القائمة المشتركة " تاريخية " :من اكثر الجمل التي تتردد على السنة قادة القائمة المشتركة انها تاريخية ! كيف انه لاول مرة يتم تجميع " عرب اسرائيل " الكنيستيين في قائمة انتخابية واحدة ... ويعترفون تبرماً بأنها تمت بفضل رفع نسبة الحسم . "لكن النوايا كانت قائمة دائماً لمثل هذه القائمة" على حد قولهم ! جماهيرنا تعلم ان هذا الامر ليس صحيحاً لدى ثلاث مركبات على الاقل من اصل اربعة لهذه القائمة ( التجمع واحمد طيبي كخط احمر والعكس ايضاً, الجبهة وحزب "قطر " – التجمع من وجهة نظرهم , والجبهة والاسلام السياسي والطائفي من وجهة نظرهم )... فوارق ايديولوجية ووطنية كانت سيدة الموقف ... غيّبت لصالح البقاء في الكنيست والأسرلة السياسية الجماعية لفلسطينيي الداخل في خطوة تاريخية غير مسبوقة فعلاً. اذن الجانب الاخلاقي تاريخي بامتياز . الف مبروك .
اذن مسألة تاريخية القائمة من الناحية السياسية هي الأهم . كيف ؟
قلت لهم في احدى المناظرات ان هذه القائمة على صعيد برنامج فلسطيني وعلى صعيد الحقيقة التاريخية التي تجسد فيها اسرائيل كياناً كولونيالياً عنصرياً قام على انقاض شعبنا الفلسطيني وحقه في تقرير المصير على كامل ارض وطنه , تشكل علمياً , نقيضاً لحركة تاريخ تطور تحرر الشعب الفلسطيني الطبيعية والمادية من هذا الكيان وهي بذلك تقف في مواجهة ضد مشروع التحرر الوطني للشعب الفلسطيني برمته . فهي بهذا المسار تاريخية فقط ضد مصلحة الشعب الفلسطيني الوطنية التحررية . وهي تصب في مصلحة اسرلة فلسطينيي الداخل بشكل جماعي ومع سبق الاصرار والترصد ! كيف ؟
بعد نكبة 1948م مباشرة شارك الفلسطينيون منذ الكنيست الاولى بنسبة تصل الى 95% تقريباً . صوت منهم 85% تقريباً للأحزاب الصهيونية ! من قراءة الارقام نستنتج ان الفلسطينيين كانوا صهاينة السلوك السياسي الانتخابي والحزبي فور النكبة مباشرة ! فهل يصدق أحد هذا الاستنتاج ؟ كلا طبعاً . الحقيقة ان الفلسطينيين كانوا مرعوبين من الاحتلال الصهيوني ونازعي الثقة من الجيوش العربية وقادتها الحكام العرب في تلك الحقبة التي هزموا فيها امام اسرائيل ... فهرعوا الى صناديق الاقتراع خوفاً ورعباً من الاحتلال الجديد ومن "اجل الحاظ على مصالحهم الصغيرة " من وجهة نظرهم ... وألا كيف يصوتون للاحزاب الصهيونية بنسية 85% . بالمقابل كان الحزب الشيوعي الاسرائيلي غير الصهيوني الذي كان وما يزال برنامجه اسرائيلي وجسده فلسطيني نال على 15% تقريباً فقط ؟ استمرت هذه الدالة حتى يوم الارض الاول عام 1976م . بعدها بدأ العد التنازلي للأحزاب الصهيونية حتى وصلت في الانتخابات الاخيرة الى نسبة 6% - 9% فقط ؟! كذلك تراجع التصويت للكنيست لدى باقي قطاعات الجماهير الفلسطينية بفضل وعيهم السياسي وتجربة الاحزاب العربية الفاشلة في الكنيست والانغماس في النضال التحرري الوطني العام لشعبنا الفلسطيني الى نسبة 55% تقريباً رغم دعاية الاحزاب العربية غير الصهيونية والمال السياسي الذي يسكب والاعلام المجند العربي المحلي والعام والفلسطيني المتهالك والعبري والامريكي والخليجي والاسرائيلي طبعاً ....
اليوم تسعى القائمة المشتركة وكل من يقف الى جانبها موضوعياً من الحلف السياسي المذكور اعلاه من اجل رفع نسبة التصويت عند العرب , خدمة للمعسكر الصهيوني الاسرائيلي الذي جربه شعبنا وذاق كل الويلات منه . تسعى" المشتركة " لرفع نسبة التصويت بعد 15 عاماً من احجام جماهيرنا عن صناديق الاقتراع للكنيست الصهيوني ...وتسعى لرفع نسبة التصويت على اساس برنامج مدني اسرائيلي تشكل فيه اسرائيل ووجودها ثابتاً غير قابل للمراجعة من وجهة نظرهم ... (حيث لا يجرؤون الاجابة على هذه المسألة الاساسية , أي الموقف من الدولة امام الجمهور . فهو مكتوب في البرامج التي لا توزع على الناس) ! هذا طبعاً منافياً لحركة التطور التاريخي لقضيتنا الوطنية التحررية الفلسطينية . اذ تحاول القائمة المشتركة اعادة انتاج السلوك السياسي والانتخابي المتأسرل لجماهيرنا الذي كان غداة النكبة وبشكل جماعي مشترك ومع سبق الاصرار والترصد . هنا تكمن تاريخية هذه القائمة المشتركة البعيدة كل البعد عن ان تكون قائمة وحدة وطنية فلسطينية حقيقية . لأن وحدة كهذه يمكن ان تتشكل فقط خارج الكنيست وليس داخله . الامر الذي يعترف به قسماً منهم في هذه المناظرات .. بعد ان يدغمها ب لكن كبيرة ... لذلك وبدون لكن , نحن مع الموقف الوطني الفلسطيني المجرب علمياً , تاريخا وحاضراً ومستقبلاً وبرنامجاً ... سنقاطع الانتخابات .. وسنحاول منع رفع نسبة التصويت رغم كل معسكر الاسرلة السياسية المدعومة مالياً من كل العالم الاستعماري والرجعي .... شعبنا صمد دائماً وسيستمر بالفعل وليس على الورق المزور ... فالكنيست هي تزوير ارادة الشعب .
فالكنيست كانت وستبقى تزويراً لأرادة الشعب !
[email protected]
أضف تعليق