عقد رجال الدين السنة هذا الأسبوع اجتماعا في محافظة الأنبار لحث العراقيين على التعاون مع القوات الأمنية في معركتها ضد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
وجاء في بيان لمجلس علماء وخطباء الأنبار عقب الاجتماع الذي عقد بمدينة الرمادي أن "التعاون أو التعامل مع عناصر داعش محرّم شرعا كونه يرسخ مشروع القتل المتواصل ويشوه صورة الإسلام". ووصف البيان الذي تلاه المتحدث باسم المجلس الشيخ حاتم الدليمي التعاون مع الجيش العراقي بالواجب "من أجل حقن الدماء وإيقاف سلسلة الجرائم التي تجري بالبلاد، إضافة إلى درء الفتنة الطائفية التي تسعى هذه العصابة لإشعالها داخل المجتمع العراقي". وأضاف البيان أن "داعش فئة باغية لا ترتبط بأي مذهب أو دين سماوي". من جهته، أكد عضو مجلس العلماء وإمام وخطيب جامع مدينة حديثة الشيخ شعبان العبيدي، أن تنظيم داعش شوّه بجرائمه ومعتقداته الخاطئة والوحشية صورة الإسلام.وأوضح في حديث لموطني أن "ديننا دين رحمة وقد حولته داعش اليوم إلى عنف ودم وإرهاب"، مشيرا إلى ضرورة أن يهبّ جميع المسلمين للدفاع عن دينهم في مواجهة هذه المخاطر.
يجب "طرد" داعش
ووقع العلماء ورجال الدين خلال الاجتماع بيانا سيتم توزيعه في مدن الأنبار كافة، أعلنوا فيه أن الإسلام براء من تنظيم داعش، وأكدوا اعتباره "قوة غاشمة تحتل أراضينا ويجب طردها". وأكد البيان أن التكتم عن أي معلومات تتعلق بهذا التنظيم لا يجوز شرعا. بدوره، قال مفتي مدينة الرمادي الشيخ حميد خليل لموطني إن "محاربة التنظيم ورفضه من قبل السنة سيكون بمثابة رسالة إلى سائر الطوائف والأديان في العراق"، وسيساهم في إطفاء نار الفتنة الطائفية على حد تعبيره. وشدد على ضرورة أن ينبذ جميع الناس داعش ويتعاونوا مع القوات الأمنية العراقية لطرد هذه الجماعة من مدنهم. وأشار إلى أنه "يحرّم أيضا تلقي عطايا اللحم والخضار التي قالت داعش إنها ستوزعها على الناس، لأنها حرام واختلطت بدماء الأبرياء من المواطنين العراقيين". وأردف خليل قائلا "لولا أعمالهم الإرهابية لما احتاج الناس أصلا إلى هدايا وهبات منهم"، مؤكدا أن "قبولها هو تشجيع لهم ومنحهم شرعية لا يملكونها أصلا".ودعا خليل المواطنين إلى إبلاغ القوات الأمنية عن أي معلومات حول داعش، مؤكدا أن "من يتأخر أو يجبن فهو شريك في قتل الأبرياء".
نقطة تحول في المعركة
أما قائد الشرطة في الأنبار اللواء أحمد الدليمي، فاعتبر أن بيان علماء وخطباء الأنبار نقطة تحول كبيرة "في الحرب على الإرهاب". وقال في حديث لموطني "الآن لم يعد هناك شك أن تلك الجماعات الإرهابية لا تمثل السنة ولا الإسلام، كما لم يعد لتنظيم داعش غطاء يتحرك من خلاله بعد طرده من ديننا ومعتقداتنا كما طرد قبلها من مجتمعنا العشائري ". وأشار الدليمي إلى أن الشرطة ستمنح الذين غررت بهم داعش مهلة حتى 5 أيلول/سبتمبر المقبل لتسليم أنفسهم، مشددا على ضمان محاكمة عادلة لهم ومنحهم العفو في حال ثبت عدم ارتكابهم أي جرائم قتل أو تفجير.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
طوال سنوات السبعينات من القرن الماضي ونحن نقرأ ان العدو القادم للغرب سيكون الاسلام والمسلمين . وقد اعد الغرب خططه على هذا الاساس . ومن خططه ضرب المسلمين بالمسلمين وداعش من ضمن هذا .