لن ادخل الان في ماهية التاريخ والحضارة والثقافة, ولكن ساطرح موضوعا محددا يتعلق بسبل الحفاظ على حقوقنا كشعب, وما يمكن تضيفه الانتخابات الى النسيج الاجتماعي من جهة, وتحقيق الاهداف الاقتصادية والاجتماعية من جهة ثانية.
نعم ان شعبنا متشرذم ومفتت, وهذه المقولة لا تقل باهمية عن الموضوع الاساس, وفي امكاننا ان نتخذ الخطوات الفعلية اللازمة لتحقيق ما يصبو له شعبنا, خاصة في هذه الساعة العسيرة. ان العمل الفعلي هو الخطوة الاولى نحو تحقيق الهدف المرجو, ويبدا بعملية جرد الحسابات لمعرفة مدى الربح والخسارة على مدى اجيال. لقد مضى علينا ونحن لا نعمل.... نعم نحن, مضى علينا الانسان البسيط والعادي, الذي يشقى وينحت طوال اليوم ليضع رغيف الخبر لابناء عائلته على الطاولة, ولكن هل هذا هو ما نصبو اليه ... رغيف الخبز؟. الاجابة بلا, فنحن في عصر كثرت فيه الطلبات والمتطلبات اليومية الحياتية, التي تخطت بكثير رغيف العيش, واصبح لهذا الرغيف معنى اكبر مما يمكن لاي انسان عاقل تخيله, فما كان في تسعينيات القرن الماضي لا يبدو مختلفا عن واقعنا الحالي, ولكن ما الحل ونحن شعب لا يتحمل القرارات او المسؤولية, المقصود الفردية. القرار او المسؤولية هي قيمة انسانية مهمة, ونحن كشعب وافراد اعتدنا تسليم القرارات لقيم تنبع عن العادات والتقاليد, التي لم تعد قادرة على التاقلم مع صيغة العالم الجديد, الذي املاه علينا الغرب بكل التطور العلمي والتكنولوجي والاقتصادي الحالي, مما ادى الى حالة من الغربة للفرد والمجتمع, وحتى العائلة.
في هذه الساعة العسيرة مطلوب منا, ان نتكاتف, وان نضع ايدينا ببعض للوصول الى مرحلة التاثير, وتكوين القيمة والثقل الكافي لتحسين اوضاعنا كاقلية عربية. كما قلت في البداية, يجب اجراء عملية جرد الحسابات للمتوفر الان, فنحن حين نجتمع نشكل قوة انتخابية فعالة في البرلمان, يمكن ان تصل الى خمسة عشر مقعدا, وهو عدد مقاعد يمكننا من ممارسة الضغط على اي ائتلاف, نحقق من خلاله التغيير المنشود.
بفعل اخطاءنا المتكررة عبر السنوات, هدرنا من قوتنا الانتخابية ما لا يقل عن اربعة مقاعد, مما ادى الى تراجع قوتنا في البرلمان. ان المسؤولية الفردية من المسؤولية الجماعية كاقلية, غير اننا نعتقد بان المسؤولية عن النجاح من عدمه تقع على كاهل الاحزاب الاخرى, التي تعمل وفق اجندة محسومة للنهوض في المجتمع الذي تمثله, وهذا حق طبيعي وديموقراطي لكل حزب, بان يهتم في الشريحة التي يمثلها, وعليه بقينا نحن الاقلية العربية كالايتام, لا يوجد من يحقق لنا النهضة الاجتماعية والاقتصادية المرجوة, التي تحاكي وتواكب التطور العالمي الحاصل في وقتنا هذا.
اول هدف علينا كمجتمع وضعه نصب اعيننا, هو تحقيق الشراكة بين الاحزاب العربية تحت راية المجتمع العربي في الداخل, والسعى الى ضم مختلف الاطياف في هذه الشراكة. بمثل هذه الخطوة نكون ان انجزنا الخطوة الاولى, قبل الانتقال الى تحديد رؤية واضحة للاهداف من ناحية الجدول الزمني, والزام القائمة المشتركة بها.
الخطوة التالية, علينا اشراك كل افراد المجتمع بهذه العملية السياسية من خلال التشجيع على العمل الجماعي والتطوعي من جهة, وتعزيز الحوار بين افراد المجتمع وممثلي الجمهور خلال فترة الاربع سنوات من جهة اخرى. كل انسان يستطيع المساهمة في بناء مجتمع متقدم وحضاري, وياخذ قسطا من المسؤولية التي تقع على مجتمه كقيمة لا يمكن التخلي او الاستغناء عنها. عندها نستطيع الحصول على ما نريد, من بناء جيل جديد يحافظ على قيم حضارته وثقافته, ويعتمد على نفسه وافكاره وقراراته.
[email protected]
أضف تعليق