سبقني الكثيرون من الإخوة في استعارة ألأهزوجة الفلسطينيّة : مندوب خَبِّر دولتك /لندن مرابط خيلنا ، إضراب فلسطين 1936 في عهد المندوب السّامي البريطاني اليهودي :هربرت صموئيل ،ولمقتضيات الحاجة نعود لهذا الشّعار ،رغم أنّ الخيول العربيّة الأصيلة كَدَّشَت أغلبها ،ليس في بلادنا وحسب ،بل وفي معظم أقطار الضّاد التي تُحلّق بمنطاد الهَمَّيْن: أمريكو –صهيون .ما يدعونا لهذا القول ،دعوات : الإحباط من قِبل البعض ،لمقاطعة الانتخابات البرلمانيّة للكنيست ، وكأنّنا لا نمتّ لوطننا بأيّة صلة أو رابط تاريخي جذوره في باطن أرضنا المعطاءة .
أنا لا أجيد فنّ الخبز العربي الأصيل على الصّاج، أي التّرشّح للكنيست ،وأوّل من يضعُ في زيته عكراً، وأنا مْحَطّط عن بغلتي !لكن دعونا نعطي الخبز لخبّازته ،حتى لو أكلتْ ثلثينو في معركة الانتخابات ، لتزوّدنا بخبز صاج عربي أصيل : مُخَمّر ،مُقمّر ، مُدوّر ع َ البيكار ، بيقول للبدر انزل ت َ أقعد محلّك، سبحان الّلي خالقو ،طبقاً للكارة المُوَشاة بخامة ناتئة الخيوط والمربّعات ،كي تطبعها/ ترسمها على الرّغيف، المُطعّم ببذور الحندقوق الشذيّة العَطِرة ،الوقود من حطب بلادنا وليس من البوتوغاز، لكن مجموعة ضئيلة بين ظهرانينا ،تفتقر الى أبسط المقوّمات، تُصرّ على كار الخبز ، خبزها أسوأ وأقلّ بركة من خبز العويص وكراديش الذّرى ،مْحَرْوَق ، مخزوق ،مْشَفّط ع َ الدّاير، بْيِعْلِكْ عَلْك،، بِيْدَرْفِش الواحد منّو،هذه المجموعات تطرح نفسها في المناقصة / النّقاصة العلنيّة ،في سوق النّخاسة ،الدّلالة ، العبيد ، ولو منحوها بالتّزكية المئة وعشرين مقعداً طابشاً مُطَفّحاً، كيالة عِزّتْلِيِّة ،هديّة ما من وراها جزيّة ، لما قنعتْ ولا شكرت ، بل تطلب مضاعفة عدد أعضاء الكنيست ،ثمّ التّثليث ، التربيع ، والى ما لا نهاية .....بالمقابل هناك مجموعة من المُنَظّرين المُنْذرين ، المنظورين وغير المنظورين ،يُحرّضون ،يُدبلجون ،يُفلسفون ،يغرسون المسامير والحديد والدّبابيس في عجلات العربة : السّارحة والرّب راعيها ،يُطالبوننا علانية بالاستنكاف ،التّرفّع ، التّقوقع ،الامتناع والتزام بيوتنا ،ليبقى الميدان ل َ حميدان ، وما أدراكم ! كم حميدان عندنا ،من فئة وفصيلة وأتباع ليبرمان ،بينطمان ،بيبيمان، يِسْ مان ..... هؤلاء المتصيّدون في المياه العكرة ،لا هم للسيف ،ولا للضيف ،ولا لضربات الزّمن ،تماماً كالقرود القاعدة ع ّ الشّجر ،تتحدّى الغادي والرائح ،ابتداءً من ملك الغابة ولبؤته ومروراً بالعامّة ،يخلطون الحابل بالنابل ،يتسابقون ،يتغاوون ، يعْتَدون وَيَعْتَدّون بما ليس لهم ،كالقرعة التي تتباهى بشَعر ابنة خالتها ،رغم شعاثة الشّعر والعُهر والمَكر ،منهم مَن صمت دهراً ونطق كفراً، طالِباً : مَنْبِروني ،رشّحوني ،جرّبوني ،قيّدوني ،قَوّدوني ،فأنا قدّ المقام وزيادة! منهم من يريدون أن يَرْغَوا الحليبات من السّطليّة، وَهُم ْ وَهْمٌ فيما يرغون ويزبدون ،أو أن يقوشوا الحليب بعد تفويره على النّار ، أو التقاط الزّبدة من الخضّاضة، حتّى الشّْنينة وَالمَخيض كثير عليهن ! ،ويغرفون لنا لبنة الظّرف غرفاً ،ع َ زمان العنزات ،الغنمات والبقرات الرّعويّات ،قبل المحميّات المُستطّبعات ! منهم كالفطاريش / الفراطيش السّامّة ،تنمو على المزابل وهم ما لهم ثاغية ولا راغية ! وما زالوا يثغون ويرغون !أنا لا أقول :شحّ الحليب وْقلّتْ قيمة الراعي ،ألرُّعاة عندنا ما رمَوا العصي، ما زال بينهم منتصبو القامة ومرفوعو الهامة ،رغم أن البعض فعلها،أو كدّشت خيولهم ،بعيد عنكو ،وما فتئوا يردّدون : دُرْهُبّا ،وين راحوا النّشامى ،حِنّا ع َ ظهور الخير تعلّمنا الفروسيّة ! البعض يغنّي مع سميرة توفيق : بيع الجمل يا علي واشتري /مقعد /إلي !
اذا اعتكفنا في بيوتنا واتّبعنا نصائحهم ومشوراتهم :كمشورات حَمّادة ع َ العرب ، صفا الميدان لحميدان ،بريشان ودهيمان ،أناس يعرضون أنفسهم بأبخس الأثمان وبلا إيمان ،فقدوا ماء الحياة ، أمّهاتهم لم تحلب لهم النّجس !الفئتان المُتصهينة والمُتقطّعة / المُقاطِعة ،تخدمان نفس الهدف والمكيدة المُدبّرة ،أصحاب شهادات حقّة ومزيّفة ،يتسابقون ،يزايدون ،لا يعترفون بالدّولة والواقع ،يُدلّلون ويتدَلّلون ،مُتغندرين مُتكندرين وَمُتَكَرْفِتين ،لسان حالهم يقول : أنا خادمكم المطيع ،مَطِيّتُكُم ،زمالتكم ،عاقلة ،لا بْتُلْبُط ،ولا بِتْفَنْعِص ،يُشار إليَ بالبنان في كلّ ميدان ، في بلادنا ما زال ، والحمد لله ،ملح الأرض بين ظهرانينا ،قادة رأي وفكر ، فُرسان شجعان ،على درب ونهج ابو زيد الهلالي ،ذياب بن غانم ،الزّير سالم ،عنترة بن شدّاد، خالد ،عُقبة ،طارق ،والمتنبّي القائل :
عِشْ عزيزاً، إذا مُتَّ وأنتَ كريم بين طعن القنا وَخَفْق البنود
واطلبِ العزّ في لَظى ،وَدَعْ الذّلَ ولو كان في جنان الخلود
قادة الوسط العربي ،مُنْتَخَبوه وَمُنْتَخِبوه يُعرّجون على أبي فراس الحمداني
إذا اختبرَ الدّنيا لبيبٌ تكشّفتْ له من عدوّ في ثياب صديق
هؤلاء القادة لديهم خيول أصيلة :الأشهب والشّهباء ،الأدهم والدّهماء، المُحَنْجَل والمحنجلة ،أبو العواصف وأم العواصف ،المعناقي والمعناقيّة ،الضامر والضامرة ،وإذا كان المَعّازة والغنّامة والبقّارة ،يُذكّروننا بمُهجّري قريتَي كراد البقّارة وكراد الغنّامة في الحولة و أخواتهما ،يفرّقون الحليب على الأهل في موسمَي الرّبيع والصّيف ،الله طعمك كول واطعم ، عندَك دَرّ بتبيّض وجهك قُدّام ضيوف الرحمن ،وإذا انكسر نير أحدهم في عزّ الموسم ،ينبري الأهل جميعاً في حملة إغاثة لشراء ثور أو بقرة للمكسور نيره ، حتى يجبر !مجتمعنا عموماً بألف خير ،الأغلب يحافظون على طيبة القلب والنّخوة ،يجبرون الخاطر مُتَعَرّضين للمخاطر .
للمقاطعين المغرورين وللمنقادين الغائرين نقول معاً وسويّاً: كلّ مقاطع وممتنع ومُباع ، يصبّ صوته رأسا في حضن اليمين، شاء أم أبى، واذا كانت نسبة التّصويت للسّلطات المحلّيّة عندنا تصل 90%عامّة ،وفي بعض قرانا تصل النسبة في الانتخابات الأوليّة لحزب الليكود 130% ؟ فلماذا ندعو لمقاطعة الكنيست ،ونحن نعي ونعرف ،حقّ المعرفة، أنّ مندوبينا الشّرفاء لم يدّخروا جهدا في التّصدّي للفاشيّة وقطعانها ،وكثيراً ما أُبعدوا عن جلسات الكنيست، لأنّهم قالوا للأعور :يا أعور ! ولم يخشَوا في الحقّ لومة لائم ،ونحن نُحَمّلهم أكثر من المُستطاع .
أغلب جمهورنا بألف خير ،ليس بحاجة الى وعظكم وغيبيّاتكم يا ...، كَيّلوا بغير هالصّاع ،حقولنا ومزارعنا وحدائقنا الباقية بعد النّهب والسّلب ،غنيّة ،مدرارة ،معطاءة تجود بخيراتها ومواسمها وعائلاتها الآدميّة والنّباتيّة :شفويّات ،قيطانيّات ،باذنجانيّات، بقليّات ، قثائيّات ،،ورديّات ،جنّات عا مدّ النّظر ....
قال السّيد المسيح/مخاطباً أباه الذي في السموات ،وهو على الصّليب : لماذا تركتني؟
ويُطلّ علينا أبو العلاء المعرّي مؤكّداً :
سَبِّحْ وَصَلِّ، وَطُفْ بمكةَ زائراً سبعين لا سبعاً ،فلستَ بناسك
دعونا نردّد مع غاندي :احْملْ مِغزلك واتبعني ! ومع خليل السّكاكيني :احمل محراثك واتبعني ! وَلنحمل أصواتنا ونتبع قادتنا الحقيقيّين ونهتف معاً : مندوب خبّر دولتك الكنيست مرابط خيولنا !وقد قال المرحوم أبو حيدر اليركاوي،طيّب الله ثراه ، ع َ زمن الحُكم العسكري : أنا رايح ع َ النّاصرة حتّى لو لِحِقْني الأسطول السّادس ! والعبد الفقير لله رايح ع َ الصّندوق يْصَوّت ،والّلي مش عاجبو يْبَلّط البحر !
[email protected]
أضف تعليق