يُعد الشرق الأوسط و بالتحديد المملكة العربية السعودية من أكثر دول العالم تسجيلاً لحالات الوفاة المترافقة بحوادث السيارات. وبالإضافة إلى هذا الأمر المروع، فإن القيادة السريعة والمتهورة في الشرق الأوسط جعلت المنطقة الموطن الجديد لأكثر حوادث السيارات المروعة في العالم، وهنا يأتي السؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن لسيارات القيادة الذاتية أن تكون هي الحل لهذه المشكلة؟
وفقا لتوقعات موقع كارمودي، المهتم بعالم السيارات فى العالم والشرق الأوسط. ستقوم بعض شركات السيارات العالمية بتوفير بعض السيارات ذاتية القيادة بصورة جزئية وبحلول عام 2020.
وخلال السنوات القليلة القادمة، ستحتوي السيارات على خاصية القيادة الذاتية التي ستتوفر في بادئ الأمر عند القيادة على الطرق السريعة أو في حالات التوقف الكثيرة عند وجود إزدحام مروري. ومع إعلان المدير التنفيذي لشركة تيسلا عن وصول سيارات القيادة الذاتية إلى طرقات الولايات المتحدة الأمريكية خلال ثلاث أشهر فقط، فهل يعني ذلك أن سيارات القيادة الذاتية ستصل إلى الشرق الأوسط قريباً؟ لذلك قامت كارمودي بالقاء نظرة عامة حول السيارات ذاتية القيادة وما إذا كانت هي الحل الأمثل لمشكلة الحوادث في الشرق الأوسط.
فوائد ومزايا سيارات القيادة الذاتية
وفقاً للأبحاث والدراسات الجارية، يمكن لسيارات القيادة الذاتية أن تقلل من الأضرار المادية المتعلقة بحوادث السيارات بما يساوي 488 مليار دولار أمريكي ويمكنها أيضاً زيادة الإنتاجية بنسبة 645 مليار دولار أمريكي، وتبعاً لهذه الأرقام العالية جداً، فإن تأثير سيارات القيادة الذاتية على الشرق الأوسط سيكون بنفس الفائدة وسيقلل من الأضرار المادية الناجمة عن حوادث السيارات بشكل ضخم.
وبالإضافة إلى المنفعة المادية، فإن سيارات القيادة الذاتية ستنقذ العديد من الأرواح، حيث أن معظم حوادث السيارات في الشرق الأوسط تحدث بسبب الأخطاء البشرية وتهور بعض السائقين، ومع وجود مثل هذه السيارات، سيتم تفادي العديد من الأخطاء البشرية التي لم يكن من الممكن تجنبها من قبل، ووفقاً للدراسات فإن هذا السيارات يمكنها أن تقلل من الحوادث المميتة بنسبة عالية جداً يمكن أن تصل إلى 90%، مما يعني إنقاذ 17 حالة وفاة يومياً!
ومن المنافع الأخرى لسيارات القيادة الذاتية هي حل المشاكل اليومية المزعجة مثل أزمات السير الخانقة، وعلى سبيل المثال، اشارت الإحصائية الأخيرة عن وجود 6.559.216 سيارة مسجلة في المملكة العربية السعودية، ويمكن لكل سيارة أن تمضي أكثر من 48 ساعة سنوياً عالقةً في أزمات السير الخانقة. وهنا يأتي دور السيارات ذاتية القيادة التي ستقلل من عدد السيارات على الطرقات، ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، من المتوقع أن تقلل السيارات ذاتية القيادة من عدد السيارات بشكل عام بنسبة 43% ليقل معدل امتلاك كل عائلة للسيارات من 2.1 سيارة إلى 1.2 سيارة. وإذا قمنا بتطبيق المعادلة ذاتها في الشرق الأوسط فى السعودية بالتاحديد، فمن المتوقع انخفاض عدد السيارات إلى ما يقارب 3.738.630 سيارة مما سيقلل من أزمات السير وسيتيح للأفراد الوصول إلى مناطق عملهم بشكل أسرع، مما يساعد على زيادة الإنتاجية بشكل عام في المملكة.
ومن الأسباب التي تدفعنا للتفاؤل بوصول سيارات القيادة الذاتية قريباً ومدى تأثيرها الإيجابي على المنطقة هو أن بعض شركات السيارات العالمية توفر سيارات تحتوي على أنظمة مستقلة تتمتع بالتحكم الذاتي ومنها نظام تحذير الاصطدام الأمامي ونظام المكابح الأوتوماتيكية، حيث أن أنظمة الأمان والسلامة هذه تساعد في التقليل من حوادث السيارات بنسبة 15%، وبحلول عام 2020، تتوقع بعض شركات السيارات مثل جنرال موتورز ومرسيدس وأودي وتيسلا وغوغل أن تبدأ ببيع سيارات القيادة الذاتية الجزئية أي التي يمكنها قيادة نفسها في ظروف معينة.
آخر التطورات العالمية
وبالنسبة لآخر تطورات سيارات القيادة الذاتية في الولايات المتحدة الأمريكية، قامت شركة غوغل باختبار سيارة القيادة الذاتية الخاصة بها لمسافة تفوق 700.000 ميل بأمان وكفاءة، كما وقد أتمت سيارة دلفي ذاتية القيادة جولتها حول الولايات المتحدة بنجاح. أما في ألمانيا، فقد أعلن وزير النقل أن أول مشروع لسيارات القيادة الذاتية سيصل إلى الطرقات الاختباراية (A9 autobahn) هذا العام.
ستصل سيارات القيادة الذاتية إلى المملكة العربية السعودية عاجلاً أم آجلاً، ولكن ذلك سيحصل غالباً على مراحل متقطعة، وذلك يعود لأن شركات السيارات العالمية تستمر في إضافة سبل الأمان والسلامة والتقنيات الحديثة المبتكرة التي ستتيح للسيارة أن تقود نفسها كلياً بكل أمان وكفاءة يوماً ما.
[email protected]
أضف تعليق