قالت مريم شلبي, الممرضة الأخصائية في مستشفى هعيمق بمدينة العفولة ومندوبة المركز القطري لزرع الأعضاء وجمعية أدي في الوسط العربي ,انها ترى بمجتمعنا العربي مجتمعًا معطاء وواعيا, ولكن يجب نشر التوعية اكثر بخصوص التبرع بالأعضاء البشرية لإنقاذ حياة الاخرين , تأسست جمعية "ادي" في العام 1978 على أسم ايهود بن درور,الذي كان مريضا ومصابا بفشل كلوي, وتم زرع كلية له, لكن الزراعة لم تسعفه فتوفي, وبادر أفراد عائلته الى تأسيس جمعية تحمل اسمه لمساعدة الناس الذين هم بحاجة الى عمليات زرع أعضاء وتكثيف الوعي المجتمعي لأهمية التبرع بالأعضاء, وتم بعد ذلك توحيد فعاليات ونشاطات الجمعية مع المركز القطري لزرع الأعضاء ووزارة الصحة, وعيّنت الممرضة مريم محمود شلبي (من سولم), مندوبة عن المركز القطري لزرع الأعضاء في المجتمع العربي, بالإضافة الى عملها كممرضة في مستشفى "هعيمق" في العفولة.
حسنة في ميزان حسنات الإنسان
وفي حديث لمراسل موقع " بكرا " مع الممرضة مريم شلبي قالت : "ان أبرز المخاوف التي نحاول محاربتها, هي الاعتقاد بأن التبرع بالأعضاء هو أمر محرم دينيًا وممنوع شرعًا, وهذا غير صحيح بل على العكس تمامًا فإن مختلف الديانات أحلّت هذا, واعتبرته حسنة في ميزان حسنات الإنسان, وبالتالي فنحن نعمل في الوقت الحاضر على دحض هذه المخاوف عن طريق فتاوى من الدول العربية ورجال دين من البلاد, اضف الى ذلك فإن هنالك خوفا وقلقا آخر لدى الناس وهو خوف نفسي عبارة عن اللقاء مع الموت, فنجد ان أعدادًا كبيرة من الناس لا يفضلون الحديث عن مماتهم وما يليه, فنستصعب الحديث معهم عن تبرعهم بالاعضاء بعد وفاتهم, وهذا ما نعالجه عن طريق محاضراتنا مستعملين بعض الامثلة التي حدثت سابقًا وتحدث في يومنا هذا" .
نقوم بفرض وجودنا ونشرح عن أهمية التبرع
واضافت : " نسبة الوعي والتوقيع على بطاقة " ادي " والتبرع بالأعضاء في المجتمع العربي آخذة في ألازدياد لكن رغم ذلك ما زالت غير مرضية ونطمح ونطمع بأن تكون أعلى بكثير, وهذا ما نتوقعه بعد سنوات قليلة, فنحن في تقدم مستمر, 10 سنوات قوبلت بمعارضة شديدة لدى مجتمعنا العربي, حيث رفضت نسبة كبيرة التعاون أو حتى السماع عن الأمر, لكنني لم أيأس أو أحبط, فقمت بتكثيف الوعي عن طريق المحاضرات في المراكز الجماهيرية, المسنين, أئمة المساجد, الجمعيات النسائية وفي المدارس بشكل خاص من صفوف الخامس حتى الثاني عشر, وقد تغير الحال اليوم وأصبح المتبرعون يتوجهون الينا, كما أن مديري المدارس يتوجهون الينا باستمرار تقديم المحاضرات المفيدة حول الموضوع لأهميته, ويعود ذلك الى دروس التوعية التي نقدمها والتسويق والكشف عن حالات انسانية كثيرة لزرع الأعضاء لتأخذ حيزا واسعا في الاعلام, نقوم بفرض وجودنا ونشرح عن أهمية التبرع, رغم أن المعارضة بعدم التبرع ما زالت قائمة لدى البعض, وسنعمل على التقليل منها".
وفي كلمة أخيرة للممرضة مريم شلبي دعت الجمهور العربي الواسع الى التوجه للتوقيع على بطاقة أدي قائلةً: "ان احدى سنن هذه الحياة ( أخذ وعطاء ) وبالتالي يجب ان نفكر دومًا في العطاء لأننا قد نصل يومًا ونحتاج لأن نأخذ, لنبحث عمّن يعطينا, ان التبرع بالاعضاء هو هدية العمر, ودينيًا قد تكون صدقة جارية, وما كنت أنا كسيدة مسلمة ومؤمنة بديني وبرسولي لأقدم محاضرات حول موضوع يحرمه الدين, وكل انسان يمكنه ان يتوجه بشكل شخصي لمفتي او شيخ او كاهن او خوري ليستفسر ويتأكد بنفسه انه أمر محلل".
[email protected]
أضف تعليق