كان ذلك في صبيحة الاحد، من أحد أيام حزيران 1992، أيام انتخابات الكنيست الاسرائيلي، لكنها هذه المرة كانت "مصيرية"، كما تم ترويجها في وسائل الاعلام .

كنت صحفيا شابا من النوع الطموح، وكنت أبحث في العادة عما هو مثير، شريطة ان يكون عميقا ومهما.

كانت رائحة الانتخابات تفوح من كل مكان، ليس الانتخابات بل أهميتها و"مصيريتها"، والمصيرية بالعموم هي مسألة يخلقها الرأي العام, والجو العام والاجواء و"روائح الصفقات.".

في بيت السيد محمد ميعاري في حي وادي الجمال في مدينة حيفا، الذي كان نائبا في الكنيست، رن الهاتف في الثامنة والنصف تقريبا، وأذكر ذلك جيدا، على خط الهاتف من الناحية الثانية كان "شموئيل طوليدانو" مستشار رئيس الحكومة الاسرائيلية للشؤون العربية (سابقا) من أيام الحكم العسكري, وما بعده، طوليدانو وأمثاله يخرجون الى التقاعد لكنهم يبقون في وظيفتهم، ويستثمرون كل شبكات علاقاتهم للتواصل مع من يعرفون، في تلك الايام كان التواصل وجها وجها.

قرر السيد محمد ميعاري وبدون سابق انذار فتح سماعة الهاتف لاسمع "طوليدانو" وهو يرجو ميعاري الانضمام الى قائمة مشتركة مع السيد عبد الوهاب دراوشة من الحزب الديموقراطي العربي، وشخصيات مستقلة اخرى، حتى لا "تسقط" القائمة التقدمية التي يرأسها السيد ميعاري، وحتى كما سيتبين في المستقبل "يضمن" حزب العمل الذي وقف على رأسه "اسحق رابين" الحصول على أكثرية وإسقاط الليكود، الباقي للتاريخ.

رفض السيد ميعاري العرض، ولم تعبر قائمته نسبة الحسم، لكن ذلك لم يمنع "رابين" وحزب العمل من الحصول على أكثرية تشمل اصوات العرب (الحزب الديموقراطي العربي والجبهة)، التي اصطلح على تسميتها فيما بعد "الكتلة المانعة"، وما زالت مصدر "فخر" و"اعتزاز" عند العرب، كانت الكتلة المانعة (أي العرب في حكومة رابين) هي التي قادت الى اوسلو، ولو ان هذا الاعتقاد غير صحيح البتة، لكن سنعتبره صحيحا للغاية, حتى نقول ان أوسلو كان النكبة الثانية للفلسطينيين باعتراف اكثر الناس حبا واعجابا بالمفاوضات (سنعود الى 1992)، فهل هناك من لا يزال يفتخر الى الان باوسلو؟؟.

صمت أنهم يشكلون القوائم


كان الصمت في اجتماع السبت ملفتا للنظر، ولا حاجة لذكاء خاص لتفهم وتعرف وتستنتج ان اتفاقا بين الفرقاء كان ما قبل الاجتماع، وان كلام متواصل من البحث والنقاش والرؤية ذهب ادراج الرياح، في لحظة واحدة، انتخابات الكنيست، تبين انها تفوق أي شئ اهمية في بلادنا، ليس لأن الامر مفاجئا طبعا، بالعكس تماما هذا هو المتوقع، بالضبط.

في لحظة واحدة ارتفعت المزاودات الى منسوب لم نشهده من قبل، وصارت لغة "التخوين" و"التشكيك" السائدة بالعموم مؤخرا بين الاحزاب "شئ من الماضي", لان "الوحدة" تقتضي، ولان "الوحدة" تحتاج الى "تضحية" واعرف جيدا ان لا احد على استعداد من أجل "التضحية" بمقعده، من أجل "الوحدة" التي تباع الان للناس بأبخس الاثمان.

نحن نعيش في نفس الحي، نسمع بعضنا جيدا ونعرف عن بعضنا اكثر، ونعرف ما هو رأي فلان بعلان، ونسمع مدارس "التنسيب الوطني" و"النضال الذي لا يشق له غبار، ونعرف "نظريات الفلسفة الانتخابية"، ونعرف الخطوط الحمراء والخطوط الاقل منها حمرة، ونعرف رأي كل "فصيل" بـ"الفصيل الاخر"، عن قرب من الفم الى الاذن، ولا حاجة من وجهة نظرنا ان تتحول "الوحدة" الى مطية، بالعكس كل من يتحدث عن الوحدة تحت طائلة الانتخابات، سيحول نفسه الى مهزلة.

بالمختصر المفيد أيها الاخوة ليس هناك ما يفسر هذا التقارب العجيب، وليس هناك ما هو مقنع في هذه "اللمة" سوى الحفاظ على المقاعد ،و"عبور نسبة الحسم"، هذا هو المبرر الوحيد لتشكيل قائمة واحدة نعتقد انها لن تكون.

لقد تم إهانة وعي الناس، وانزاله حضيض غير مسبوق, فهل تعتقدون اصدقائي وزملائي ان الكلام عن "مطلب جماهيري" و"واجب الساعة" ولعله يرتفع الى درجة "الفريضة" التي يحاسب عليها "الشرع" في حالة تركها، هل تعتقدون ان هناك من يصدق أنكم تفعلون ذلك لاجل "الوحدة"؟، ألم تكن هناك قضايا أهم بكثير من "الكنيست"، أجّل وأشرف وأرقى وأكثر إلحاحا ناهيك عن أنها قضايا وطنية، بخلاف الكنيست، ولم تكن كل هذه الحرقة، والخوف، بالعكس لقد افشل البعض الكثير من المحاولات الوحدوية، التي كان من المفروض والطبيعي ان تكون وحدوية.
لماذا تم تأجيل انتخابات المتابعة ؟؟

لم يكن هناك أي منطق لتأجيل انتخابات رئاسة المتابعة، لم يكن سببا واحدا مقنعا، ولعل قول احد النواب العرب بضرورة تأجيل الانتخابات لتمكين "اعضاء الكنيست العرب الجدد" من المشاركة في التصويت لرئاسة المتابعة هي "نكتة" جميلة لكنها محزنة، وغير مقنعة طبعا، لأن غالبية اعضاء الكنيست العرب سيبقون في امكانهم، ولان ليس كل اعضاء الكنيست العرب اعضاء في المجلس المركزي للمتابعة.

التأجيل كان لاعتبارات انتخابية، أي انتخابات الكنيست، وهو لم يكن وليد يوم السبت، لقد كان ملاحظ للغاية ان الاحزاب التي تخوض انتخابات الكنيست قد خرجت من طورها ودخلت في ضغط غير عادي بعد الاعلان عن موعد تقديم الانتخابات، بالنسبة لها الكنيست مسألة حياة أو موت، بالنسبة لها إما ان تكون أو لا تكون، الكنيست هي المسألة الاهم، بعضها قد يختفي بدون الكنيست، الصور التلفزيونية هناك هي مثل "الاوكسجين" بدونها ستختفي، كما حصل مع غيرها.

لقد فعلت الاحزاب العربية افاعيلها وهي تزاود على بعضها، ومرة واحدة صمتت لصالح اعتبارات انتخابية، لصالح مصالح حزبية وشخصية (وليعذرنا زملاؤنا)، كنا سنفهم للغاية طلب تأجيل انتخابات رئاسة المتابعة لو ان البت في انتخابات المتابعة تزامن مع الاعلان عن انتخابات الكنيست، لكن الامر لم يكن على هذا النحو، بالعكس كان مطلب انتخابات المتابعة جماهيريا بدرجة اعلى ووحدويا وتمثيليا اكثر.

الحقيقة انه كان من المفروض اجراء انتخابات المتابعة في الاسبوع الماضي اصلا، أي هي الاصل وهي الاهم، وهي الاكثر تمثيلا وهي الاعلى سقفا، لكن هناك من عمل بمنهجية على تأجيل الانتخابات, والتلاعب بها, أو فرض التوافق مرة اخرى، فقط لان ليس لديه مرشح له احتمالات بالفوز، مع أن المسألة لا تستحق كل هذا "المقت".

منذ اكثر من شهرين ونحن "نطحن" في انتخابات المتابعة، وكانت جهات تحاول افشال انتخابات المتابعة، وضغطت هذه على السيد مازن غنايم, رئيس اللجنة القطرية, بطرح نفسه مرشحا ومن الغرائب ان من توجه الى غنايم للحفاظ على وحدة المتابعة خاض حربا ضد غنايم بلا هوادة في انتخابات البلدية العام الماضي.

كلام كثير حول المتابعة

في السنوات الخمس الاخيرة قيل كلام كثير عن المتابعة، وللامانة فقط نؤكد ان ازمة المتابعة لم تكن رئيسها السيد محمد زيدان، لقد حاول كثيرون افشاله، بل افشال المتابعة، كل ذلك حتى تبقى المتابعة لجنة مشلولة بدون طعم ولا لون ولا رائحة, لجنة تنسيق وقت الحاجة.

كانت السنوات الخمس الاخيرة صعبة للغاية في عمل واداء المتابعة، ورغم ذلك فقد نجحنا بالعمل المشترك والتعاون ان ندفع بقضايا هامة ولو بالحد الادنى، يعرف ذلك نشطاء الاحزاب, اسألوا حزبا حزبا، واسألوا كل من كان هناك، تحت ظروف غير عادية حافظنا على "ماء وجه" المتابعة، لكن ما اتفقنا عليه للغاية انه لا يمكن الاستمرار هكذا، ولا بد من الانطلاق نحو إحداث تغييرات جوهرية وحقيقية في عمل واداء المتابعة.

رأى البعض, وما زالوا يرون ان مشكلة المتابعة وأزمتها تكمن في رئيسها، ولو فرضنا ان ادعاءهم هذا صحيحا فقد بقي هؤلاء يقترحون "اقتراحات" ويقولون "كلاما"، ويحتل كلامهم الفاقع "مانشيتات الصحف"، فيما لم يساهموا بغير النقد والانتقادات والكلام في حل ازمة المتابعة، فهمنا ايضا ان هناك اكثر من شخص يرغبون او يرون في انفسهم "رؤساء" للمتابعة، وتقتضي الاصول ان تقوم الاحزاب والهيئات بالتوجه لهم ، لان لا احد يستحق هذا المنصب مثلهم، هذا من حقهم طبعا.

اشغلنا البعض بقضية "الاكادميين" الذين من المفروض ان يكونوا على رأس المتابعة, فقط لانهم اكادميين فيما لم يتوقف البعض عن لعن وشتيمة "الحزبية", التي يجب التخلص منها، وانه لا يمكن ان يكون على رأس المتابعة الا شخص"اجماع" ولم يتم التفصيل بصفات "المجمع عليه".

يعرف بعض الاكادميين الذين هم محاضرون في الجامعات وليس لديهم أي علاقة بالعمل الجماهيري والشعبي، وليعذروني للغاية، لاني سئمت للغاية من سماع انتقادات تقال في غرف مغلقة، وليعذروني ايضا ان هناك اكادميين ايضا منخرطون في العمل الحزبي والسياسي والوطني وهذه لا تعد نقيصة، غالبية الاكادميين الذين اتحدث عنهم السياسي والوطني والجماهيري، ويعرفون للغاية من قدرات الاحزاب والاشخاص وعطائهم، وصدقهم والتزامهم وشفافيتهم, لكنهم يفضلون دائما الحديث بالعموم، "كلو بالهوا سوا"، وهذا لا يجوز لا اكاديميا ولا علميا، المطلوب من اكادميين يراقبون حالة سياسية ان يكونوا اكثر دقة وصدقا, ولا يجوز اذا كانت استطلاعات الرأي العام والعمل الحقيقي حين لا يتناسب مع رؤيتهم وتوقعاتهم الصمت عنه او اخفاؤه.

ليس من العيب اصدقائي الاعزاء ان يكون الانسان منتميا وحتى حزبيا، ليس هناك حياد ولا حتى في الدراسات الاكاديمية الاكثر علمية، ليس هناك أي عيب ان يكون الانسان مؤدلجا، ولا يمكن يا اصدقائي ان يكون الانسان في بلادنا خارج دوائر الادلجة، لديكم رؤى ولدى الاخرين كذلك، الفرق يكمن في أنكم لا تصرحون عن وجهة نظركم لاسباب تخص عملكم ولكم الحق الكامل في ذلك، وقد تفصحون عنها حين تتيح لكم الفرصة ذلك، شخصيا لن اتدخل باعتباراتكم الشخصية.

ضغوطات وتدخلات خارجية للغاية

نعرف ان هناك تدخلات خارجية تضغط باتجاه خلق حالة معينة ووضع معين، هناك من يريد ان تنهي لجنة المتابعة بكونها جسم وطني (يحتاج الى تحسين وترميم وهذا ما لا نختلف عليه)، دورها، ان يتم تفكيكها، او ان يبقيها هيئة تنسيق حزبي غير ملزمة او "لجنة عمل تطوعي"، هذه الرؤيا تنسجم مع رؤيته السياسية للعرب هنا، بالنسبة له السقف الاعلى للعرب هو الكنيست، وفقط من خلاله يمكن العمل، وما عدا ذلك للتسالي.

هناك جهات تتدخل وتضغط، نحن نعرف بعضها، وهناك جهات داخل المتابعة تستعمل جهات خارجية للضغط على اشخاص لفرض واقع تريده وترغب به.

الضغوطات تمتد من رام الله الى تل ابيب، مرورا بالناصرة، نحن نلاحظ للغاية مؤخرا كم هي رام الله متدخلة بحياتنا، الصمت الذي كان اجتماع المتابعة السبت الماضي هو جزء من تفاهمات كانت قبل الاجتماع، بين الاطراف المختلفة، كله من اجل "الكنيست" يهون، الوشوشة كانت عالية، سمعنا بعضها، الجلسات الثنائية ، ومهمة النجاح في الكنيست هذه المرة هي اكثر بكثير من "تمثيل عربي"، هو مضمون بكل الحالات، ولن تسمح اسرائيل باختفائه، بعكس ما تظن الاحزاب العربية، التي تعتقد ان هناك من يحارب من اجل عدم وصولها الى الكنيست.

هل يجتمع العرب وليبرمان في مطلب اسقاط نتنياهو؟؟

هذه المرة نرجو للغاية ان تنتبهوا لشعار الانتخابات القادم الذي تتبناه جهات عربية وجهات اسرائيلية كذلك، من عمان مرورا برام الله وصولا الى الناصرة عطفا على تل ابيب، فليس العرب فقط يردون اسقاط "نتنياهو" بل "افيغدور ليبرمان" بلحمه وعظمه ومعه "كحلون"، كلاهما "اولترا يمين"، ورئيس جهاز الامن السابق "ديسكين" وشخصيات اخرى، تتدخل السلطة الفلسطينية للغاية في بناء قائمة عربية مشتركة،وتقوم جهات بالضغط على "الفرقاء"، هذه فرصة تغيير من وجهة نظر هؤلاء وغيرهم، كم هي الاجواء شبيهة بالعام 1992، في حينه كان الشعار "فقط لا لليكود", اليوم "فقط لا لنتنياهو"، في حينه كان السيد محمود عباس عرّاب القائمة العربية المشتركة، ومن النوادر التي رواها لي السيد محمد ميعاري انه ومن شدة انفعال "ابو مازن" وتصميمه على انجاح حزب العمل او ضمان اكثرية برلمانية له اقترح عليه ان ينتسب لحزب العمل.

محمود عباس اليوم هو رئيس السلطة الفلسطينية، الافق السياسي مغلق كما في حينه، ومثلما كان "اسحق شمير" في حينه "العثرة" التي تقف امام "تقدم عملية السلام"، فانه يتم عرض "نتنياهو" بذات الاسلوب.

الخلافات الوهمية التي يمضغها الاعلام بين "نتياهو" والرئيس الامريكي "باراك اوباما"، والكراهية التي يبديها الاعلام الاسرائيلي لـ"نتنياهو"، ومراكز قوى اخرى, خاصة صحيفة "يديعوت احرونوت", التي بدأت بحملة لدعوة الاسرائيليين للمشاركة بالتصويت، بهدف رفع نسبة المشاركين من انصار اليسار - المركز الذين تشارك نسبة اقل منهم في التصويت بشكل عام مقارنة مع أنصار اليمين – المتدينين، ويشمل ذلك المصوتين العرب .

نحن لا نفصل صمت السبت الماضي في اجتماع المتابعة,عما يحصل من خلف الكواليس ومن تحت الطاولة، في العادة تقتنص الاحزاب العربية الفرص لتمزق بعضها على ابواب الانتخابات، فمن أين جاءت الدماثة والصمت والهدوء الاسبوع الماضي؟

حساب نفس

طبعا على الاحزاب العربية الذاهبة إلى الكنيست ان تفسر سلوكيتها تجاه جمهور مصوتيها على الاقل، ولا يمكن تحت طائلة "نحو اكبر تمثيل عربي في الكنيست"، ان تصمت وتستهبل الناس مرة اخرى، ولا استثني احدا، واعذروني .

سنسمع كلاما مثل من لا يخرج للتصويت من العرب يصوت "لليكود" عمليا، بكونه الحزب الكبير، وعلى ذات المنطق هل يكون عدم التصويت في حالة كان حزب العمل الكتلة الاكبر هو تصويت لحزب العمل، وعمليا يكون المقاطعين قد اسقطوا الليكود؟؟.

هذا السؤال الاستنكاري لا يحتاج إلى إجابة، فقط لا نريد ان نسمع مثل هذا الكلام، تعرف الاحزاب العربية ان "التصويت" نيابة عن الغائبين والمقاطعين هي موضة، نعرف جيدا ويعرفون ويعرف غيرهم ما يحصل في الساعات الاخيرة من يوم الانتخابات (وهذه المرة قد يكون الامر اسهل، خاصة اذا تم الاتفاق على قائمة واحدة وهو امر مستبعد، وحتى قائمتين، سيسهل من العملية التي يعرفها الجميع).

يرى من يذهب الى الكنيست ان الناس الذين لا يشاركون في الانتخابات (بغض النظر عن السبب)، مطالبون بتفسير سلوكيتهم الى حد الدفاع عن النفس، ولعله آن الاوان ان يجيب هؤلاء عن السؤال: ما الذي استفاده العرب بعد قرابة الـ 70 عاما في الكنيست، او ماذا خسر العرب بوجودهم هناك؟؟

صمت ما قبل العاصفة

طبعا تسير الاحزاب الان بين النقاط، منتظرة ما سيكون في النهاية، لكنها تتربص ببعضها.

مثلا تميل الجبهة ان تكون هناك قائمتين، واحدة تحالف بينها وبين الحركة العربية للتغيير برئاسة الدكتور احمد الطيبي (جوكر الانتخابات هذه المرة)، فيما القائمة الثانية تكون تحالف بين التجمع الوطني الديموقراطي المرتبك للغاية ـ والحركة الاسلامية الجنوبية، بالنسبة للجبهة ستكون هذه فرصة لشن هجوم كاسح على التجمع واتهامه باقذع التهم، بسبب تحالفه مع الاسلامية فيما ستستثمر الجبهة البعد الطائفي لاستقطاب اكبر عدد من المصوتين مؤكدة على "طائفية" و"ظلامية" التجمع، وقطر وعزمي بشارة، كل هذا سيختفي اذا رأت الجبهة انه لا مناص (وهي حالة نادرة) من التحالف مع التجمع لعبور المستنقع.

عندها المهم ان تعبر المستنقع، لا يهم كيف!, المهم أن تعبره، وما عدا ذلك للاستهلاك والتسالي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]