عشرُ سنواتٍ مرّت وفريق الرابع عشر من آذار لم يحقق نجاحاً يُذكَر في السياسة.

منذ خروج الجيش السوري من لبنان تحت وطأة الضغط الدولي والمطالبة الشعبية المحليّة، منذ تلك اللحظة وفريق رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري مع كل الحلفاء لم يستطع تحقيق أي من الأهداف التي وعد بها جمهوره.

أحلام ثورة الأرز التي نزلنا لتحقيقها إلى ساحة الحريّة أجهِضت في المهد، واستشهِدت باستشهاد رجالاتٍ آمنوا بالقضية، في حين أن لا امكانية لاستكمال النضال بمن بقوا!

عشر سنوات حصدت عشرة إخفاقاتٍ، وفي كلّ إخفاق، ردات فعل لم تكن لتصدر عن قيادة حكيمة قادرة على احداث صدمة ايجابية في نفوس المحبطين.

1 -البداية مع "عريضة فل"، في وجه رئيس الجمهورية السابق اميل لحّود، وبالرغم من التأييد الدولي الواسع لإقالته، لم تستطع "14 آذار" تحقيق الهدف وبقي لحود حتى آخر يوم من ولايته رئيساً في القصر الجمهوري.

2- الحلف الرباعي الذي أتى ليدقّ مسمار النقمة الشعبية في نعش قيادات الرابع عشر من آذار الذين لم يستطيعوا الصمود في تحالفات تخالف توجّهاتهم السياسية فخسروا مرّتين: مرة في الشعبوية وأخرى في النيابية.

3- انتخاب رئيس ينتمي الى فريق ثورة الأرز كان حلماً يراود الذين تباهوا باخراج النظام السوري من لبنان خصوصًا وأنّ النقمة الشعبية كانت لا تزال في أوجها في وجه النظام. يومها أعلنت "14 آذار" وعلى لسان قياداتها رفض وصول أيّ عسكري إلى سدّة الرئاسة منعًا لتكرار تجربة الرئيس لحود والتجارب التي سبقته، لكن فريق ثورة الأرز لم يستطع إلا إيصال مرشّح توافقي هو قائد الجيش ميشال سليمان الذي عيّنه الرئيس لحود نفسه وبمباركة سورية.

4- خطيئة الخامس من أيار غير المدروسة والتي أسّست للسابع من أيار وكانت السبب الرئيس في تحوّل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الى الوسطية بعد أن أدرك استحالة مجابهة قوى الثامن من آذار على الرغم من الدعم الدولي لمثل هكذا مواجهات.

5- إعادة انتخاب رئيس المجلس النيابي نبيه بري رئيسًا للمجلس، على الرغم من امتلاك فريق الرابع عشر من آذار القدرة على تعطيل انتخاب رئيس له، أو العمل للمجيء برئيس توافقي إسوة بما يحصل اليوم في انتخابات رئاسة الجمهورية.

6- زيارة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لسوريا ضاربًا بعرض الحائط كلّ مشاعر المعارضين للنظام السوري في الشارع اللبناني عمومًا والشارع السني خصوصًا الّذي يصوّب على الرئيس السوري بشار الاسد لاتهامه باغتيال الحريري.

7- محاولة الحريري المقايضة بين بعض المكاسب السياسية في الداخل اللبناني والمحكمة الخاصة بلبنان من خلال وساطة قطرية أدّت إلى إحباط شارع "14 آذار".

8- لقاء الحريري والرئيس الأميركي باراك أوباما وتزامنه مع اعلان وزراء قوى الثامن من آذار استقالتهم مع الوزير الملك عدنان السيد حسين، ما أدى الى دخول الحريري للقاء الرئيس الأميركي رئيسا للوزراء وخروجه رئيس حكومة سابق.

9- انسحاب رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط من التحالف الآذاري وتموضعه في الوسطيّة الى جانب رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي ما أدّى إلى إضعاف فريق الرابع عشر من آذار أكثر فأكثر، واظهار أن المحرّك الأول لهذا الفريق كان جنبلاط نفسه.

10– الدعوة لاقتحام السراي الحكومي تعبيرا عن غضب أهل السنة من بعض التصرّفات.

عشرة إخفاقاتٍ أفقدت "14 آذار" هويّتها، ناهيك عن الاغتيالات التي طالت قياداتها. وما يؤلم مناصري الربيع العربي أنّ من استشهدوا، ذهبت دماؤهم هدراً ولم تتحقق أحلامهم، فيما الذين لا يزالون على قيد الحياة يحاولون ابرام صفقات جديدة. والمشكلة الكبرى التي ستقضي بالتأكيد على فريق الرابع عشر من آذار تكمن في تسييس المحكمة الدولية. فان وصلت المحكمة الى الحقيقة وصدق رهان الآذاريين، يعود الشارع الى ما كان عليه وتعود "14 آذار" الى الحياة. أما إذا استمرّت الأمور على ما هي عليه، فالرحمة على "14 آذار" وعلى من لف لفيفها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]