملها امام اعيني، لم اقدر على دفنك، لم اقدر على دفن سعادتي بيدي. يا من أحببته و لم يستطع ان يلمس حبي. يا من ظللت بعيدا، تائها . فعزائي الوحيد انك حين قررت الرحيل قررت الانتحار قررت الابتعاد، اتيت الى شرفتي، اقتربت مني و انتحرت .لانك عدت لي كما كنت و عهدت و رجعت الى اعماق نفسك فانا كنت و ساظل أبدا مسكنك.
[email protected]
أضف تعليق