في العام 1996 عقدت الحركة العربية للتغيير الوليدة العزم على خوض الانتخابات البرلمانية لتتمثل في الكنيست وتمثل جمهورها ومؤيديها. بعد أخذ ورد آنذاك تبيّن لقيادتها أن هناك خطورة ما بأن لا تعبر العربية للتغيير نسبة الحسم. المسؤولية الوطنية اقتضت أن تأخذ قيادة الحركة القرار الجريء والمسؤول بالانسحاب وعدم حرق أي صوت عربي ودعت في حينه مؤيديها بالتصويت للأحزاب العربية الفاعلة, وهذا ما كان.

الحركة العربية للتغيير عرفت منذ بداياتها أن التحالف والشراكة هي الكفيلة بتحقيق التمثيل الصحيح للجماهير العربية وخاضت مع الأحزاب العربية والجبهة تجارب التحالف وكانت تلك مقدمة ورسالة للجميع مفادها أن خلافاتنا الموجودة ليست بقوة مصالحنا المشتركة وهمومنا التي تجمعنا كجماهير عربية. وتيرة ذهاب الشارع اليهودي نحو التطرف وكم القوانين والاجراءات العنصرية لحكومة اليمين دفعت الأحزاب التي تمثل معظم أبناء شعبنا للتفكير جدياً في التحالف وجاءت نسبة الحسم لتضعنا أمام خيار وحيد وهو التوحد والذهاب الى تحالف واسع يضم الطيف السياسي الفاعل في الشارع العربي..

لقد أعلنت مركزية العربية للتغييرمبكراً أننا أمام انعطافة تاريخية تتطلب منا حساً وطنياً مسؤولا والرد على ليبرمان وأقطاب اليمين الصهيوني الذي يريدنا متفرقين والذي يريدنا خارج دائرة التأثير وبالتالي التفرّد والتعسف تجاه مصالح أبناء شعبنا وتطبيق يهودية الدولة بشكل فعلي وممارستها كواقع على الأرض دون حسيب أو رقيب أو متابع أو منتقد ومعارض من خلال عدم وجود عربي في الكنيست. أخذت العربية للتغيير موقفاً لا لبس فيه بالدعوة لقائمة مشتركة, ودعت الجميع للتحلي بالمسؤولية والتضحية من أجل انجاح هذه القائمة.وكترجمة لهذا الموقف قال رئيس الحركة أن مكانتنا بين الجماهير لا يحدده مكاننا في القائمة وكنا مستعدين لاحتلال أي موقع في المشتركة شرط أن تقوم وتنجح رغم إطراءات الاستطلاعات للحركة وجماهيرها وشعبية رئيسها.

لا زلنا نؤمن أن القائمة المشتركة هي مطلب الجماهير وهي الرد الأفضل على كل من يريد ابعادنا أو تحجيمنا. إن هذه القائمة تستطيع بهمة أبناء شعبنا إرسال خمسة عشر شوكة في حلوق المتشدقين بديموقراطية عرقية وإقصائية ليقفوا سدا منيعاً لحماية مصالحنا اليومية والقومية..
الدكتور أحمد الطيبي والمحامي أسامة السعدي إلى جانب إخوانهم وأخواتهم أعضاء الكنيست في القائمة المشتركة سيحملوا همومنا وينطقوا من حناجرنا ويوصلوا صوتنا إلى مراكز القرار الاسرائيلي.

نعم لكامل حقوقنا المدنية والسياسية واحترام مواطنتنا المشتقة من "وطننا" الذي لم نأت إليه لا بسفينة ولا طائرة بل ولدنا فيه وجبل ترابه بدم أجدادنا وطوى ثراه أجساد آبائنا..

نعم للقائمة المشتركة نعم للتغيير والتأثير..
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]