تلبية لتوجه موقع بكرا للشيخ موفق طريف، رئيس المجلس الديني الأعلى للطائفة الدرزية والرئيس الروحي، ارسل الشيخ رسالة تهنئة بمناسبة زيارة النبي سبلان التي تحل اليوم، وجاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
وكعادتها , في اليوم العاشر من أيلول في كل عام , تلتقي جموع الطائفة الدرزية من كافة القرى، في باحة مقام سيدنا سبلان عليه السلام في حرفيش، بغية القيام بالواجبات والشعائر الدينية إحياءً لذكرى هذا النبي الكريم , حيث يتوجه المشايخ إلى المقام الشريف مُزوَّدين بالتقوى والإيمان، وهذه الزيارة، كباقي الزيارات للأماكن المقدسة، تقرّب الإنسان من مقدساته، وتحتوي على رسالة دينية تثقيفية تربوية للأجيال الصاعدة، تدعوها إلى التمسّك بالتراث والتقاليد والعادات، والحفاظ على المقدسات والأماكن الدينية، كعاملٍ لوحدة الصف في الطائفة، ولتهذيب النفوس، والسعي إلى عمل الخير والقيام بهِ.
ما من شك أنهُ في كل لقاء، تزداد أواصر الألفة والمحبة بين المجتمعين، ويتمّ الاتصال المباشر بين جميع أبناء الطائفة، حيث يتم اللقاء والتباحث والتداول في أمور مشتركة، وفي قضايا عالِقة، لها أهمية بالنسبة للجميع، إضافة الى إقامة الشعائر الدينية والطقوس المُتعلقة بالزيارة, وخاصة في هذه الأيام والظروف التي تمرّ بها الطائفة الدرزية خارج حدود بلادنا، وما تواجه من أخطارا مصيرية، ومواجهات شديدة، تتطلب منا أن نكون مهيئين لأي دعم أو سند يمكننا تقديمه، إذا وقع أي خطر, لا سمح الله. إن الحرب الأهلية التي يمرّ فيها المواطنون عامة في الجمهورية السورية، والأوضاع غير المستقرة التي تواجه مواطني الجمهورية اللبنانية، تجعلنا دائما في ترقّب، وفي تأهّب، لنرى ماذا سيحدث وكيف ستسير الأمور.
ومن هنا، ومن مقام سيدنا سبلان عليه السلام في حرفيش، هذه القرية التي كانت وما زالت، أقرب القرى الدرزية في البلاد إلى التجمع الدرزي في سوريا، والتجمع الدرزي في لبنان، والتي كانت خلال مئات السنين، تتم عن طريقها، كافة الاتصالات بين دروز الكرمل والجليل، والدروز هناك. من هنا، وفي عيد سيدنا سبلان (ع) نضرع إلى حضرة العلي القدير، أن تهدأ الأمور وتستقرّ، وأن تعود المياه إلى مجاريها، وأن تتوفر الحلول للأزمات هناك بالشكل الذي يرضي جميع الأطراف والطوائف ، ويحافظ على سلامتهم وكرامتهم.
وفي هذه المناسبة، أتوجّه إلى أبناء الطائفة الدرزية في البلاد، وخاصة إلى الأجيال الصاعدة، حاثًّا إياهم على سلوك طريق العلم والدراسة، والتكيّف مع المتغيّرات التكنولوجية المتطورة، ودراسة كافة التقنيات الجديدة واستعمالها في حياتهم اليومية لما فيهِ مصلحة الطائفة ومصالحهم الحياتية، وانتهاج طريق العلم والتحصيل الأكاديمي، والإخلاص في كل عمل يقومون به من اجل الوصول الى أعلى المراتب والدرجات في أي مكان يتواجدون فيه. وفي نفس الوقت، أتوجّه إليهم جميعا، للمحافظة على تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا، والقيم الأخلاقية والاجتماعية التي ورثناها عن آبائنا وجدودنا، والتي حافظت علينا، كطائفة لها تراثها وفضائلها وكيانها.
مِن هذا المقام الشريف , وفي هذه المناسبة الطيبة , أحيي جميع أبناء الطائفة الدرزية في كل مكان، وأتمنى للزوار زيارة مقبولة، والتوفيق والنجاح في كل عمل ومسعى يقومون به يرضي الله, وكل عام والجميع بإلف بخير.
[email protected]
أضف تعليق