انتشرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا وعدد من البلدان المجاورة تحت عنوان "وينن"، في إشارة إلى الالاف من المواطنيين السوريين "المختفين" منذ بدء الأزمة السورية في عام 2011.

يسعى منظمو الحملة إلى إلقاء الضوء على من اختطفوا واعتقلوا من قبل القوات الحكومية والمعارضة المتشددة كـ"داعش"، ويتم احتجازهم في معتقلات وأماكن مجهولة، وفقا لتقارير من نشطاء المعارضة. ورافق الحملة هاشتاغ #وينن، الذي استخدمه المغردون في اكثر من اربعة الاف تغريدة منذ ظهوره، وظهرت ايضا نسخة انجليزية بعنوان #WhereAreThey، استخدمت في نحو ستة الاف تغريدة. وتحدثنا إلى ناشطتين سوريتين من منظمي الحملة، حول الفكرة وراءها واهدافها.

"لا نعرف مصير احبائنا"

تقول الناشطة السورية زينة البيطار، التي تقيم حاليا في تركيا: "سوريا تعاني من ظاهرة "اختفاء مواطنيها" على أيدي عناصر النظام منذ اكثر من اربعين عاما، لذلك فهي ليست بالجديدة، ولكن احداث الثورة السورية زادت من حدتها."

وتوضح الناشطة ان عدد "المختفين إجباريا" في سوريا الذين اختطفوا واعتقلوا على ايدي عناصر الحكومة او مجموعات موالية لها يقدر بعشرات الالاف، بينما يصعب تحديد عدد المعتقلين على ايدي الجماعات الإسلامية المتشددة، ولكن زينة قدرت المعتقلين لدى "الدولة الإسلامية" بالمئات.

ونظرا لطبيعة الاختطافات، والاحتجازات التي تتم في أماكن مجهولة، يصعب الوصول إلى المعتقلين ومعرفة مصيرهم... "بعد انتشار صور التعذيب الذي يمارس في السجون السورية وخروج انباء عن مقتل الالاف بداخلها جراء التعذيب، زاد خوفنا على اقاربنا واحبائنا المختفين".

"الطريقة الوحيدة التي تصلنا بها اخبار عن المحتجزين هي عن طريق المفرج عنهم، إذا شاركوا مكان الاعتقال مع من يتم البحث عنهم".

وتقول الحكومة السورية أن التقارير الأممية التي تفيد بمقتل الالاف في السجون السورية جراء التعذيب تعتمد في ارقامها ومعلومتها على مصادر المعارضة فقط، ولا تأخذ في الاعتبار المصادر الحكومية، لذلك فهي منحازة إلى جانب المعارضة.

"تضامن عالمي مع الحملة"

وبدأت الحملة بتعاون بين نشطاء في بلدان مختلفة، فهناك نشطاء بداخل سوريا يقوم بالترويج للحملة برسم شعارها في شوراع بلدات سورية تسيطر عليها المعارضة.

تحدثت بي بي سي إلى يارا النجم، وهي ناشطة ومصممة غرافيكس سورية ساعدت في تنظيم الحملة وصممت شعارها. "في تصميمي للشعار، حاولت ان اظهر للعالم ان المختفين هم من مختلف الأعمار ويأتون من جميع شرائح المجتمع".

يارا من محافظة السويداء، التي تقع بين درعا ودمشق، ولكنها اضطرت إلى الرحيل عن بلدها إلى تركيا في عام 2012 نظرا لعدم الاستقرار وزيادة حدة الصراع الداخلي.

ويقول منظمو الحملة انها تشهد تضامنا عالميا، من اسبانيا إلى التشيك إلى البرازيل، وإن لم يكن حجم التضامن بالكبير، ولكنه دليل على زيادة الوعي بخصوص المختطفين والمعتقلين قسرا في سوريا على مدار السنوات الثلاثة الماضية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]