بعد غد، في يوم الاربعاء، سيطلب من الكنيست التصويت على قانون القومية لاعضاء الكنيست من اليمين والمصادقة عليه. هذا القانون الذي سيضع الدولة اليهودية على رأس سعادتنا، ويؤدي بالدولة الديمقراطية الى أسفل أقدامنا. هذا القانون الذي سيصادر كل حق قومي وكل اشارة جماهيرية من مواطني اسرائيل العرب، ويلغي تأثير العربية كلغة رسمية ثانية، وفوق كل ذلك – سيمحو المساواة. هذا قانون سيغير وجهنا اثناء النوم. وعندما نصحو فلن نعرف أنفسنا.
وكأنه لا يكفينا تراجع تصنيف الاعتماد البنكي، فالآن ستتراجع قروننا الديمقراطية. هذان الانجازان يستطيع يئير لبيد أن يسجلهما لصالحه. هل سيسمحون لنا بالدخول الى نادي الدول المتقدمة؟ ما هو الخلل في دفع الاحزاب الحريدية الى خارج الائتلاف الحكومي في الوقت الذي توضع فيه على رأس نتنياهو قبعة منسوجة باللون الاسود؟
لقد كُتب ألف مرة هنا أن ورقة التين بدأت تتكشف ولن تغطي أكثر العورات. وقد صدقت أمس وزيرة القضاء – "أنتم تهدمون الدولة" – ولم توضح كيف ستصوت في الكنيست.
عندما تلخص تسيبي فترة ورقة التين، فما الذي ستسجله لنفسها: هل ستسجل السلطة الضائعة لمحكمة العدل العليا؟ قضاة أصدروا احكام، ماذا اذا، من سيشاهد ذلك. مرتين قاموا بالغاء قوانين تواجد اللاجئين في البلاد، وصوت المحكمة المسموع في النقب. والآن يقدمون لهم، للقضاة في القدس، النظام نفسه مع تغييرات لا قيمة لها، وكيف سيتجرأون على وضع المُشرع في مربعه للمرة الثالثة.
ومن يرى المستشار القانوني للحكومة. استشارته لا تعني الوزراء. سيتم توبيخه لأنه من المفترض أن يقوم بدور التغطية على الوزراء وتطهير الافعال التي قد يقوم بها رئيس الحكومة وزوجته، وليس دوره الابادة للحشرات الايديولوجية. سننتظر يوم الاربعاء لنرى اذا أمسكت لفني ولبيد بقرون الثور، أو ينجوا بأنفسهما قبل أن يدحرجهما نتنياهو عن الدرج. اذا كنتم لا تستطيعون ضربه في هذه اللحظة فسوف تنتهون.
واضح أن نتنياهو اتخذ القرار من اجل الانتخابات، لاعطاء الديمقراطية وجها جديدا. لا اهتمام أكثر بحقوق الاقليات والمحافظة على مكانتهم بل قمعهم من قبل الاغلبية واستمرار بقائه في الحكم. رياح الزمن واضحة – اليهود مقبولون هنا، العرب لا.
اعضاء الكنيست العرب يستمرون في البقاء في الكنيست وكأن الايام هي ايام توفيق طوبي، وبتواجدهم هناك فانهم يعطون غطاءً للكنيست. صحيح أنهم يريدون طردهم بين فترة واخرى بسبب الكوفية، ولكنهم يريدون بقاءهم: كيف نثبت أن الديمقراطية الاسرائيلية واسعة وعميقة من غيرهم؟ عندنا العرب ايضا يرقصون، ولديهم مزمار خاص بهم.
لهذا بالضبط، محظور على اعضاء الكنيست العرب المشاركة في التصويت هذا الاسبوع فهم سيبرزون أكثر بغيابهم. الخسارة أصلا مضمونة إلا اذا تعهدت الحركة ويوجد مستقبل مسبقا بالانتقال والتصويت ضد القانون. عندها فقط يمكن اسقاط الاقتراح السيء.
ليس من المنطق أن يذهبوا وحدهم وراء كرامتهم، فقد حان الوقت لأن يقوم اعضاء كنيست من العمل وميرتس بتمزيق الشاشة. لا تعطوا اليمين فرصة تقديم العالم كما يراه، فهو يتصرف بجنون. إنتهى النقاش وتم قبول القانون وسنعود الى البرنامج اليومي المعتاد.
لا، لن نعود. أنا لا اؤمن بذلك، ولكن هذا اقتراحي بعد أن طفح الكيل: لا أوصي بالعودة الى قاعة الكنيست قبل أن تستقيم طريقها، حتى تعترف الاغلبية بقيود قوتها، ومن الممكن حتى الانتخابات القادمة – وكل شيء حسب المبكر. لا معنى للاستمرار في اللعبة البرلمانية، وكأن قوانين اللعب لم تتغير منذ وقت.
من سيقف الى جانب الديمقراطية؟ ومن سيقف الى جانب نتنياهو؟ من سيتعاون معه مستقبلا تحت ورقة التين؟ ومن سيلتزم باسقاطه؟
[email protected]
أضف تعليق