بدأت اسرائيل أمس، ممارسة ضغوط جديدة علينا من خلال قطع الكهرباء فترة من الزمن عن محافظتي نابلس وجنين بسبب الديون المتراكمة والتي يقدرونها بالعموم بنحو ١،٣ مليار شيكل. والكهرباء هي عصب الحياة والعمل، وقطعها يعني الشلل شبه التام في كل النواحي.

وكما يقول مسؤولو شركة كهرباء القدس فان تراكم الديون يجيء اساسا من سببين هما عدم تسديد المخيمات لفواتير الكهرباء وتقدر بمئات ملايين الشواكل المتراكمة على مر الاشهر، والسبب الثاني هو عدم تسديد السلطة الوطنية نفسها لفواتير الكهرباء والتي تبلغ عشرات ملايين الشواكل المتراكمة ايضا.

وتعاني شركة كهرباء القدس منذ فترة طويلة من ازمة الديون هذه وقد طالبت وناشدت وسعت لانهاء هذا الوضع ولكن بدون جدوى تقريبا، حتى وصلنا الى المأزق الحالي الذي بدأت تمارس اسرائيل فيه قطع الكهرباء للضغط علينا وعلى السلطة نفسها كجزء من حملة الضغوط الاخرى.

ومن المفارقات العجيبة والسياسات غير الاخلاقية وغير المنطقية ان اسرائيل تحتجز حقوقنا المالية من مستحقات الضرائب وتصادرها او تسرقها علنا وبدون اي مراعاة لاي قانون او شرعية دولية، وفي الوقت نفسه تقوم شركة الكهرباء القطرية الاسرائيلية بقطع الكهرباء للمطالبة بتسديد الديون، بدل ان تقتطع ولو جزءا من هذه المستحقات لسداد ديون الكهرباء، على افتراض ان يتم انهاء القضية خلال فترة معينة، لكنهم في اسرائيل معنيون بخلق الصعوبات ووضع العراقيل امام اي تقدم لنا والتضييق على سبل العيش جزء من تنفيذ سياستها في الاستيطان والتهويد ومصادرة الارض.

ان اوضاع المخيمات والسلطة ماليا في غاية الصعوبة في هذه المرحلة وتسديد الديون لا يبدو ممكنا، وهكذا فان مشكلة الكهرباء سواء بتراكم الديون او التهديد بقطع التيار، تستوجب حلا جذريا وتدخلا دوليا سواء للمساهمة في تسديد الديون واعادة مستحقات الضرائب او للضغط على اسرائيل لتكف عن ممارسة الضغوط وتضييق سبل العيش وزيادة المعاناة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]