كنا قد نشرنا في موقع بكرا قبل ايام عن نضال جديد بدأته مجموعة صغيرة جدا من الناشطين عن طريق انشاء صفحة في الفيسبوك، يصب في ذات النهر، نهر الاستغلال وغلاء المعيشة والاسعار العالية، ويدور الحديث حول عدد معين من الاشخاص الذين يعانون مما يسمى بالحساسية ضد الجلوتين ال"سيلياك" اي المادة الموجودة في القمح ومشتقاته، وبالتالي فانهم لا يستطيعون اكل الخبز او المواد الغذائية التي تحتوي على الجلوتين المنتشرة في الاسواق، مما يدفعهم للجوء الى استعمال المواد الخالية من الجلوتين والباهظة الثمن.
موقع بكرا يواصل مواكبته لهذا الملف ويتابع النضال حرصا منه على المصداقية الصحفية ومساعدة الاشخاص الذين يعانون من السيلياك على قدر المستطاع في نضالهم، حيث قام بالتوجه من جديد الى رينا زعبي المبادرة الاولى للنضال في المجتمع العربي واقامة جمعية السيلياك، والبروفيسور رفعت صفدي احد المتابعين للحملة ضد الجلوتين، وسؤالهم عن المراحل التي وصل اليها النضال.
رينا زعبي: نقوم بالتحضير لاقامة جمعية لمرضى السيلياك
قالت رينا زعبي: الحديث يدور حول النضال الذي بدأته مجموعة في الوسط اليهودي من خلال صفحات الفيس بوك وانا شاركت به نظرا لغلاء اسعار المواد الغذائية الخالية من الجلوتين واحيانا عدم توفرها، ومشكلة اخرى نواجهها هي قلة الوعي بما يتعلق بموضوع السيلياك، لذا قررنا العمل على زيادة الوعي بما يتعلق بالموضوع وقررنا اقامة جمعية تضم عددا من المختصين والاطباء.
عوارض السيلياك كما ترويها زعبي
واسهبت زعبي تشرح ل"بكرا" عن حالتها مرة اخرى: ظهر السيلياك لدي على شكل تقرحات دائمة في الفم وحاولت التوجه الى عدد من الاطباء لمعالجة التقرحات حتى انني لجأت الى الطب الطبيعي ولم يستطع احد تشخيص السيلياك لدي في البداية، الا انه وبعد ان اجريت فحص دم اكتشفت بان لدي سيلياك وبالتالي حاولت ان احافظ على نظام غذائي صحي بعيد عن الجلوتين.
وعن مشروع اقامة جمعية لمتابعة النضال ضد المواد الغذائية الخالية من الجلوتين واسعارها العالية وزيادة التوعية للسيلياك قالت زعبي: حاليا نقوم بالتحضير لاقامة جمعية لمرضى السيلياك ونضالهم ضد غلاء اسعار المواد الخالية من الجلوتين وسنعمل في المستقبل على تصعيد النضال، يشاركنا في الجمعية مجموعة رائعة من الاطباء واخصائيين التغذية. بما يتعلق بالاسعار ليس هناك مصداقية نشعر احيانا بان هناك استغلال والاسعار عالية جدا، وبصراحة انا اتبع حمية صارمة ولا اخطأ في الطعام واعاني بشكل كبير من غلاء الاسعار وانا اعتبر من الاشخاص الذين لا يأكلون كثيرا، السعر غالي جدا والكميات التي استهلكها قليلة جدا.
كيف يواجهون المرض خارج البلاد؟
يشار الى ان هناك تنوعا بالمواد الغذائية الخالية بالجلوتين باسعار منخفظة بينما نحن نعاني من شح المواد الغذائية وغلاء اسعارها.
واختتمت: من خلال تجربتي خلال هذه الفترة اؤكد بان الامر ليس مريحا ، وانا اشفق على الاطفال الذين يعانون من السيلياك فبالاضافة الى الامتناع عن اكل المواد الغذائية اللذيذة والطبيعية هناك الاسعار العالية جدا للمواد الخالية من الجلوتين، هناك العديد من الاشخاص قاموا بمراسلتي والاعتراف بانهم يعانون من ذات الموضوع، في البلدان خارج اسرائيل هناك تنوع بالمواد الغذائية الخالية بالجلوتين باسعار منخفظة بينما نحن نعاني من شح المواد الغذائية وغلاء اسعارها.
رفعت صفدي: اعادة مجرى الحياة الى طبيعته
البروفيسور رفعت صفدي عضو في الهيئة القومية للجهاز الهضمي الكبد والاغذية التابع لوزارة الصحة بدأ حديثه ل"بكرا" مفصلا بعض الامور الطبية عن السيلياك: في البداية السيلياك اخذ اسم مرض لان الحالات التي تم تشخيصها في البداية كانت في مراحل متقدمة جدا، عندما نأكل كل ما اتى من حبة الحنطة والتي تحتوي على مادة الجلوتين هذا ما يصنع الحساسية في الامعاء وعمليا عندما تكون الامعاء ملتهبة فانه يصعب على الجسم امتصاص الغذاء الى داخل الجسم، هذه الحساسية لها عواقب على الامعاء وعلى سائر الجسم، التشخيص الصحيح والمراعاة وعدم اكل الطعام المليء بالجلوتين مثبت علميا انه يعيد مجرى الحياة الى شكله الطبيعي وذلك بحسب دراسة نشرت في صحيفة عالمية طبية مشهورة قبل ستة ايام، وتفيد الدراسة ان هناك عدد هائل من حاملين السيلياك تمت مقارنتهم باشخاص ليس لديهم سيلياك واثبتت النتائج بان ليس هناك اي فرق في الامراض واسباب الوفاة بين الاثنين طالما حافظوا اصحاب السيلياك على نظام غذائي معين والابتعاد قدر الامكان عن الجلوتين.
قلة وعي بتشخيص السيلياك
تشخيص السيلياك عن طريق فحص دم بسيط
وتابع صفدي ل"بكرا" عن اعراض السيلياك مشيرا: للاسف نحن نواجه قلة وعي بتشخيص السيلياك حيث لدينا عدة حالات للسيلياك، اعراض السيلياك عبارة عن بوادر عامة فيما يتعلق بالنمو لدى الطفل، كل ما يتعلق بتباطئ النمو يواء نمو جسماني او بالقدرات العقلية والدراسية، عندها نقوم باجراء فحوصات تعزز التشخيص، اليوم ممكن ان نشخص السيلياك عن طريق فحص دم بسيط، التوصية هي بشكل خاص للاهالي ان ينتبهوا لاولادهم بشكل كبير، الام في المعدة نزول في الوزن رفض الطعام، او مشاكل في النمو بالتالي عليهم ان يتوجهوا الى الاطباء، وعلى الطبيب ان يحذر ويفرق بين الحالات والمشاكل لدى هذا الطفل وينتبه بان المشاكل ليست مشاكل عابرة وانما متكررة ودائمة.
تطعيمات لاكل الجلوتين دون مضاعفات او حساسية
واسهب: هناك عوامل تحدد وجود مشكلة الجلوتين وهي عوامل بيئية حول ولادة الام لطفلها، من ناحية اخرى التقيد بالاكل الخالي من الجلوتين خاصة في مجتمعناا العربي هو امر صعب جدا لان طعامنا يعتمد كله على حبة الحنطة، اضافة الى الصعوبة في الحصول على المصادر الخالية من الجلوتين والتي تخلوا معظم حوانيتنا منها، نحن نعمل على زيادة الوعي لرفع نسبة النجاح في التشخيص، وبعد التشخيص الانضباط في الغذاء المناسب والذي يخلو من الجلوتين.
هناك دراسات تجري الان لاعطاء تطعيمات للذين يعانون من" السيلياك" يتيح لهم اكل الجلوتين دون مضاعفات او حساسية
سنقوم بالتوجه الى وزارة الصحة والعمل على تكبير العوامل الكيفية
كما تطرق صفدي الى نضال الجمعية قائلا: من خلال الجمعية التي سنقيمها سنعمل على زيادة التوعية بطرق مختلفة من خلال محاضرات ترفع التوعية لهذا الموضوع بالتوجه الى اطر مختلفة حيث سنعرض السيلياك وفعاليات طبية اخرى، كما سنقوم بالتوجه الى وزارة الصحة والعمل على تكبير العوامل الكيفية وهو فحص امكانية وجود السيلياك عن طريق حالات لامراض او نواقص مختلفة لعدة اشخاص عن طريق الانترنت، من خلال توصية لصناديق المرضى، اي عند فتح الطبيب لصفحة المريض يظهر لدى الطبيب بانه عليه ان يوجه المريض لتشخيص فحص سيلياك.
لا حياة لمن تنادي
واختتم: وزارة الصحة تعلم جيدا بالموضوع الا انه لا حياة لمن تنادي، ونحن سنتوجه الى وزارة الصحة، ولكن من ناحية اخرى علينا مراعاة مرضى السيلياك وعدم تصريحهم للامر وعلينا عدم تقديم المشهيات في البيت بشكل كبير، وان نجبرهم على اكلها كما اننا نتوجه للاطباء والشركات ان تعمل على تخفيظ الاسعار ومراعاة اصحاب السيلياك، علينا ان نساعد بعضنا البعض ان نسلك مسلك الانظباط بالطعام الخالي من الجلوتين.
[email protected]
أضف تعليق