الكثير من طلاب المدارس في مجتمعنا العربي يستغلون العطلة الدراسية للخروج الى العمل عوضًا عن الجلوس في البيت او تضييع الوقت بلا فائدة .
وإن تعددت الأسباب إلا أنها لا تختلف عن بعض، فهنالك من يعمل من اجل كسب المال لنفسه، وهناك من يعمل من اجل استغلال الوقت لصالحه ويكتسب خبرة الحياة ويسعى لصقل شخصيته وبنائها استعدادا للمراحل القادم في حياته، ومنهم من يجد نفسه شخصا مسؤولا ويجب ان يعتمد على نفسه دون الحاجة لمن يعطيه المال دون مقابل.
ظاهرة عمل القاصرين وطلاب المدارس في ظروف صعبة قاسية قد تدفع ارباب العمل في استغلالهم بشتى الوسائل والطرق دون اعطائهم الحقوق اللازمة او حتى الرواتب المناسبة مستغلين بذلك حاجة بعضهم الماسة للعمل.
وهنا نشهد بان هنالك صمت تام وتجاهل وربما جهل، من قبل الاهل، بسبب الحاجة او بسبب قلة الوعي وعدم معرفة رأي القانون بالموضوع والحقوق التي يجب ان ان يحظى بها العامل بشكل عام والقاصر بشكل خاص.
وفي هذا السياق كان لمراسل "بكرا" لقاءٍ مع بعض الطلاب من منطقة البطوف ليتحدثوا عن تجربتهم في الخروج الى العمل واستغلال العطلة الدراسية من اجل اهداف متعددة من أهمها بناء وصقل شخصياتهم ليحسنوا دبير احوالهم مستقبلا .
الطالب نجوان قاضي من عرابة قال لـ "بكرا" في هذا السياق: عندما اخرج الى العمل اشعر باستقلالية وحرية كبيرة في حياتي وهذا ما سيعلمني ان أكون رجلا مسؤولا في المستقبل ومدبر لاموري المادية.
أما الطالب احمد صح طالب في الصف العاشر فقال: قررت الخروج للعمل من اجل اكتساب الخبرة في الحياة والتعرف على اشخاص جدد وهذا ما يتيح الفرصة امامي لأكتساب خبرات مختلفة ومن أهمها اللغة التي اكتسبها حين اعمل مع اشخاص أصحاب لغة غير لغتي .
الطالب محمد خربوش قال بدوره: لا ننكر ان للعمل إيجابيات مختلفة فعندما تشعر بعناء العمل والتعب ذلك يعطيك الحافز والإصرار للاتجاه نجو التعليم والتشبث بالعلم فالعمل اكبر تجربة تتيح للطالب التمييز بين ان يختار قضاء حياته بالعمل او ان يذهب للتعليم .
الطالب احسان صح في المرحلة الثانوية قال لـ "بكرا": هذه المرة الأولى التي اخرج بها الى العمل وما زلت في بداية مشواري في الحياة وحين اخرج الى العمل ذلك يفتح العديد من الأبواب امامي ومنها كيفية التعامل مع ادق التفاصيل الحياتية واكتسابي للخبرة وكيف أكون مدركا لحقوقي كعامل وعدم استغلالي والحصول على كامل حقوقي، فنحن نعلم جيدا ان هناك استغلال كبير للقاصين في أماكن عملهم من قبل أصحاب المصالح وأماكن وهذا ما يعطيني الرغبة للخروج الى العمل باماكن عمل توفر لي كل الحقوق التي يجب ان احظى بها دون استغلالي.
[email protected]
أضف تعليق