يكتب موشيه أرنس، في "هآرتس" انه سيطر خلال الاسبوع الأخيرة للانتخابات، وبدون منازع، قانون النتائج غير المقصودة. وقد بدأ كل شيء برفع نسبة الحسم الى 3.25%. الاحزاب التي دفعت هذا القانون كانت لديها أهداف جيدة فقط – تحسين استقرار الحكومات المستقبلية. لكن النتيجة، التي لم يكن هناك أي سبب يبرر توقعها مسبقا، هو ان هذا القانون اضطر الاحزاب العربية الى التحالف، رغم البرامج المختلفة، لأنه بدون ذلك كان يتوقع زوالها. لقد خلقت هذه الاحزاب كتلة عربية كبيرة، يجمعها عامل مشترك هو العداء لدولة اسرائيل. كان هدفها الحصول على 16 او 17 مقعدا في الكنيست، واسقاط نتنياهو من السلطة. ولم يكن رد المصوتين اليهود مستبعدا: بالنسبة لقسم منهم تحولت الانتخابات الى صراع حول حقيقة وجود إسرائيل وسببا للتصويت لنتنياهو.

وعندها جاءت حملة المعسكر الصهيوني التي ركزت اطلاق النار على نتنياهو، أبعدت الخلافات الايديولوجية عن صناديق الاقتراع وحولتها الى معركة بين هرتسوغ وليفني، من جهة، ونتنياهو من جهة اخرى. وساد الافتراض بأن المرشح الذي سيحصل على العدد الاكبر من الاصوات سيقوم بتركيب الحكومة القادمة. واضطر هذا الوضع حزب الليكود الى محاولة اخذ اصوات من حلفائه الطبيعيين. واسفرت النتيجة عن المس بقوة نفتالي بينت وارتفاع قوة نتنياهو.

لقد كانت حملة هرتسوغ وليفني ضد نتنياهو وحشية. "فقط ليس نتنياهو" كان شعارهما: "هذا نحن او هو" صرخت لافتاتهم الانتخابية. لقد نجحا بتحويل من شغل منصب رئيس الحكومة خلال السنوات الست الأخيرة الى ضحية للتمييز في عيون الكثير من سكان البلدات الطرفية. وهؤلاء الذين اعتبروا انفسهم يتعرضون للتمييز والظلم من قبل القطاعات ذات الحقوق الزائدة، تضامنوا معه وصوتوا له. وهكذا فان الحملة الانتخابية التي هدفت الى تقليص قوة نتنياهو حققت العكس.

لقد تجندت وسائل الاعلام، باستثناء واحدة منها، للحملة ضد نتنياهو، وكان الهجوم عليه غير محدود، وتم تنظيم حملة قاسية ضده، ولكن بالنسبة للفقراء وسكان بلدات التطوير، مثلت وسائل الاعلام الطبقة الغنية في شمال تل ابيب، وجزء من النخبة التي تهتم بالمواطنين العرب اكثر مما تهتم بالمواطنين اليهود الذين يعيشون في الأطراف. واعتبر هؤلاء وسائل الاعلام معادية، وصوتوا لنتنياهو انتقاما منها. ونجح الدعم شبه الموحد لوسائل الاعلام لهرتسوغ وليفني بزيادة الدعم لنتنياهو.

حتى الاستطلاعات التي تنبأت بتفوق معسكر هرتسوغ ليفني، عملت في صالح نتنياهو. فلقد حثت انصاره بما في ذلك المترددين، على "سد الفجوة". كما ساهمت التظاهرة في ساحة رابين ضد نتنياهو بيقظة معسكر نتنياهو ولم تساعد معسكر هرتسوغ – ليفني. كان من الواضح ان المتحدثين لا يمثلون بشكل حقيقي، الجمهور الاسرائيلي الذي شعر بإقصائه ولم يكن مستعدا لدعم المعسكر الصهيوني. وهكذا فان قسما كبيرا من الحملة ضد نتنياهو عمل في نهاية الامر لصالحه وحقق له الانتصار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]