يكتب عاموس هرئيل في "هآرتس" عن العاصفة التي اثيرت مؤخرا حول السيرة العسكرية لنفتالي بينت، بعد ان نشرت "يديعوت احرونوت" تقريرا حول تورط بينت في مذبحة قانا في لبنان في عام 1996. ويشرح الكاتب ان القوة التي قادها بينت واجهت في حينه ضائقة بعد كشفها من قبل حزب الله في اعماق الاراضي اللبنانية، وتعرضت الى الرشق الصاروخي. وتم ارسال بطاريتي مدفعية لتخليص القوة، وسقطت عدة صواريخ، جراء توجيه خاطئ (!) بالقرب من موقع الامم المتحدة وقتل حوالي 100 لاجئ لبناني كانوا يحتمون بالمقر. وادت المذبحة الى ضغط دولي قاد الى انهاء عملية "عناقيد الغضب".
ونشر الصحفي رفيف دروكر، امس، على صفحته في "تويتر" اقتباسا عن ضابط رفيع من تلك الفترة، قال انه سمع عبر جهاز الاتصال الضابط الشاب بينت المصاب بالهستيريا، والذي ساهمت حالة الضغط التي اصابته بشكل كبير في الاخفاق الرهيب". ورد بينت على دروكر سائلا عما فعله هو في تلك الليلة عندما كان هو يستلقي مع جنوده في الكمائن على الجبهة الداخلية للعدو. وادعى بأن الانتقادات الموجهة اليه تشكل مثالا "لمن يجذبون لوحة المفاتيح ويتجرؤون على توجيه نصائح الى الجنود الذين يبصقون الدم على الجبهة".
واعتبر انصار بينت تبادل الاتهامات بمثابة دليل على ان اليسار الخائن غرس في حينه ايضا سكينا في ظهر المحاربين الشجعان.
ويتساءل الكاتب عن سبب اعتبار هذه المواجهة ذات صلة بمسألة ملاءمة بينت للقيادة او لمنصب وزير الامن في الحكومة القادمة بشكل خاص. ويقول ان بينت كان قائدا شجاعا، حسب الجنود الذين خدموا تحت امرته، ولكن فترة خدمته كانت قصيرة نسبيا وانتهت بمنصب قائد كتيبة، ولكن هذا المنصب يوفر له المعرفة الأساسية والجيدة للمهنة العسكرية، بينما ملاءمته لمنصب وزير الأمن يجب فحصها مقارنة بالمرشحين الآخرين (يعلون او ربما موفاز) وتجربتهم ومزاجهم وقدراتهم. ويرى ان مدى الحكمة والمسؤولية التي سيظهرها بينت كوزير للأمن لا ترتبط بسلوكه كضابط في 24 نيسان 1996.
كما يرى الكاتب انه حتى لو اصيب بينت بالهستيريا وهو يرى جنوده يواجهون الخطر في حينه، فهو ليس اول ولا آخر من يحدث له ذلك في الجيش. ويقول ان التحقيق العسكري في حادث قانا، اعاد ما حدث الى اخفاقات في الاتصال والسيطرة بين قيادة اللواء الشمالي وشعبة الاستخبارات وكتيبة المدفعية. اما دور كتيبة ماجلان التي قادها بينت فكان هامشيا.
وينقل الكاتب ما كتبه دافيد زونشاين، رئيس منظمة "بتسيلم" حاليا، والذي كان نائبا لقائد بينت في حينه، حيث يقول ان الادعاءات ضد بينت لا ترتبط بالواقع. كما قال ضابطان خدما في منصبين رفيعين في اللواء الشمالي آنذاك، انهما لا يذكران اخفاقا لبينت في تلك القضية. كما لم تتم المصادقة من الجهات العليا على كون بينت خرق الخطة العسكرية التي رسمت له.
وقال قائد اللواء الشمالي في حينه عميرام ليفين لصحيفة "هآرتس"، أمس، انه يتذكر بأن "بينت ادى مهامه بشكل ممتاز في حادث قانا، وانه تعرض الى القصف من قبل حزب الله، فقمنا بتفعيل النيران لإنقاذ القوة، ولكن بينت حافظ على رباطة جأشه ولم يصب بالهستيريا". ويتذكر ليفين انه بعد معرفة عدد القتلى في مقر الامم المتحدة وبدء التحقيق الدولي، سافر للحديث مع جنود ماجلان وقائدهم وقال لهم ان عليهم الا يقلقوا لأنه لم يكن لهم أي جزء فيما حدث وانهم تصرفوا كما يجب وسيوفر لهم كل الدعم.
[email protected]
أضف تعليق