"مكتبة الفانوس" مشروعٌ فتيٌّ دخل سنته الثّانية، لكنّ أثره ملموسٌ في البيت والرّوضة والبستان. لإلقاء الضّوء على هذا المشروع الذي يوزّع 8 كتب مجّانيّة سنوية على أطفال الروضات والبساتين، بقيادة وزارة التربية والتعليم، وبالشّراكة مع مؤسّستين خاصّتين؛ وعن هذا المشروع التربوي حدّثتنا السّيدة فاطمة أبو أحمد قاسم، مركّزة التفتيش في أطر التعليم قبل الابتدائي في المجتمع العربي.
س: حدّثينا عن فكرة المشروع وأهدافه
ج: بدأت فكرة "مكتبة الفانوس" قبل خمس سنوات بمشروع آخر أطلقته وموّلته وزارة التربية والتعليم في رياض وبساتين الأطفال العربية باسم "مكتبتي البيتيّة"؛ هدف إلى تشجيع الأهل على القراءة لأطفالهم في البيت، وإلى دعم الطفل في تأسيس مكتبة بيتية خاصّة به، وإلى إغناء معارف وخبرات مربيات الأطفال في موضوع أدب الأطفال وسرد القصّة. وزّعنا آنذاك تسعة كتب نوعيّة مقابل مبلغ زهيد، لاقت تجاوبًا رائعًا، وحفّزت العديد من المربّيات على ابتكار أنشطة مختلفة مع الأطفال وأهاليهم حول الكتب.
للأسف، تراجع المشروع في السّنة التي تلت انطلاقه، وانحصر في توزيع عدد أقلّ من الكتب في الروضات والبساتين الدّرزية، وذلك لغياب التمويل الحكومي. انصبّت جهودنا خلال تلك السّنة على إثارة اهتمام الجهات المعنيّة بأهميّة المشروع وحيويته، وعلى تجنيد مؤسسات وأفراد في مواقع اتّخاذ القرار للضغط على الوزارة من أجل الحصول على التمويل. تزامن ذلك مع تعرّفنا إلى مشروع "مكتبة بيجاما" في الوسط العبري، وهو مشروع بدأ عام 2009 في الروضات والبساتين اليهوديّة، يُحاكي في أهدافه وتنفيذه مشروع "مكتبتي البيتية"، وتموّله وزارة التربية والتعليم، وصندوق "غرنسبون" الأمريكي. كذلك تعرّفنا إلى "صندوق برايس" الأمريكي أيضًا، المؤسس والدّاعم لمراكز" بدايات" لتطوير الطفولة المبكرة في المجتمع العربي في البلاد.
نتج اللّقاء عن تأسيس "مكتبة الفانوس"، بشراكة بين جهات ثلاثة: وزارة التربية والتعليم التي تغطّي حصّة الأسد من تكلفة المشروع، وصندوق "هارولد غرنسبون" المسؤول عن الإدارة التنظيمية واللوجستية للمشروع، ومركز "بدايات" في كلّية القاسمي الذي يتولّى تطوير الآفاق التربوية لمثل هذا المشروع، من إنتاج موادّ مهنيّة تُغني المربيات والأهل في موضوع القراءة للطفل، وتنظيم استكمالات في المجال، وغيرها.
يهدف المشروع بالأساس إلى تحبيب الطفل بالكتاب، وإلى تشجيع الأهل على قراءة الكتب لأطفالهم في البيت، وتوفير فسحة - من خلال القراءة المشتركة- لنشاط ممتع بين الطفل وأهله. للأسف، نشهد في السنوات الأخيرة تراجعًا في كميّة ونوعيّة الوقت الذي يقضيه الأهل مع أطفالهم. يتّصل ذلك بعوامل كثيرة، منها ضغوط الحياة اليومية، وانشغال الأهل بالعمل خارج البيت، وسيطرة الأجهزة الإلكترونية على يومياتنا التي تعزلنا في أحيان كثيرة عن التواصل الاجتماعي مع الآخرين. نحن نأمل في أن يساهم الكتاب الجيّد والممتع في تشجيع التواصل بين أفراد العائلة، وفي استعادة مكانة الكتاب في بيوتنا. فقد أثبتت الأبحاث التربوية أنّ القراءة للطفل في سنّ مبكرة تؤثّر على نحوٍ عميق في دعم تطوّره اللغوي، والنّفسي والذهني والاجتماعي. كذلك نأمل في أن تساهم الشراكات التي تُبنى من خلال المشروع مع السلطات المحلّية، والمراكز التربوية، والمكتبات العامّة في أن تعزّز ثقافة وعادة القراءة في مجتمعاتنا المحلّية.
يهدف المشروع أيضًا إلى تدعيم قدرات المربيّة في سرد القصّة والتعامل مع الكتاب في الروضة والبستان، من خلال الاستكمالات التي نعدّها. كذلك نطمح في أن تساهم الأنشطة المشتركة بين الروضة والأهل حول الكتب في تعزيز التواصل بين البيت والروضة/البستان.
س: كيف يتمّ تنفيذ المشروع فعليًّأ؟
ج: في العام الدراسي 2014-2013 نٌفّذ المشروع على نحوٍ محدود، فاقتصر توزيع الكتب على بساتين الأطفال كلها، وبعض الروضات في مناطق معيّنة، وجرى توزيع أربعة كتب فقط. في السنة الدراسية الحالية، يضمّ المشروع جميع بساتين وروضات الأطفال الرسمية العربية في البلاد، بضمنها روضات وبساتين التعليم الخاص (ما يقارب 80,000 طفل). كمرحلة تمهيديّة، قمنا، وخلال شهر آب المنصرم، بعقد لقاءاتٍ إطلاعيّة لجميع لمفتّشات والمرشدات في رياض وبساتين الأطفال، وذلك لكشفهنّ على الجديد في المشروع، ومشاركتهنّ أفكارًا مختلفة في تطبيقه؛ وهنّ بدورهنّ
[email protected]
أضف تعليق