وصلنا هذا البيان من عبد الله خطيب مدير قسم أ للتعليم العربيّ البيان التالي: نتشر في الآونة الأخيرة، في مجتمعنا العربيّ، ولأسفنا الشّديد، آفةٌ رهيبةٌ تتفاقم وتزداد خطورةً يومًا بعدَ يومٍ، آفةُ العنف.
هذه الظاهرة الّتي باتت تهدّد أمن أبنائنا وبناتنا وبيوتنا، ثقافة العنف الّتي بدأت تغزو مرافقَ الحياة المختلفة، فلا يطلّ نهارٌ إلّا وهو يحمل لنا في جَعبته فجيعةً ومأساةً لا هي مِن آدابِ مجتمعِنا، ولا مِن ثقافتنا، ولا مِن تعاليمنا الدّينيّة.
ومنْ موقعِ مسؤوليّتنا التربويّة والاجتماعيّة والتثقيفيّة علينا أنْ نتّخذَ كلَّ التدابير والإجراءات الممكنة لإنقاذِ أبنائنا من براثنِ هذا الوحش الّذي تخطّى كلّ الحدودِ، حتّى الحمراء منها، ولن نقفَ عاجزينَ ننتظرُ النذير التالي، على كلّ قوى المجتمع ومؤسّساتِه التربويّة، الاجتماعيّة، السياسيّة والإعلاميّة أنْ تأخذ دورها في التثقيف والرّدع والتربية والمنعِ، على جهودِنا أن تتكاتفَ مِن أجلِ مستقبلٍ أفضلٍ فعلًا وليس مجرّدَ شعاراتٍ نطلقها في ساعة الغضب.
إنّ الجريمةَ النكراء الّتي ما زالت صعبةَ الاستيعابِ والّتي راحَ ضحيّتها المربّي الفاضل القدير يوسف شاهين حاج يحيى، مدير كليّة عَمال الطيّبة، زعزعت كلَّ ثوابتنا، وتركتنا مفجوعين، متألّمين ذاهلين ممّا جرى، فما كنّا نتخيّلُ يومًا أن تصلَ الجريمة باب مدارسنا وغرفة المدير!
نحن في وزارة التربية والتعليم، في قسم أ للتّعليم العربيّ، لن نقفَ مكتوفي الأيدي إزاءَ ما حدثَ على جميعِ الأصعدة، لأنّ كلّ مدير/ة منكم/نّ يمثّلنا وما يصيبه يصيبنا، لذا نهيب بكم، ومن موقع مسؤوليّتكم أنْ تعلنوا السنة الدراسيّة القادمة على الأبواب "سنة بلا عنف"، سنةَ التثقيف ضدّ العنف ونبذِ كلِّ مظاهرهِ الكلاميّة والجسديّة، نبدأ بأنفسِنا ومعلّمينا ومعلّماتنا نماذجَ ترفض العنف ولا تتعامل به مع الطلبةِ مهما كانت الأسباب، ونعدّ برامجًا تربويّة أسبوعيّة مختلفة ضمن دروس "التربية" لمناقشة هذه الآفة وأسباب انتشارها، ونتائجها وكيفيّة الحدّ منها، وكيف يمكن لكلّ طالبٍ وطالبة في مجتمعنا أن يبدأ هو بنفسِه وبمدّ يدِهِ إلى الآخرينَ ليخلّصهم ممّا يتعرّضون له.
نكثّف فعّاليّاتنا المنهجيّة واللامنهجيّة من أجل التباحث، مع الطلبة، في ميراثنا الاجتماعيّ والدينيّ على اختلاف طوائفنا ومذاهبنا، هذا الميراث الدّاعي للتّسامح والرأفة والمحبّة والفضيلةِ والتآخي وصنع الخيرِ ونبذ كلّ أشكال العنصريّة والعنف، ونترك للطلبة المجالَ الأوسع للتعبير عن آرائهم والتنفيس عن مشاعرهم، ونكون لهم بمثابة المربّي والموجِّه والقائد والمرشِد قبل أن نكون "المعلّم"، فما نفع العلم بلا أخلاق؛ "إنّما الأمم الأخلاقُ، فإنْ هُم ذهبَتْ أخلاقُهم ذهبُوا".
نفتتح سنتنا الدراسيّة بدقيقةِ صمتٍ حدادًا على روح المربّي الفاضل ليعلَم القاصي والدّاني بأنّنا إخوة في جهاز التّعليم العربيّ، وما يصيب مديرًا في المثلّث يمسّ زميله في الجليل وحيفا، ونستنكر أمامَ طلّابنا وأولياء الأمور الفاجعةَ النكراء، ونطمئن الطلبةَ بأنّ المدرسةَ هي مكان آمنٌ، وأنّنا بالتعاون مع أقسام المعارف في البلديّات والمجالس المختلفة ومعَ أولياء الأمورِ، سنضمن أمنَ مدارسِنا لتكونَ المدرسةُ مكانَ التربية والتعليم والتثقيف والتهذيب.
نطلب من كلّ مدير/ة قائد/ة تربويّ/ة أنْ يعدَّ الفعّاليّات والبرامج المختلفة والمسيرات واللقاءات، لنخصّص الأسبوع الأوّل هذه السنة لنبذ العنف وغرس قيم التسامح والمحبّة والسلام.
[email protected]
أضف تعليق